قالت مديرة مرصد الأمراض الجديدة والمستجدة بوزارة الصحة التونسية، نصاف بن علية، إن السلالة الهندية من فيروس كورونا (المتحور دلتا) هي الطاغية، ما يفسر الانتشار السريع للوباء، وتزايد أعداد المصابين والضحايا"، محذرة من أيام أصعب قادمة.
وأكدت بن علية لوسائل إعلام محلية، الخميس، أن "سرعة انتشار المتحور الهندي باغتت السلطات الصحية التي لم تعد قادرة على استيعاب مزيد من المرضى رغم القيام بتوسعات كبيرة في المستشفيات، والقصور في تطبيق التدابير الوقائية تسبب في الوضع الوبائي الحالي".
وأوضحت المسؤولة الصحية لـ"راديو موزاييك": "نحن في وضعية كارثية. المنظومة الصحية انهارت. لا يمكن أن تجد سريرا إلا بصعوبة كبرى. نكافح لتوفير الأوكسجين. الأطباء يعانون إرهاقا غير مسبوق، والمركب يغرق"، داعية الجميع إلى توحيد الجهود.
في السياق ذاته، تشكلت لجنة مدنية لتقديم حلول ميدانية لمكافحة الوباء، والضغط على السلطات لشراء اللقاح، أو السماح للقطاع الخاص باستيراده من أجل حماية أرواح التونسيين، وأعلنت منظمات أهلية وأطباء ونشطاء، تكوين أول لجنة مدنية موسعة لمجابهة الوباء بعد تسجيل قصور في الجهود الرسمية، ما تسبب في تسجيل أكثر من 15 ألف وفاة، لتتصدر تونس عدد الضحايا مغاربيا.
وقال عضو اللجنة، حسام حمدي، لـ"العربي الجديد"، إن "العمل سيكون ميدانيا بالأساس، ويتوجه للمناطق الريفية التي يصعب الوصول إليها من أجل فك عزلتها، ووقايتها من مخاطر الوباء التي تهدد ساكنيها المحرومين من حق الرعاية الصحية".
وأوضح حمدي أن "الفرق الميدانية ستتولى تسجيل المواطنين في منصة التلقيح، وتوفير مكثفات الأوكسجين للوحدات الصحية، وتسهيل التبرعات التي تصل من الخارج عبر التدخل لدى مصالح الجمارك، والائتلاف سيواصل ممارسة الضغط على وزارة الصحة، وعلى الحكومة من أجل تلقيح التلاميذ، والإطار التعليمي قبل نهاية شهر أغسطس/آب، لضمان منع انتشار العدوى داخل المؤسسات التعليمية، أو انقطاع الدروس على غرار ما حصل في الموسمين الدراسيين الماضيين".
وسجلت تونس، أمس الأربعاء، معدلا قياسيا جديدا في عدد الوفيات، بلغ 134 وفاة جديدة، وبلغت غالبية المستشفيات طاقة الاستيعاب القصوى، وانهار القطاع الصحي في بعض الجهات.
وبالتوازي مع جهد المنظمات المدنية، بدأ الجيش التونسي، الخميس، حملات التطعيم الواسعة في محافظة تطاوين الصحراوية، عبر مراكز قارة، وأخرى متنقلة في قلب الصحراء، على أن تتواصل تدخلات الجيش في باقي المحافظات خلال الأيام القادمة.