يعيش الأهالي المحرومون من الكهرباء في حمص وسط سورية، حالة من الاستياء بسبب الإعفاءات من التقنين التي تخصّ بعض أحياء المدينة عن غيرها، وتمتد للمدن والبلدات في معظم ريف المحافظة.
الإعفاءات من التقنين أصبحت حديث الأهالي، برغم تصريحات وزارة الكهرباء التابعة لحكومة النظام عن اتباع نظام تقنين موحد في كافة المدن والمناطق الخاضعة لسيطرة النظام، ومن الأحياء التي تصلها لمدة طويلة حي عكرمة الجديد، الذي يزود بالكهرباء لمدة 12 ساعة يوميا، بينما تصل إلى الأحياء المحرومة لمدة نصف ساعة كل 5 ساعات في أفضل الأحوال.
فاضل الجابر (42 عاما) وهو أحد سكان حي باب دريب، أخبر "العربي الجديد" بأن الكهرباء في أفضل الأحوال تصل لساعة واحدة في الحي، ما يجعل الواقع صعباً للغاية، وهذه الساعة لا تكفي الأهالي حتى لشحن البطاريات أو مدخرات الإضاءة لديهم، في الوقت الذي تصل فيه لبعض الأحياء لمدة 6 ساعات يوميا، مؤكدا أن هناك تجاهلا واضحا من قبل مديرية كهرباء حمص لهذا الأمر.
وزير الكهرباء، غسان الزامل صرح منتصف شهر إبريل/ نيسان الماضي، في لقاء نقلته رئاسة مجلس الوزراء، خلال جولة له في مدينة حمص، بأن أكثر من 50 بالمائة من المنظومة الكهربائية تعرضت للتدمير، مشيرا إلى أن وزارة الكهرباء تعمل على إعادة جزء كبير منها للعمل، وأن هناك مشاريع سترفد المنظومة بطاقات جديدة، إذ قامت الوزارة خلال الأشهر الستة الأخيرة بتركيب مئات مراكز التحويل في كافة محافظات القطر، مع تأهيل مئات الكيلومترات من الشبكات، وتعمل الوزارة على إعادة الكهرباء لوضعها المقبول حسب قوله.
ووفق حكومة النظام السوري، تحتاج أحياء المدينة ما بين 500 و 600 ميغاواط من الكهرباء يوميا، بينما يصلها في الوقت الحالي نحو 200 ميغاواط فقط، نحو ثلث حاجة أحياء المدينة في الوقت الحالي. ووفقا لجدول التقنين في محافظة حمص، من المقرر أن تصل الكهرباء لمدة ساعتين مقابل قطعها لمدة 4 ساعات يوميا.
مصادر محلية أكدت لـ"العربي الجديد" أن حالة الفوضى في التقنين هي السبب الرئيسي في حرمان بعض الأحياء والمناطق في المدينة من الكهرباء، بينما هناك أحياء معفية منه وتزود بالكهرباء لساعات متواصلة دون انقطاع، أو تقطع فيها لفترات لا تتجاوز نصف ساعة، وتبرير الجهات المعنية يكون دائما بتعرض الشبكة لسرقات في الكابلات إضافة لأعطال في المحولات.
ومرت حمص مطلع العام الحالي بأزمة كهرباء غير مسبوقة، إذ بقيت أحياء في المدينة لمدة أسبوع بلا كهرباء، في الوقت الذي حصلت فيه أخرى على تغذية لمدة 4 ساعات يوميا، وفي الوقت الحالي يلجأ الأهالي لشراء ألواح الطاقة الشمسية لتغذية بطاريات لديهم، ويستخدمون إضاءة من نوع "LED"، في محاولة لمواجهة المشكلة وسط تجاهل الجهات المعنية لشكاويهم.