تونس تتابع قضية تعذيب مواطن في سجن إيطالي

14 فبراير 2024
أحد سجون إيطاليا (لورينزو دي كولا/Getty)
+ الخط -

سارعت وزارة الخارجية التونسية وجمعيات تونسية وإيطالية إلى التدخل في قضية تعذيب سجين تونسي في أحد السجون الإيطالية. وينتظر أن تتابع القنصلية التونسية في إيطاليا، عبر محاميها، الجلسة الخاصة بهذا السجين التي تقررت في 14 مارس/آذار المقبل. 

وكان الشاب التونسي وهو من مواليد 1980، ويتحدّر من منطقة المظيلة جنوب تونس، قد توجه إلى إيطاليا في رحلة هجرة سرية في مارس عام 2011، وأوقف عام 2021 وتعرض إلى سوء معاملة وتعذيب. وبعد تسريب فيديو التعذيب الوحشي الذي مورس بحقه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قرر رفع قضية ضد أعوان الحراسة بالسجن ليتم إيقاف 10.

وكانت النيابة العامة الإيطالية قد فتحت منذ أيام تحقيقاً حول تعذيب التونسي في سجن ريجيو إميليا شمالي البلاد، بعدما نشرت وكالة الأنباء الإيطالية (Ansa) مشاهد للحادثة، وقد انهال 10 سجانين على السجين بالضرب المبرح وهو مكبل اليدين ومغطى الرأس. 

وقال ممثّل إدارة الإعلام في وزارة الخارجية التونسية محمد اللومي، لـ "العربي الجديد"، إن "الخارجية التونسية تتابع عن كثب قضية السجين التونسي، وستكون حاضرة عبر ممثليها في جنوة في الجلسة التي تقررت في شهر مارس"، مؤكداً أن "بعثة من القنصلية التونسية في إيطاليا ستتولى زيارة السجن للمرة الثانية، بعدما زارته في 26 يناير/ كانون الثاني 2024 لكنها لم تتمكن من لقاء الشاب التونسي". 

ويوضح اللومي أن "السجين التونسي موجود في سجن ريجيو إميليا في إيطاليا، وتمت محاكمته عام 2021 في قضية مخدرات، على أن تنتهي عقوبته عام 2025"، مبيناً أن "القنصلة التونسية في جنوة تتولى بصفة دورية تنظيم زيارات للمساجين التونسيين في عدة دوائر، ويبلغ عدد السجناء التونسيين نحو 455 سجيناً موزعين على 27 مؤسسة سجنية".

ويلفت إلى أن "عدد الحالات والشكاوى التي تصلهم ليست كبيرة، ولكن يتم التعامل معها حالة بحالة ومتابعتها بالطريقة اللازمة"، مضيفاً أنه "خلال الزيارات الدورية، يتم الاطلاع على ظروف الإقامة ومدى احترام إدارات السجون للمعايير الدولية المتعلقة بمعاملة السجناء". 

من جهته، يقول النائب السابق عن دائرة إيطاليا والمهتم بقضايا الهجرة، مجدي الكرباعي، في تصريح لـ "العربي الجديد"، إن "جمعية إيطالية أعلنت اليوم قيامها بالحق المدني في قضية السجين التونسي الذي تم الاعتداء عليه من قبل 10 أعوان سجون"، مؤكداً أن "هذه الحادثة ليست الأولى، إذ تواترت حالات تعذيب وسوء معاملة التونسيين في السجون الإيطالية".

ويؤكد الكرباعي "تعرض تونسي آخر موجود حالياً في مركز ترحيل بميلانو يإيطاليا إلى الضرب وسوء معاملة"، مضيفاً أن "التونسي الذي ضُرب كان قد أوقف في إطار عملية تثبت من الوثائق ليتضح أنه يقيم بطريقة غير شرعية، فتم ضربه داخل مركز الأمن"، مبيناً أنهم "كمجتمع مدني يتابعون أيضاً حالته ولن يصمتوا على هذه التجاوزات".

ويلفت الكرباعي إلى أن "وضعية السجون الإيطالية صعبة وتعاني من الاكتظاظ، وتواترت شكاوى سوء المعاملة، إذ سُجّل داخلها 36 وفاة في شهر يناير من بينهم 3 تونسيين"، مبيناً أنه "لا بد من تكثيف الدور الرقابي للدولة التونسية من خلال الملحقين الاجتماعيين داخل السجون الإيطالية للإحاطة بالمساجين".

المساهمون