تونس: استعدادات للبرد والثلوج في الشمال

تونس: استعدادات للبرد والثلوج في الشمال ومخاوف من تردي الأوضاع

06 ديسمبر 2021
تأهّب لمواجهة تردّي الأحوال الجوية (فيسبوك)
+ الخط -

راحت المرتفعات والطرقات في مناطق الشمال والشمال الغربي بتونس تكتسي باللون الأبيض، بعد تساقط كميات كبيرة من الثلوج في نهاية الأسبوع المنصرم، علماً أنّها تتواصل اليوم الاثنين. والمناظر الطبيعية الخلابة، بحسب ما تبدو، توحي بأنّ تساقط الثلوج في تونس نعمة وليس نقمة على سكان تلك المناطق وعلى الوافدين إليها، لكنّ العكس هو الصحيح للأسف.

ما إن يحلّ فصل الشتاء وتتوالى موجات البرد وتتزايد كميات الثلوج في مدن الشمال الغربي، لا سيّما في عين دراهم وجوارها، تصير المنطقة شبه منكوبة وتُعزَل عن بقية المناطق، نظراً إلى تعطّل حركة المرور وإغلاق الطرقات بسبب الثلوج. وتزيد بالتالي معاناة العائلات المعوزة في منطقة تُعَدّ من الأكثر فقراً في تونس.

وعلى الرغم من جمالية المناظر الطبيعية التي نقلتها صور وتسجيلات فيديو عبر صفحات عدّة على موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي، فإنّ تحذيرات لجان الكوارث الطبيعية المحلية ووحدات التدخّل من الحماية المدنية راحت تتوالى. وقد دُعي من خلالها سالكو الطرقات والمواطنون عموماً إلى أخذ الحيطة وعدم المجازفة في التنقّل إلا للضرورة القصوى.

وصباح اليوم الاثنين، أوصت فرقة الحماية المدنية في عين دراهم الواقعة بمحافظة جندوبة، عبر صفحتها الرسمية على موقع "فيسبوك"، سالكي الطرقات بتوخّي "الحذر وعدم الإفراط في السرعة وتجنّب المجازفة"، لافتة إلى أنّها قامت "بعملية استطلاع بالمنطقة حيث سُجّل سقوط كميات من الثلوج على المرتفعات والطرقات"، مؤكدة أنّها تتابع الوضع عن كثب، وأنّها سوف تمدّ الجميع بالمستجدات فور ورودها، وأنّها على أهبة الاستعداد للتدخل الفوري.

وكما في كلّ عام عند حلول فصل الشتاء وبدء موجات البرد وتساقط الأمطار والثلوج، خصوصاً في المناطق الشمالية، تبدأ السلطات التونسية في تسخير كلّ الإمكانيات البشرية واللوجستية من معدات وآليات تدخّل لتجنّب وقوع أيّ كوارث على الطرقات، خصوصاً لسائقي المركبات.

ويقول المتحدّث الرسمي باسم الحماية المدنية معز تريعة لـ"العربي الجديد": "سُجّل تساقط كميات كبيرة من الثلوج في مناطق عدّة من مدن الشمال الغربي، من قبيل معتمدية مكثر وكسرى من محافظة سليانة على المرتفعات. وأكثر المناطق التي تمّ التدخّل فيها في الآونة الأخيرة هي منطقة عين دراهم ومكثر، إذ فُتحت الطرقات التي تعطلت فيها حركة المرور".

يضيف تريعة أنّ "كلّ اللجان المحلية والجهوية لمجابهة الكوارث الطبيعية في حالة انعقاد متواصل، وقد اتّخذت كلّ الإجراءات للتدخّل الفوري في حال علقت وسائل نقل أو مركبات خاصة، ولتقديم المساعدة للمواطنين، علماً أنّ كلّ الطرقات مفتوحة حتى اليوم الاثنين".

ويوضح تريعة أنّ "الحماية المدنية موجودة منذ أيام في كلّ المناطق التي تُعَدّ مهدّدة، بالتعاون مع هياكل وزارة التجهيز والإسكان، وكذلك مختلف البلديات والسلطات المحلية والحرس الوطني في تلك الجهات، من خلال توفير كلّ وسائل وآليات التدخل الخصوصية لإزالة الثلوج عن الطرقات".

وبهدف تجنّب وقوع أيّ حادثة، توصي الحماية المدنية بالالتزام بالحذر، خصوصاً بالنسبة إلى سائقي المركبات، وبتقليص التنقلات، وبعدم المجازفة بتنظيم رحلات ترفيهية خاصة إلى تلك المناطق لعدم جاهزية الطرقات والبنى التحتية لاستقبال الحافلات والسياح، وكذلك لعدم توفّر الإمكانيات اللوجستية والبشرية للتدخّل في حال علقت مركبات وأشخاص على الطرقات.

تجدر الإشارة إلى أنّه في كل عام، تُضطر السلطات الجهوية والمحلية وحرس المرور إلى إغلاق الطرقات المؤدية إلى عين دراهم وأريافها بسبب الثلوج، إذ يتوافد التونسيون بكثرة إليها من أجل زيارات عائلية وترفيهية وللاستمتاع بالمناظر الطبيعية.

وكان عام 2012 من أكثر الأعوام التي سُجّل فيها تساقط كميات كبيرة جداً من الثلوج، ليصل ارتفاعها إلى متر ونصف متر، الأمر الذي تسبّب في انقطاع التيار الكهربائي وانقطاع الطريق الرئيسي الذي يربط ما بين مدينتَي جندوبة وعين دراهم وإغلاق المدارس والمعاهد أياماً طويلة. يُذكر أنّه حينها، أُنقذت عشرات العائلات التونسية والحافلات التي تقلّ رحلات مدرسية، بعدما علقت على مدى ساعات طويلة على الطرقات.

المساهمون