تأكّد، اليوم السبت، تسجيل إصابة بمرض الفطر الأسود في تونس. والمريضة المعنيّة ترقد في أحد المستشفيات الحكومية، وقد ظهرت لديها بعض أعراض ذلك المرض التي تمّ التثبت منها عبر التحاليل المخبرية اللازمة. وقد أعلن ذلك الطبيب الجرّاح رمزي المعتمري المشرف على قسم الفكّ والوجه في المستشفى الجامعي-سهلول في محافظة سوسة، وسط شرقي البلاد.
ويفيد المعتمري "العربي الجديد" بأنّ "الحالة المكتشفة تعود إلى امرأة في الأربعينيات من عمرها تعاني من أمراض مزمنة، منها القصور الكلوي والسكري، الأمر الذي تسبّب في هبوط في جهاز المناعة". ويشرح أنّ "ضعف مناعة المصابة سهّل تكوّن الفطر الأسود في جيوبها الأنفية". يضيف المعتمري أنّ "الفريق الطبي قام بتدخّل جراجي لاستئصال الأنسجة المتعفّنة لدى المريضة، ويواصل مراقبة وضعها الصحي المستقر حالياً".
ولا تُعَدّ الإصابة بمرض الفطر الأسود المكتشفة في المستشفى الجامعي-سهلول الأولى من نوعها في البلاد، بحسب ما يلفت إليه المعتمري، "إذ سبق أن رُصدت حالات مماثلة في تسعينيات القرن الماضي وأخرى منذ بداية القرن الجاري".
وكان مدير معهد باستور- تونس ورئيس الحملة الوطنية للتلقيح ضدّ فيروس كورونا الجديد، الهاشمي الوزير، قد أوضح، في تصريحات إعلامية سابقة، أنّ علاج هذا المرض موجود وهو يظهر فقط عند الأشخاص الذين يعانون من نقص في المناعة ولدى بعض مرضى السكري، مؤكداً استهداف الفطر الأسود خصوصاً الجيوب الأنفية والرئتَين والعينَين، الأمر الذي يتطلّب يقظة مستمرة على الرغم من سهولة علاجه.
وعن ظهور الفطر الأسود في الهند أخيراً بين المصابين بكوفيد-19، قال الوزير إنّ استخدام أجهزة الأوكسجين نفسها من قبل المرضى يتسبّب في نقل العدوى، بالإضافة إلى تدهور شروط الحفاظ على الصحة والنظافة في مناطق بحدّ ذاتها مع استفحال وباء كورونا هناك.