تونس: محامون ينددون بالمحاكمات العسكرية وإيقاف زميلهم

21 أكتوبر 2021
تجتمع الهيئة الوطنية للمحامين للنظر في الخطوات التصعيدية (العربي الجديد)
+ الخط -

انتفض، اليوم الخميس، بالمحكمة الإبتدائية بالعاصمة تونس، عدد كبير من المحامين احتجاجاً على إيقاف النائب والمحامي سيف الدين مخلوف، خاصة بعد تدهور حالته الصحية، عقب دخوله في إضراب عن الطعام منذ حوالي أسبوع، معبّرين عن رفضهم للمحاكمات العسكرية والانفراد بالسلطة والتهديدات التي باتت تلاحق المحامين والمدنيين منذ 25 يوليو/تموز الماضي.

وقال الرئيس السابق للهيئة الوطنية للمحامين، عبد الرزاق الكيلاني، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ "المحامي مخلوف تعرّض للإيقاف في إطار دفاعه عن موكّله فيما يعرف بقضية المطار، حيث تمّ منع مسافرة من التنقل فيما يعرف بالإجراء الحدودي إس 17، والذي يُعتبر في حدّ ذاته مسّاً بالحريات". وأضاف أنّ "مخلوف انتقل إلى المحكمة العسكرية، وخلال دردشة مع القاضي العسكري، اعتبر الأخير أنّه تمّ المسّ بشخصه، فأُحيل مخلوف إلى القضاء وسُجن"، مشيراً إلى أنّ "مخلوف يتعرّض لظلم كبير في ظلّ نظام دكتاتوري وإثر انقلاب واضح، والمحامون لن يقبلوا بذلك" .

وأضاف أن "هناك اجتماعا في الهيئة الوطنية للمحامين للنظر في الخطوات التصعيدية القادمة". 

وقال المحامي رفيق الغاق، في الكلمة التي ألقاها في الوقفة الإحتجاجية، إنّ "أي شخص قد يجد نفسه اليوم في خطر لمجرّد التعبير عن رأيه ونقد الرئيس، حيث يتمّ نعت هؤلاء بأبشع النعوت". وأكّد أنّ "أساتذة في القانون الدستوري قالوا كلمة حق، فتمّ شتمهم من قبل أنصار الرئيس قيس سعيد".

ولفت إلى أنّ "مخلوف وغيره تتمّ محاكمتهم لفتح باب المحاكمات العسكرية للمدنيين"، مضيفاً أنّ "أي شخص يدوّن كلمة على النظام الحالي قد يحاكم، والخوف اليوم من شخص ينعت مخالفيه بالحشرات، كما الخوف من أن يموت اليوم تونسيون في السجون جرّاء هذه المحاكمات الظالمة".

وقالت المحامية إسلام حمزة، وهي عضو في "محامون لحماية الحقوق والحريات"، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ "هذا الرئيس لا يسمع، وحتى الرؤساء المستبدون يستمعون للمنظمات الحقوقية والمجتمع المدني والدولي تحت الضغط، ولكن سعيد يسمع فقط لنفسه"، وأكّدت أنها "تأمل أن يفكّ مخلوف إضرابه عن الطعام ويعود لنشاطه، وأن يسقط الانقلاب الحالي".

وأوضحت حمزة أنّ "وسيلة دفاع المحامين في العادة هي القانون، ولكن للأسف هناك شعور اليوم بأنّ البقاء للأقوى، حيث لا يتم احترام الإجراءات والحقوق والحريات"، مؤكدة أنّ "هناك شعورا بالإحباط".

وقال المحامي مالك بن عمر، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ رسالتهم اليوم "ليست سياسية، بل حقوقية، فزميلنا مخلوف في السجن منذ شهر، وهو مضرب عن الطعام منذ حوالي أسبوع لمواجهة تهم مفبركة تصل عقوبتها إلى الإعدام، وهي التآمر على أمن الدولة". وأضاف أنّهم "يطالبون بوقف المحاكمات العسكرية بصفة عامة، والخطير اليوم أنّ هذه التهم باتت تستهدف إعلاميين ومحامين وشخصيات عديدة، فالوقائع تختلف والتهمة واحدة".

المساهمون