تونس: موائد الإفطار الرمضانية لا تستثني المهاجرين الأفارقة
بدأت موائد الإفطار في تونس، مع أول أيام شهر رمضان، في استقبال ضيوفها الذين يتشاركون الوجبات داخل فضاءات يُجهزها أصحاب المبادرات للفقراء والمعوزين وعابري السبيل والمهاجرين.
ولا تستثني موائد الإفطار هذا العام، على غرار السنوات الماضية، مهاجري دول أفريقيا جنوب الصحراء الذين يشاركون التونسيين إفطارهم، إذ أعلن مشرفون عن تنظيم الموائد الرمضانية ترحيبهم باستقبال كل المهاجرين من كافة الجنسيات.
ويتوقع علي الهادفي، الذي دأب على تنظيم مائدة إفطار في حي الكبارية الشعبي بالعاصمة تونس، أن تستقبل مبادرة الإفطار هذا العام نحو 500 مهاجر من دول جنوب الصحراء من الطلبة المقيمين في وضع غير نظامي.
وقال الهادفي، لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، إنّ المطعم الذي يموّل من مبادرات خيرية وتبرعات، سيؤمن وجبات الإفطار والسحور لنحو 2000 مستفيد، مؤكداً أنّ "المهاجرين من كل الجنسيات هم جزء أساسي من خطة الإطعام".
وأضاف أنّ "كل المهاجرين مرحّب بهم في مائدة الإفطار وستعطى لهم الأولوية في الحصول على وجبات السحور".
وأكد الهادفي أنّ "المهاجرين من دول جنوب الصحراء أو السوريين يأتون من كل ضواحي تونس لحي الكبارية الشعبي لمشاركة المواطنين هناك مائدة الإفطار التي تقام على امتداد الشارع" .
وبيّن أنّ "هناك طلبة تونسيين ومهاجرين أفارقة وكبار سن وعابري سبيل وضيوفا جزائريين وليبيين نتقاسم معهم الماء والملح"، موضحاً أنّ "المبادرة تستمر للعام الـ12 على التوالي بتكاتف من أهالي الحي ومتبرعين من مختلف محافظات البلاد".
ويعبّر تونسيون عن دعمهم للمهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء عبر حملات مساندة على مواقع التواصل الاجتماعي، في حين تعمل منظمات غير حكومية على إيواء العديد منهم إلى حين تسوية أوضاع إقاماتهم أو المغادرة الطوعية نحو بلدانهم.
وجاءت مبادرات الدعم بعد تعرض المهاجرين في وضع غير نظامي لحملات رافضة لوجودهم في تونس، عقب تصريح للرئيس قيس سعيّد في فبراير/ شباط الماضي، دعا فيه إلى "إجراءات عاجلة" لوقف تدفق المهاجرين غير النظاميين من أفريقيا جنوب الصحراء، زاعماً أنّ هذه الظاهرة تؤدي إلى "عنف وجرائم".
من جهته، قال نزار خذاري، الذي يشرف على مطعم في منطقة المنزه التاسع بالعاصمة تونس، إنه تعوّد على تقديم وجبات للمشردين، وأوضح أنّ "المطعم ينوي تقديم أكثر من 120 وجبة إفطار لمن لا مأوى لهم، من بينهم مهاجرون من دول جنوب الصحراء".
وأضاف، متحدثا لـ"العربي الجديد"، أنّ "المشرفين على موائد الإفطار أو توزيع الوجبات الساخنة لا يستثنون المهاجرين، رغم التركيز أكثر على الفقراء والمشردين من التونسيين"، وأشار في سياق متصل إلى أنّ "العديد من المواطنين يقدمون تبرعات للمطعم من أجل إعداد وجبات توزع على المهاجرين حصراً".
ويطالب نشطاء تونسيون مهتمون بملف الهجرة، بوضع سياسات عامة تمنع جميع أشكال وممارسات التمييز، وتضمن مكافحة الصور النمطية ذات الطابع العنصري، ويرون أنه يتعيّن على السلطات، بالإضافة إلى وضع القوانين المناهضة للعنصرية، إقرار استراتيجية واضحة لنشر ثقافة حقوق الإنسان والمساواة والتسامح وقبول الآخر داخل المجتمع.