تونس: قلق من تزايد عدد المتخلفين عن لقاحات كورونا

يقترب عدد التونسيين المتخلّفين عن تلقّي اللقاحات المضادة لكوفيد-19 من نصف الأشخاص المحدّدة مواعيد تحصينهم، الأمر الذي يخلق مخاوف عدّة.

وتؤكد عضو اللجنة الوطنية للقاحات في تونس رافلة تاج، لـ"العربي الجديد"، أنّ "نسبة المتخلّفين عن تلقّي اللقاحات باتت تفوق 45 في المائة"، مؤكدة أنّ "التزايد في أعداد رافضي عملية التحصين صار أمراً مقلقاً ويهدّد بإحباط الجهود الصحية برفع نسبة المناعة المجتمعية في البلاد قبل شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل".

وتقول تاج إنّ "مراكز التحصين الكبرى في البلاد باتت تسجّل نسباً كبيرة في تغيّب المدعوّين إلى تلقّي اللقاح عبر الرسائل النصية القصيرة"، مشيرة إلى أنّ "فقط نصف هؤلاء تقريباً يحضرون".

وتشرح تاج تراجع الإقبال على عملية التحصين بثلاثة أسباب رئيسية، هي "أوّلاً تحسّن الوضع الوبائي في البلاد من خلال تراجع أعداد الوفيات اليومية، الأمر الذي أدّى إلى حالة لامبالاة عامة في عمليتَي مكافحة فيروس كورونا الجديد والتحصين ضدّه. السبب الثاني هو تسجيل بعض المشكلات اللوجستية المتعلقة بقبول الرسائل الخاصة بدعوة المواطنين إلى التحصين. أمّا السبب الثالث فهو عزوف فئات معيّنة ما فوق 40 عاماً عن التحصين، ورفضها المطلق لذلك، على الرغم من أنّها من الفئات الأكثر عرضة لمخاطر الفيروس".

وتحذّر تاج من "تداعيات تواصل العزوف عن تلقّي اللقاح على الجهود العامة التي تبذلها السلطات الصحية في تونس من أجل تفادي موجة وباء جديدة في بداية الخريف المقبل بالتزامن مع العودة إلى المدارس والجامعات"، داعية المواطنين إلى "عدم تفويت فرصة تحسين الظروف الصحية في البلاد من أجل تحسين الوضع الوبائي المحلي عموماً".

وتشدّد تاج على أنّ "الخطر الوبائي في تونس ما زال قائماً على الرغم من التراجع المسجّل في الوفيات وانخفاض الطلب على الأوكسجين والإنعاش"، لافتة في الوقت نفسه إلى أنّ "النسبة اليومية للتحاليل الموجبة مستمرّة في التزايد، وهي تفوق 23 في المائة".

وفي بيان، كشفت وزارة الصحة في تونس، اليوم الخميس، أنّ 52 ألف شخص تخلفوا عن مواعيد تحصينهم من أصل 83 ألفاً تمّت دعوتهم أمس الأربعاء، في حين فاق عدد المواطنين الذين استكملوا عملية التحصين مليونَي تونسي من مجموع 5.3 ملايين مسجّلين على منصة التحصين الإلكترونية.

صحة

التحديثات الحية

تونس: كورونا يؤجل المعاينات غير الطارئة

وتستعدّ تونس قريباً لاعتماد شهادة التحصين ضدّ كوفيد-19، ولن يسمح لغير المحصنين بدخول أو زيارة الأماكن العامة، وفق تصريحات لأعضاء اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا الجديد.

وسوف يُفرَض بمقتضى هذا الإجراء إظهار شهادة تحصين، علماً أنّ ذلك سوف يطبّق تدريجياً في المؤسسات والمنشآت العمومية وفي المستشفيات والمصارف، قبل أن يُعمّم في وقت لاحق.

وفي سياق متصل، تستعد السلطات الصحية في البلاد لتنظيم حملة التحصين المكثفة الثالثة، يوم الأحد المقبل، من أجل زيادة نسبة المحصّنين في وجه مخاطر الفيروس بين الذين تجاوزوا سنّ الأربعين.

ويأتي ذلك في إطار رفع نسبة المناعة المجتمعية في تونس إلى 50 في المائة، مع تحصين ما لا يقلّ عن خمسة ملايين مواطن قبل شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2021، أي قبل موجة وباء جديدة تزيد من عدد الوفيات الذي يقترب حالياً من 23 ألفاً.