تنتظر تونس وزير الصحة الخامس في غضون سنة واحدة، والسادس عشر منذ ثورة يناير/كانون الثاني 2011، محققة رقماً قياسياً في عدد الوزراء الذين تداولوا على حقيبة الصحة بمعدل بقاء كل وزير في مهمته فترة 7 أشهر.
ومن المنتظر أن يمنح البرلمان في الأيام القليلة القادمة الثقة لوزير الصحة الجديد، الهادي خيري، وهو عميد كلية الطب بمحافظة سوسة ومتخصص في طب النساء والتوليد، ليكون بذلك الوزير الخامس الذي يشرف على صحة التونسيين في غضون 12 شهراً.
ويخلف الهادي خيري في مهمة الصحة فوزي المهدي الذي تم تعيينه في أغسطس/آب الماضي، وسط انتقادات الفشل في حلول مكافحة جائحة كورونا بسبب تشتت السياسات الصحيّة وتأخر وصول اللقاحات.
وقال رئيس لجنة الصحة بالبرلمان عياشي الزمال، إن أربعة وزراء تداولوا على الموقع منذ يناير 2020 إلى غاية يناير 2021، واصفا الأمر بالفشل السياسي الذي بات يهدد صحة التونسيين.
وأشرف على الوزارة منذ يناير 2020 كل من سنية بن الشيخ وعبد اللطيف المكي ومحمد الحبيب كشو وفوزي المهدي.
وأكد الزمال في تصريح لـ"العربي الجديد" أنه يجب الإقرار بفشل تونس في وضع سياسات تحمي صحة مواطنيها، معربا عن مخاوف من تلاشي مكتسبات تحققت منذ دولة الاستقلال، ومنها تكوين الأطباء وبرامج مكافحة الأمراض السارية وغير السارية .
واعتبر رئيس لجنة الصحة أن الفشل السياسي أصبح مصدر خطر على منظومة الصحة العامة في البلاد، نتيجة غياب الاستراتيجيات والخطط المستقبلية لإنقاذ المستشفيات ومنع هجرة الكوادر الطبية وشبه الطبية .
وأوضح الزمال أنّ التغيير المتواتر لوزراء الصحة أثّر على مجهودات مكافحة كورونا وتأخر تونس في حملة التلقيح رغم الخبرة الكبيرة التي راكمتها في سياسة اللقاحات ومكافحة الأوبئة، إلى جانب نجاحها سابقا في التعاطي مع أزمات صحية سببتها الأمراض الفيروسية على غرار أنفلونزا الطيور وأنفلونزا الخنازير.
وتضاربت التصريحات الرسمية في تونس بشأن أسباب تأخر التلقيحات، ومدى استعداد البلاد لبدء حملة التطعيم، وبسبب الضغط الشعبي كثّفت تونس اتصالات دبلوماسية مع دول طورت لقاحات فعالة ضد فيروس كورونا، ومن بينها روسيا، من أجل التسريع في الحصول على لقاح ينهي المخاوف من انهيار المنظومة الصحية جراء تواصل التفشي السريع للفيروس الذي حصد أكثر من 5600 ضحية.
وتوقع رئيس لجنة الصحة أن تتوصل تونس إلى إبرام اتفاق جديد مع مختبر دولي لتوريد اللقاح في شهر فبراير/شباط القادم، بالنظر إلى تأخر وصول اللقاح المتفق عليه مع المختبر الأميركي الألماني "فايزر- باينوتيك" إلى الربع الثاني من السنة، مشيرا إلى أن استيراد اللقاح الروسي يتوقف على مصادقة السلطات الصحية التونسية عليه كدواء معتمد ومنحه تأشيرة الرواج القانوني في سوق الأدوية المحلية.