أصيب عشرات السوريون بالتسمّم، من بينهم عائلات بأكملها، في حيّ السبيل بمدينة درعا جنوبي سورية، من جرّاء اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الشرب. وتعاني مناطق محافظة درعا بمعظمها من أزمات خدمية، خصوصاً في مياه الشرب ورفع النفايات.
ونقل موقع "سناك سوري" المحلي عن مسؤولة النقطة الطبية في الهلال الأحمر السوري سناء أبو سعيفان قولها إنّ إجمالي عدد الإصابات بلغ نحو 90 شخصاً، والعامل المشترك بينهم هو أنّ الأشخاص الذين يتعافون يصابون من جديد.
سعاد واحدة من المصابين بالتسمّم، وقد تحفّظت عن ذكر اسمها الكامل، كون حيّ السبيل يقع في المربع الأمني، وتقول لـ"العربي الجديد" إنّ "أفراد عائلتي بمعظمهم مصابون، ولم يتلقّوا خدمات طبية ولا علاجاً"، لافتة إلى أنّهم اكتفوا باستشارة صيدلي وصف لهم بعض الأدوية، فيما توجّه بعضهم إلى طبيب متخصص بالأمراض داخلية.
ويؤكد الناشط أبو محمد الحوراني لـ"العربي الجديد" في هذا الإطار أنّ "الوضع سيّئ في عموم مدينة درعا"، مشيراً إلى أنّ "في حيّ السبيل الواقع في المربّع الأمني تحت سيطرة النظام السوري الخدمات سيّئة إلى جانب عدم اهتمام حكومة النظام بالصيانة. ومشكلات شبكات المياه هي السبب في ما حصل بالحيّ".
وبحسب ما نقل "سناك سوري" عن مدير مؤسسة المياه في درعا محمد المسالمة، فقد تبيّن وجود اختلاط لمياه الصرف الصحي بمياه الشرب، بعد أخذ عيّنات من حيّ السبيل، وذلك على أثر ورود شكاوى من بعض سكان الحيّ. يُذكر أنّ حوادث اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الشرب تكرّرت في مدن وبلدات كثيرة في مناطق سيطرة النظام، خصوصاً في ريف دمشق، ومنها بيت سحم وكناكر والقليعة.
وفي سياق متصل، أفاد المهندس البيئي محمد إسماعيل "العربي الجديد" بأنّ "ثمّة أسباباً عدّة أدّت إلى تضرّر شبكات المياه وشبكات الصرف الصحي في عموم المدن السورية، منها ما يعود إلى القصف المدفعي كما الصاروخي والجوي، سواء البراميل المتفجرة أو القنابل الفراغية. كذلك يأتي تجاهل الصيانة وعدم توفّر رقابة دورية وفحص لمياه الشرب، وكلّ ذلك نتيجة الإهمال"، وبالتالي وقع الاختلاط المضرّ. ويتابع إسماعيل أنّ "من الأخطاء والكوارث الشائعة في سورية عدم الأخذ بعين الاعتبار عزل شبكات مياه الشرب عن مياه الصرف الصحي".
وعن الحلول الممكنة، يقول إسماعيل إنّه "في حال توفّر مخططات لشبكات الصرف الصحي ومياه الشرب، يمكن القيام بأعمال صيانة لشبكات المياه والصرف الصحي. ويتوجّب بعد إجراء الصيانة أخذ عيّنات من المياه ومراقبتها، وكذلك تعقيم المياه سواء بغاز الكلور أو الكلور السائل"، لافتاً إلى أنّ "المياه الملوّثة تحمل في الغالي بكتيريا أو فيروسات إلى جانب أنواع من الطفيليات التي تسبّب الإسهال والقيء".