تناولوا العدس يومياً... فوائد صحية وبيئية

28 مارس 2023
يمد العدس جسم الإنسان بفيتامينات وبروتينات عدة (Getty)
+ الخط -

يطالب نشطاء البيئة وخبراء التغذية بضرورة التوجه نحو الأطعمة النباتية، نظراً لانخفاض مستويات التلوث المنبعثة عنها، ويبرز العدس واحداً من المواد الغذائية الأساسية لمواجهة التغيّر المناخي، إضافة إلى كونه وجبة صحية متوازنة تقاوم انتشار الأمراض والأوبئة.
يطرح العدس باعتباره جزءاً أساسياً من نمط غذائي صحي متوازن، وبديلاً رئيسياً للحوم فهو مصدر بروتين نباتي جيد، ما يدفع خبراء الصحة والبيئة إلى المطالبة باعتماده وجبة أساسية في الأنظمة الغذائية، إذ يحتوي طبق واحد منه على كمية بروتين توازي تلك الموجودة في شريحة متوسطة من اللحم، إلى جانب احتوائه على كميات كبيرة من أنواع الفيتامينات والمعادن، فضلاً عن كونه وجبة خفيفة على المعدة مقارنة مع الأطعمة المشبعة بالدهون.

وأفادت بيانات صادرة عن موقع Our world data الإحصائي، بأن إنتاج 100 غرام من البروتين من لحوم الأبقار يتسبب في 25 كيلو غراماً من انبعاثات الكربون، في حين أن إنتاج كمية مماثلة من العدس، ومن البقوليات عموماً، يؤدي إلى نحو 650 غراماً فقط من الانبعاثات، أي أقل بنسبة تتجاوز 90 في المائة.
وأظهرت دراسات نشرتها جامعة هارفرد، تأثير العدس على الصحة العامة، وتؤكد أنه يمكن أن يخفض من ضغط الدم ومن كوليسترول الدم، كما وجدت دراسة أنه يحسن مستويات الكوليسترول لدى مرضى السكري، وقد يقي من سرطان الثدي لدى النساء.
يقول مختص الصحة العامة، عماد وهبة، لـ"العربي الجديد": "يساعد العدس في تقليل الإصابة بالعديد من الأمراض، لأنه يحتوي على العديد من المعادن الأساسية، كما أن نسب الصوديوم والدهون المشبعة فيه منخفضة، ويحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم والألياف وحمض الفوليك ومواد لها نشاط مضاد للأكسدة، واعتماده وجبة أساسية مهم بالنسبة للأطفال الذين يحتاجون إلى المعادن للنمو، كما يعد وجبة مهمة لكبار السن، لأنه يساعد في الحماية من الأمراض المزمنة، كما ينصح الأشخاص الذين يعانون من فقر الدم بضرورة تناول العدس بشكل منتظم، لأنه غني بالحديد".

الصورة
العدس طعام أساسي لنمو الأطفال (Getty)
العدس طعام أساسي لنمو الأطفال (Getty)

يزرع العدس في جميع دول العالم تقريباً، ويمكن أن ينمو في المناطق القاحلة نسبياً التي لا تضم كميات كبيرة من الماء. وبحسب بيانات منظمة الأغذية والزراعة (فاو)، يزرع سنوياً ما لا يقل عن 5,6 ملايين طن من العدس، وتأتي الهند، ثم كندا، وتركيا، وأستراليا على رأس قائمة دول العالم التي تنتجه، وهناك أربع فئات رئيسية من العدس، هي البني، والأخضر، والأحمر، والأصفر، والعدس البني هو النوع الأكثر شيوعاً.
ويساعد العدس في مواجهة التغير المناخي، لأن البصمة الكربونية التي تتركها عملية زراعته تكاد لا تذكر، ويعد من الوجبات التي لا تؤثر في المناخ بطريقة سلبية مقارنة مع بقية الأطعمة الغنية بالبروتين، مثل اللحوم، بحسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأميركية.
ووفق موقع Eat well، يعد العدس أحد الأطعمة المستدامة، كما أنه قادر على تغيير معدلات تلوث الهواء، إذ يتمكن نبات العدس من سحب غاز النيتروجين من الغلاف الجوي وتخزينه في التربة، ولكون المحاصيل تحتاج إلى النيتروجين للنمو، فإن تناول زراعة العدس يقلل من بصمة غازات الاحتباس الحراري في النظام الزراعي، كما أن له بصمة كربونية سلبية، لأنه يحبس كميات كربون في التربة أكثر مما ينبعث عنه، وهذا يجعل النظام الزراعي أكثر استدامة بمرور الوقت، ويساعد في الحفاظ على التربة صحية.

قضايا وناس
التحديثات الحية

ومؤخراً، بات العدس أساسياً في الحميات الغذائية، وهو ما تؤكده اختصاصية التغذية، نادين نحال، قائلة لـ "العربي الجديد": "يدخل العدس وجبة رئيسية في العديد من الحميات الغذائية الصحية والمتوازنة، فعلى سبيل المثال، تعتمد حمية البحر المتوسط على العدس والحمص للحفاظ على الصحة، وخفض مستويات ضغط الدم، وما يميز العدس عن غيره من الوجبات الأساسية، أنه لا يحتوي على دهون مشبعة، والتي عادة ما تؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب، أو السرطان".
ووفق صحيفة "واشنطن بوست"، لا يزال استخدام البقوليات محدوداً في النظام الغذائي الأميركي، ويؤكد تيم ماكجريفي، الرئيس التنفيذي لشركة تجارية متخصصة في الحبوب الغذائية، أن استهلاك البقوليات عموماً، والعدس خصوصاً، منخفض في المجتمع الأميركي مقارنة مع مجتمعات أخرى، إذ يستهلك الهنود نحو 40 رطلاً من البقول سنوياً، ويقترب الإسبان من 20 رطلاً، في حين قدرت إحدى الدراسات أن 8 بالمائة فقط من سكان الولايات المتحدة يتناولون البقوليات.

المساهمون