ألقت أجهزة الأمن في محافظة الشرقية المصرية، الثلاثاء، القبض على طالب في كلية الإعلام، في أكاديمية الشروق الخاصة، بتهمة قتل زميلته في الكلية طعناً بالسكين أمام مدخل عقار سكني في مدينة الزقازيق، في تكرار لما حدث في جريمة قتل الطالبة في جامعة المنصورة، نيرة أشرف، على يد زميلها محمد عادل، الصادر في حقه حكم أولي بالإعدام أخيراً.
وأفادت تحريات الشرطة بأن المجنيّ عليها تُدعى سلمى محمد الشوادفي (20 عاماً)، وهي طالبة في الفرقة الرابعة بكلية الإعلام في إحدى الأكاديميات الخاصة، وتقيم في مركز أبو حماد بمحافظة الشرقية. فيما يُدعى المتهم بقتلها إسلام محمد فتحي (20 عاماً)، وهو طالب في الفرقة الثالثة بالكلية نفسها، ويقيم بمنطقة "الزراعة" في مدينة الزقازيق، وله محل إقامة آخر في مدينة الشروق، شرق العاصمة القاهرة.
وأشارت التحريات إلى حدوث مشادة كلامية بين الطرفين أسفل مقر جريدة إقليمية وموقع إخباري تحت اسم "عيون الشرقية الآن"، حيث كانت المجني عليها في زيارة لزميلة لها تعمل صحافية تحت التمرين، تطورت إلى مشاجرة، طعن على إثرها المتهم زميلته بسكين كانت بحوزته طعنات قاتلة حتى لفظت أنفاسها الأخيرة وسط ذهول المارة وأصحاب المحال التجارية في المنطقة الذين حاولوا الدفاع عنها، إلا أن المتهم بادر بتهديدهم بسلاحه الأبيض.
وبمناظرة جثمانها، تبين أن الضحية تلقت 15 طعنة من الأمام، وطعنتين من الخلف، وتعرضت للسحل في مدخل العقار محل الواقعة، فيما تبيّن وجود رسم على صدر الجاني باللون الأسود مُدون عليه "سلمى حبيبتي"، وآخر على ذراعه اليمنى باللون الأحمر مُدون عليه "سلمى"، في إشارة إلى المجنيّ عليها.
وقال المتهم، في أثناء استجوابه أمام أجهزة الأمن: "كنت أريد أن أشفي غليلي منها بعدما تخلت عني، وضربتها بسكين كانت معي طعنات كثيرة لا أعلم عددها بدافع الانتقام"، مستطرداً: "كنا نرتبط معاً بعلاقة عاطفية، وساعدتها خلالها كثيراً؛ غير أنها تخلت عني أخيراً، وأنهت العلاقة من دون رغبتي"، على حد قوله.
وأضاف المتهم: "اختمرت في ذهني فكرة قتلها على غرار واقعة قتل طالبة جامعة المنصورة نيرة أشرف؛ وفي سبيل ذلك جهزت سكيناً، وانتظرتها أمام مقر الجريدة التي تتدرب فيها، لسابق علمي بترددها عليه، ولدى وصولها باغتُّها بعدة طعنات بغرض إنهاء حياتها".
من جهته، قرر النائب العام المصري تشكيل فريق للتحقيق العاجل في واقعة قتل المجنيّ عليها بالقرب من محكمة الزقازيق، حيث اتخذ فريق التحقيق إجراءاته، بعد إلقاء القبض على المتهم، وجارٍ عرضه على النيابة العامة لاستجوابه، التي تلقت إخطاراً من الشرطة بارتكاب المتهم جريمة قتل المجني عليها عمداً؛ إذ طعنها عدة طعنات بسكين كان بحوزته، في أثناء دخولها مدخل عقار محل عمل إحدى صديقاتها.
وقالت النيابة، في بيان، إنها انتقلت إلى مسرح الجريمة، وبرفقتها الطبيب الشرعي، وخبراء الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية، لمعاينته ورفع ما به من آثار، ومناظرة جثمان المجني عليها، وتحفظت على أجهزة تسجيل آلات المراقبة بمحيط المكان، وعلى السلاح المستخدم في الجريمة، وهاتفي المجنيّ عليها والمتهم.
وانتدبت النيابة الطبيب الشرعي لتوقيع الصفة التشريحية على جثمان المجنيّ عليها لبيان ما به من إصابات، وتحديد سبب الوفاة، وكيفية حدوثها، وكذا فحص السكين المستخدمة في الواقعة، وما علق بها من آثار، كذلك أمرت بفحص الآثار المادية المرفوعة من مسرح الحادث، وحددت عدداً من الشهود الذين رأوا الواقعة خلال ارتكابها لسماع شهادتهم في إطار استكمال تحقيقاتها.