استمع إلى الملخص
- **جهود إعادة تشغيل المحطة**: تم التوافق بين منظمات دولية وروسيا وتركيا على تشغيل المحطة باستخدام مولدات ضخمة تعمل بالوقود، مع تحديات مستمرة مثل الاعتداءات على أنابيب المياه.
- **أهمية محطة علوك وتحدياتها**: محطة علوك، التي تضم 30 بئراً و8 مضخات، هي المصدر الرئيسي للمياه لأكثر من مليون شخص في الحسكة، وتواجه تحديات تشغيلية وسط اتهامات متبادلة بين "قسد" والجيش الوطني.
زار وفد من منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" واللجنة الدولية للصليب الأحمر برفقة قوات روسية وفنيين، أمس الجمعة، محطة علوك في منطقة رأس العين بريف الحسكة، تمهيداً لإعادة تشغيلها بعد توقف منذ عام، في ظل أزمة مياه خانقة يعانيها أكثر من مليون شخص في محافظة الحسكة، شمال شرقي سورية.
ومحطة علوك التي تقع ضمن مناطق سيطرة "الجيش الوطني" المدعوم من تركيا، في منطقة ريف رأس العين شمال غربي الحسكة، توقفت عن العمل منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، نتيجة قطع "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) الكهرباء عن المحطة، بينما تتهم الأخيرة "الجيش الوطني" بعدم الالتزام بتشغيلها بكامل طاقتها.
أزمة مياه جراء توقف محطة علوك
وقال الناشط الإعلامي جان علي لـ"العربي الجديد": انه إزاء هذه الاتهامات المتبادلة بين الجانبين، وفي ظل تواصل محنة المدنيين في المحافظة وريفها، جرى التوافق بين منظمات دولية (يونيسف والصليب الأحمر الدولي) وروسيا وتركيا، على تشغيل المحطة بالاعتماد على مولدات ضخمة تعمل بالوقود بدل الكهرباء، ما يعني حل جزء كبير من المشكلة. وأضاف "أما الجزء الثاني من المشكلة فإنه يتمثل بالاعتداءات والتعديات على أنابيب جر المياه من المحطة إلى مدينة الحسكة، والتي تسبّب بدورها تعطلَ الضخ، أو ضعفه عن العديد من المناطق وهو ما يصعب حله". وتوقع المتحدث أن تتم إعادة تأهيل المحطة وتشغيلها خلال أسابيع قليلة في حال عدم ظهور عراقيل من قبل الأطراف المحلية المعنية، لكنه عبّر عن خشيته من العودة الى المشكلة السابقة نفسها، لأن تشغيل المحطة اعتماداً على الوقود وليس الكهرباء، يحتاج إلى كميات كبيرة وثابتة من الوقود، وهذه موجودة عند "قسد" فقط، ما يعني بقاء تشغيلها تحت رحمتها وتوتراتها مع "الجيش الوطني" وتركيا.
من جهة ثانية، تحدث مصدر في مؤسسة المياه التابعة للنظام السوري عن دخول ورشة فنية من عمال مياه الحسكة، إلى جانب عدد من المهندسين والفنيين المختصين بأعمال صيانة المحطة، بهدف تقييم حالتها الحالية. وذكر أحد الفنيين المشاركين في العملية، لموقع مقرب من النظام، أنهم تمكنوا من إعادة تشغيل بئرين ضمن المحطة، مشيراً إلى أن الشركة المنفذة لأعمال الصيانة مستعدة لتجهيزها خلال 48 ساعة، في حال تم تأمين التغذية الكهربائية اللازمة. ولفت إلى أن الحل المؤقت المتاح الآن هو تأمين التغذية الكهربائية للمحطة عبر المولدات الموجودة بداخلها.
ويوجد في المحطة 30 بئراً ارتوازياً و8 مضخات أفقية، وأربع مجموعات توليد كهربائية، وتغذي مياهها نحو مليون نسمة في الحسكة وأريافها.
من جهتها، ذكرت وكالة "سبوتنيك" الروسية أن الوفد الفني دخل عبر 4 عربات جيب مصفحة وسيارة فان و3 مدرعات عسكرية روسية، وسط حماية جوية من مروحيتين روسيتين. وأشارت إلى أن الهدف من دخول الورش تفقد المحطة على مدار 10 أيام متتالية ولمدة 6 ساعات يومياً، يتم خلالها تفقد الآبار ومستلزماتها الكهربائية والميكانيكية وتأمين خط كهرباء خاص للمحطة بوصف ذلك كله خطوةً أولى.
ويعاني سكان الحسكة انقطاعاً مستمراً لمياه الشرب بسبب توقّف المحطة المتكرر عن الضخ، حيث تعد المصدر الرئيسي للمياه لأكثر من مليون شخص في الحسكة وريفها، وقد سيطر عليها الجيش الوطني السوري بمساندة القوات التركية في أكتوبر/ تشرين الأوّل 2019، وتوقفت منذ ذلك الوقت عن العمل أكثر من 40 مرة، امتد بعضها إلى شهور طويلة.
وسبق أن رعت منظمات دولية منها يونيسف واللجنة الدولية للصليب الأحمر اتفاقات تقضي أن تزود "قسد" مناطق الجيش الوطني بالكهرباء، مقابل ضخ مياه الشرب إلى مدينة الحسكة، لكنها تعثرت عند التطبيق وسط اتهامات متبادلة بين "قسد" والجيش الوطني".
وكانت محطة علوك للمياه أقيمت في العام 2010 بحفر 30 بئراً، وحفر أربع آبار في العام 2018 بقدرة إنتاج 7200 م مكعب بالساعة. وتضم المحطة خزاناً أرضياً رئيسياً بسعة تخزينية تقدر بـ10 آلاف م3، ويتم ضخ المياه منه بواسطة مضخات أفقية إلى خط الجر الذي يبلغ طوله 67 كم وصولاً إلى محطة الحمة القريبة من مدينة الحسكة، والتي تبلغ سعتها 30 ألف م3 ومنها يتم توزيع المياه لمدينة الحسكة.