تونس تفعّل جهاز اليقظة ضد فيروس حمّى غرب النيل

06 نوفمبر 2023
يتزايد انتشار الفيروسات الموسمية خلال مواسم الجفاف (ياسين محجوب/ Getty)
+ الخط -

فعّلت السلطات الصحية في تونس، جهاز اليقظة ضد فيروس حمّى غرب النيل، بعد تسجيل 10 حالات في بؤر مختلفة من محافظات البلاد، وذلك تزامنا مع فترة انتشار الفيروسات الموسمية التي تزيد خلال مواسم الجفاف وانحباس الأمطار.

وأعلنت السلطات الصحية رسميا، الأسبوع الماضي، عن حالة وفاة لمسنّ في الثمانين من العمر متأثرا بإصابته بفيروس حمّى غرب النيل، فيما يجري التقصي في تحديد سبب وفاة طفل يشتبه أيضا بتلقيه الفيروس ذاته.

وسجّل انتشار الفيروس في تونس حسب مصادر طبية في ما يزيد عن 5 محافظات وهي كل من المنستير وقابس والكاف وتوزر وصفاقس، وسط مخاوف من توسع انتشار رقعة العدوى، ما استدعى تفعيل أجهزة اليقظة وتكثيف المسح الميداني لبؤر البعوض التي تعد السبب الرئيسي في نقل العدوى.

وقالت عضو اللجنة الوطنية لمكافحة الحشرات، الدكتورة سهى بقدف، إن "المياه الراكدة، سواء في الفضاءات الخاصة أو العامة من الأسباب الرئيسية لانتشار العدوى"، مؤكدة أن" تونس تسجل سنويا إصابات بفيروس حمّى غرب النيل غير أنها لم تبلغ الحالة الوبائية إلا في مناسبتين فقط".

وأكدت بقدف لـ"العربي الجديد" أن "المؤشرات المسجلة لا تظهر حاليا تحوّل العدوى إلى حالة وبائية، غير أن تفعيل جهاز اليقظة من باب التوقّي والحد من انتشار العدوى"، مشيرة في سياق متصل إلى أن" الخطة الوطنية لمجابهة فيروس غرب النيل، تمتد على طول السنة وتتركز أساسا على مكافحة بؤر تكاثر البعوض الذي يعد الناقل الرئيسي للعدوى".

وسابقا أعلنت تونس في مناسبتين انتقال حمّى غرب النيل إلى حالة وبائية، وذلك عامي 2003 و2012 اللذين سجلت خلالهما 6 و10 وفيات.

وسجلت تونس خلال الأعوام الماضية انتشار أمراض فيروسية ناجمة عن رداءة نوعية المياه وتدهور الوضع البيئي من أبرزها التهاب الكبد الفيروس و"الشيغيلا"، حيث يهدد غياب المرافق الصحية في المدارس الريفية بانتشار الأمراض الفيروسية في صفوف التلاميذ.
وتطالب الجمعيات الناشطة في المجال البيئي بحماية مواطني المناطق الريفية من استعمال المياه الراكدة أو مياه العيون غير الصحية، التي ترفع نسب الإصابة بالفيروسات الخطيرة.

وفسرت وزارة الصحة عام 2020 تفشي التهاب الكبد الفيروسي بلجوء السكّان إلى استهلاك مياه الشرب، من مصادر غير آمنة، إلى جانب وجود إخلالات تتعلق بالصرف الصحي للمياه.

ويعتبر المختص بعلم الفيروسات الدكتور أمين سليم، أن التحولات المناخية وتواصل ارتفاع درجات الحرارة خلال هذه الفترة من العام تحفّز بروز الفيروسات التي تنقل عبر الطيور أو النواقل الأخرى كالبعوض أو الذباب.

وقال سليم لـ"العربي الجديد"، إن "هذه الفترة من العام تشهد حركة في هجرة الطيور التي يمكن أن تكون ناقلة لأمراض فيروسية من بينها حمّى غرب النيل، حيث تظهر بؤر الفيروس في المحافظات التي تكثر فيها السباخ والمستنقعات، حيث تلتقط النواقل(البعوض) الفيروسات من الطيور ثم تمررها إلى الإنسان عن طريق اللسع".

ولاحظ أن "الحالات الخطرة التي يمكن أن تسجل تكون لدى الأطفال بسبب التهاب الدماغ، لافتا إلى أن "أعراض الإصابة تتمثل في طفح جلدي وحمّى"، مشيرا إلى أن "فترة احتواء الجسم للفيروس يمكن أن تصل إلى 10 أيام وهي فترة لا تستوجب الإيواء الصحي في المستشفيات إلا في الحالات الخطرة" وفق قوله.

واحتلت تونس عام 2022 المركز الـ96 في مؤشر الأداء البيئي من بين 180 بلدا مصنفا، متراجعة بـ 25 مرتبة مقارنة بعام 2020، حيث كانت تحتل المرتبة 71 دوليا، كما جاءت تونس في تصنيف 2022 في المركز الخامس عربيا و13 أفريقيا وفق تقرير لائتلاف "إرثنا" الذي جرى إعداده بالشراكة منظمة "فريدريش ايبرت".

المساهمون