أعلن خفر السواحل في تونس فقدان 17 مهاجراً في البحر، وذلك بعدما انطلقوا قبل أسبوع من سواحل محافظة بنزرت شمالي البلاد في رحلة هجرة غير نظامية.
وأشار المتحدّث الرسمي باسم خفر السواحل التونسي حسام الدين الجبابلي، لوكالة فرانس برس، اليوم الاثنين، إلى أنّ "عمليات البحث عن 17 مهاجراً مفقوداً انطلقوا الاثنين الماضي من سواحل بنزرت ما زالت متواصلة". وأضاف أنّ المفقودين هم تونسيون، من بينهم طفل (خمسة أعوام) وامرأة.
وفي حديث إلى إذاعة راديو موزاييك المحلية، أوضح الجبالي أنّ مروحية تشارك في عمليات التمشيط بحثاً عن المفقودين. ووفقاً للإذاعة نفسها، فإنّ أخبار المهاجرين البالغ عددهم 17 انقطعت بعد أن دخلوا إلى المياه الإقليمية الإيطالية، بحسب ما أفادت عائلاتهم.
وكان عدد من أهالي المفقودين قد تظاهروا، أوّل من أمس السبت، في وسط مدينة بنزرت لمطالبة السلطات التونسية بالبحث عن أبنائهم، بحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية.
من جهة أخرى، قضى 13 مهاجراً سودانياً، وفُقد 27 آخرون قبالة سواحل تونس الشرقية، إثر غرق قاربهم، وفقاً لما أفاد به متحدّث قضائي وكالة فرانس برس، يوم الخميس الماضي.
وقال المتحدث باسم محكمة المنستير فريد بن جحا، يومها، إنّ 42 مهاجراً انطلقوا من سواحل منطقة جبنيانة في محافظة صفاقس (شرق) وأُنقذ من بينهم مهاجران اثنان. يُذكر أنّ هؤلاء جميعاً من الرجال، وكانوا يحملون بطاقات لجوء.
تونس نقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين
في سياق متصل، أعلن المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، في الأسبوع الماضي، أنّه رصد "فقدان أكثر من 1300 ضحية تونسية" خلال عمليات الهجرة غير النظامية في عام 2023.
أمّا المنظمة الدولية للهجرة فقد أفادت بأنّ أكثر من 2498 شخصاً لقوا حتفهم في عام 2023 في البحر الأبيض المتوسط، أثناء محاولاتهم الوصول إلى السواحل الأوروبية بطريقة غير نظامية، أي بزيادة نسبتها 70 في المائة مقارنة بعام 2022.
وتشهد تونس تصاعداً لافتاً في وتيرة الهجرة غير النظامية إلى أوروبا، خصوصاً في اتجاه سواحل إيطاليا، على وقع تداعيات الأزمات الاقتصادية والسياسية في البلاد ودول أفريقية أخرى لا سيّما دول جنوب الصحراء. وتعلن السلطات التونسية، بوتيرة أسبوعية، إحباط محاولات هجرة إلى سواحل أوروبا، وضبط مئات المهاجرين.
وتمثّل تونس، إلى جانب ليبيا، نقطة الانطلاق الرئيسية لآلاف المهاجرين الساعين إلى الوصول إلى أوروبا في رحلات هجرة غير نظامية.
وحتى نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، اعترض الحرس الوطني التونسي 69.963 مهاجراً في مقابل 31.297 في الفترة نفسها من عام 2022، بحسب إحصاءات أفاد بها الجبالي وكالة فرانس برس في وقت سابق.
يُذكر أنّ المفوضية الأوروبية كانت قد أعلنت، في سبتمبر/ أيلول 2023، تخصيص 127 مليون يورو (نحو 137 مليون دولار أميركي) مساعدات لتونس، تندرج ضمن بنود مذكرة التفاهم الموقّعة بين تونس والاتحاد الأوروبي، جزء منها للحدّ من توافد المهاجرين غير النظاميين إلى أوروبا.
(فرانس برس، الأناضول)