تونس: نقص عمليات التبرع بالأعضاء يفاقم معاناة المرضى

07 أكتوبر 2021
في أحد مستشفيات تونس (فتحي بلعيد/ فرانس برس)
+ الخط -

أعلن مدير عام مركز النهوض بزراعة الأعضاء في تونس، الطيب بن عبد الله، أنه "تم القيام بأكثر من 2000 عملية زرع كلى وأكثر من 50 عملية زرع قلب وأكثر من 60 حالة زرع كبد، منذ يونيو/ حزيران 1986".
وأوضح بن عبد الله لـ "العربي الجديد"، على هامش ندوة صحافية نظمت اليوم الخميس، أن "هذه الأرقام تبقى ضعيفة جداً، باعتبار أنه حتى الآن، هناك 14 ألف مريض بقصور الكلى ويخضعون لغسيل الكلى. وعلى الرغم من أنهم ليسوا جميعهم في حاجة إلى زرع الكلى، لكن هناك على الأقل ما بين 2 و3 آلاف مريض في حاجة لذلك".
ويقول بن عبد الله إن "12 ألف شخص فقط في تونس كتب في بطاقة تعريفهم الوطنية صفة متبرع، وهو عدد ضعيف جداً نأمل أن يرتفع حتى لا نواجه إشكاليات في حال وفاة الأشخاص، وخصوصاً في حوادث المرور، ويمكن الاستفادة من أعضائهم".
يضيف: "هناك العشرات، إن لم نقل المئات، في حاجة إلى زراعة القلب، ومثلهم لزراعة الكبد. وهناك 1644 مريضا في انتظار التبرع بكلى منذ سنوات طويلة، وهما مرضان لا وجود لدواء اصطناعي لهما، وعدد كبير من الحالات لا يمكن أن تُشفى إلا بعمليات الزرع".
ويقول الطيب بن عبد الله إن "غالبية حالات التبرع لزراعة الكبد والقلب يجب أن تكون من أشخاص متوفين. لكن للأسف، العديد من العائلات ترفض ذلك على الرغم من وجود الإطار القانوني المنظم لذلك".
في هذا السياق، يوضح بن عبد الله أنه "على الرغم من أن زراعة الأنسجة والأعضاء بدأت في تونس منذ عام 1984، وأول زرع كلى عام 1986، وعلى الرغم من توفر الكفاءات الطبية وشبه الطبية في كل الميادين، فإن مشكلة عدم الإقبال على التبرع ما زالت قائمة، وستبقى كذلك نظراً للعوائق النفسية والاجتماعية في مقابل الحاجة الكبيرة للأعضاء حالياً".

صحة
التحديثات الحية

ويقول إن "مشكلة زرع الأعضاء ليست مشكلة المريض أو الطبيب أو وزارة الصحة فحسب، وإنما هي مشكلة وطنية وعامة تهم جميع التونسيين ووجب العمل على نشر الوعي والتحسيس بها".
وأعلن خلال ندوة صحافية بقصر بلدية تونس، وبمناسبة اليوم العالمي والوطني للتبرع بالأعضاء، عن تظيم حملات توعوية يومي 16 و17 أكتوبر/ تشرين الأول ستكون من أهم محطاتها تنظيم ماراثون رياضي مفتوح لجميع التونسيين انطلاقاً من شارع الحبيب بورقيبة.
وتقول رئيسة بلدية تونس سعاد عبد الرحيم شيخة المدينة، لـ "العربي الجديد"، إنّ "هذه الأيام التي تهدف إلى التشجيع على التبرع بالأعضاء تأتي في إطار برنامج تونس كمدينة صحية يعمل على عديد المستويات بما فيها الطب الوقائي". تضيف: "هذه المبادرة تندرج في إطار التوعية بسبب التردد الكبير الذي نعيشه في تونس إزاء التبرع بالأعضاء. ونريد من خلال ذلك أن تتحول ما يُسمى بقائمة الموت إلى قائمة الأمل بالنسبة للأشخاص الذين ينتظرون دورهم للتبرع".

دلالات
المساهمون