تستعد الدول، من أوروبا إلى الولايات المتحدة، لحملات تلقيح بعد الآمال التي أثيرت بإعلان لقاح جديد بفعالية 95 في المائة تقريبا ضد "كوفيد-19". لكن ذلك لم يخفف من التدابير لمواجهة انتشار الوباء كما في النمسا التي يبدأ الإغلاق فيها الثلاثاء، وفي الولايات المتحدة، من نيويورك إلى سياتل، فرضت الولايات والمدن الكبرى قيودا في الأيام الأخيرة للحؤول دون انتشار الفيروس.
وحذر الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن، الإثنين، من خطر تسجيل وفيات إضافية بكورونا إذا أصر الرئيس دونالد ترامب وحكومته على رفض أي تنسيق مع الفريق الديمقراطي، ونبه بايدن إلى أن عدم وجود تنسيق بين الفريقين يعني أن "أناسا إضافيين قد يموتون"، مشيرا إلى أهمية تحضير اللقاحات للتوزيع ما إن تصبح متوافرة.
وعزز إعلان شركة موديرنا الأميركية عن لقاح بعد إعلان مماثل لمختبرات فايزر الأميركية وبايونتيك الألمانية الأسبوع الماضي، الآمال العالمية بالسيطرة على الوباء. وقد يحصل لقاحا فايزر/بايونتيك وموديرنا على ترخيص من الوكالة الأميركية للأغذية والعقاقير في النصف الأول من ديسمبر/كانون الأول، حسب ما قاله منصف سلاوي، المسؤول العلمي عن عملية "وارب سبيد" التي شكلها دونالد ترامب لمتابعة تلقيح المواطنين الأميركيين.
ومن شأن ذلك، السماح بتلقيح 20 مليون أميركي، مع إعطاء الأولوية للمسنين والفئات الضعيفة اعتبارا من النصف الثاني من ديسمبر، ومن ثم 25 مليونا آخرين اعتبارا من يناير/كانون الثاني.
ورحب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غبريسوس، بالمستجدات على صعيد اللقاحات، إلا أنه حذر من أن لقاحا لن يقضي بمفرده على الجائحة، داعيا إلى "عدم التراخي".
وأعلنت فرنسا، الثلاثاء، أنها تستعد لبدء حملة على مستوى البلاد للتلقيح ضد "كوفيد-19" في يناير، على أمل أن تكون اللقاحات متوفرة عندها بعد حصولها على التصاريح اللازمة، وقال المتحدث الحكومي، غبريال أتال: "نحن بصدد إعداد حملة تلقيح تكون جاهزة فور الموافقة على لقاح من جانب السلطات الأوروبية والوطنية".
وسجلت فرنسا 508 حالات وفاة جديدة خلال الـ 24 ساعة الماضية، لكن الإصابات اليومية تسجل تراجعا منذ أسابيع، وفقًا للبيانات الرسمية. وفي المقابل، بلغ عدد الذين يرقدون في المستشفى 33466 حالة. وأكد وزير الصحة، أوليفييه فيران، الثلاثاء، أن فرنسا "تشهد تراجع الوباء"، بدون ملاحظة الشروط المستوفاة لإعادة فتح المتاجر في 27 نوفمبر/تشرين الثاني، كما يطالب أصحابها.
في بلجيكا، أعلنت الحكومة نيتها تلقيح 70 في المائة من السكان على الأقل، أي 8 ملايين شخص، وضمان مجانية اللقاح "لكل مواطن".
ورغم التفاؤل الذي يعززه الإعلان عن اللقاحات، تتواصل التدابير في أوروبا؛ فقد بدأت النمسا الثلاثاء، إغلاقا للمرة الثانية يتضمن المدارس والمتاجر غير الأساسية والدعوة إلى البقاء في المنزل، بعد أسبوعين من تنفيذ الإغلاق الجزئي الذي لم يسمح بلجم الوباء، ولن يسمح، لغاية 6 ديسمبر، بالتنزه إلا في ظروف محددة للغاية.
في ألمانيا، حيث يُسجَّل ارتفاع كبير في عدد الإصابات منذ أسابيع، دعت المستشارة أنغيلا ميركل الألمان إلى تقليص التواصل مع الآخرين إلى الحد الأدنى، وقالت: "الطريق أمامنا لا يزال طويلا، لكن النبأ السار هو أننا نجحنا في لجم التنامي المطّرد للفيروس".
وأعلنت السويد التي تنتهج استراتيجية أقل صرامة من معظم الدول الأوروبية، أنها تحدد التجمعات العامة بثمانية أشخاص كحد أقصى أمام ارتفاع عدد الإصابات، في إجراء غير مسبوق.
وفي إيطاليا، التي سجلت أكثر من 500 حالة وفاة يومية، ذكرت السلطات الصحية، الثلاثاء، أنها فتشت أكثر من 230 دارا لرعاية المسنين ودور رعاية، ورصدت 37 مخالفة، لا سيما المتعلقة بانتهاك البروتوكول الصحي. وتم إغلاق أربع دور بالكامل، حيث لوحظ ارتفاع عدد الإصابات منذ بداية نوفمبر.
وسجلت روسيا، الثلاثاء، عددًا قياسيًا جديدًا للوفيات اليومية بسبب الوباء بلغ 442 وفاة، فيما يسوء الوضع الصحي في المناطق التي استنفدت فيها المستشفيات طاقاتها.
وتسبب فيروس كورونا بوفاة 1328048 شخصا في العالم منذ أن أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين، عن ظهور المرض نهاية ديسمبر الماضي، في حين تجاوز عدد الإصابات المسجلة 55 مليونا، وتعافت من بينها نحو 38 مليون إصابة حتى الآن.
(فرانس برس)