توصية من قلب حرب أوكرانيا: التعليم ليس لأجل المال فقط

16 مايو 2022
يجب أن يهتم التعليم بجعل المجتمعات أفضل (يوري ريلشوك/ Getty)
+ الخط -

بالطبع، تستدعي الحرب الروسية الحالية على أوكرانيا حلولاً سياسية بالدرجة الأولى، لكنّ خبراء في التعليم العالي تحدث إليهم موقع "تايمز هاير إيديوكيشن" يلفتون أيضاً إلى ضرورة اعتماد أهداف أخرى للتعليم لا تحصر اهتماماتها الأولى بتقديم المنافع الاقتصادية للمجتمعات، بل بجعلها أكثر انفتاحاً وشمولية وتسامحاً ورعاية.
وفيما كشفت الأستاذة في كلية كييف للاقتصاد الوزيرة السابقة في أوكرانيا، إينا سوفسون، في كلمة ألقتها عبر منصة الفيديو خلال قمة "تايمز" للتعليم العالي والابتكار والتأثير التي استضافها المعهد الملكي للتكنولوجيا في استوكهولم، أنّ "الجيش الروسي دمر أكثر من 1000 مؤسسة تعليم في أنحاء أوكرانيا، شملت رياض أطفال ومدارس وكليات جامعية ومؤسسات بحوث، وبعضها في شكل لا يمكن إصلاحه ما يحتم إعادة بنائها من الصفر" وشددت على أنّ "الدور التالي للتعليم العالي يجب أن يركز على اهتمام المجتمعات ببعضها البعض من أجل جعلها أفضل، وهو أمر لا يملكه المجتمع الروسي حالياً". أضافت: "لا نناضل في أوكرانيا لنكون أكثر ثراءً، بل ليكون المجتمع في حال أفضل في التعامل مع الآخرين والمحيط أكان أوروبياً أو عالمياً. وأعتقد أنّ هذا الأمر يجب أن يكون جزءاً من مهمة التعليم أيضاً، والتي لا يمكن أن تتمحور فقط حول جني الأموال، بل حول جعل المجتمعات أفضل، ما يتطلب جهداً لإعادة توجيهه، ونقل مساره من طريق الاقتصاد البحت إلى طريق مختلفة وأوسع على صعيد الآفاق والتطلعات".

واعتبرت سوفسون أن "الأمثلة العسكرية لروسيا أنشدت في السنوات الثماني الماضية أهداف خلق مجتمعات غنية وجعل أخرى تتناقض مع بعضها البعض، وقد طوّرت أسلحتها الخاصة واشترت أخرى أيضاً من ألمانيا وفرنسا لتحقيق هذه النتائج، لكن السؤال المطروح هل حسّن ذلك أوضاع المجتمعات الفرنسية والألمانية، وهل جعلها ذلك أفضل، وبالتالي هل كان هذا الخيار صحيحاً. الإجابة عن هذا السؤال واضحة جدًا اليوم. لا يتعلق الأمر دائماً بالاقتصاد".
أيضاً، رحبت الأستاذة سوفسون بالمنح الدراسية التي تقدمها جامعات خارج أوكرانيا لطلاب بلدها، لكنّها استدركت بالقول: "علمت أيضاً أنّ جامعات عدة تضيف أيضاً طلاباً روس، واعتبر أنّ مقارنة مستوى معاناة الأوكرانيين بالروس اليوم أمر خاطئ، إذ لا يمكن بأي طريقة إيجاد معادلة بينهم، وأنا أطالب بعدم فعل ذلك".

المساهمون