تلميذات أفغانيات يخشين على مستقبلهن

26 أكتوبر 2021
يطالبن بفتح مدارس الفتيات في كابول (بلال غولير/ الأناضول)
+ الخط -

تخشى الكثير من الفتيات الأفغانيات ضياع مستقبلهن الدراسي في حال لم تسمح حركة طالبان لهن بالعودة إلى المدارس، على غرار الفتيان. وتقول التلميذة في الصف الأول ثانوي في مدرسة ربيعة بخلي في العاصمة الأفغانية كابول، لطيفة عزيزي، لـ "العربي الجديد": "أحلم أن أدرس المحاماة وأدافع عن حقوق النساء، خصوصاً أنهن الضحية الأكبر لما شهدته أفغانستان من حروب وويلات خلال العقود الأربعة الماضية. لكن ما حصل عقب سيطرة حركة طالبان على سدة الحكم في البلاد قضى على كل ما خططت له. وفي الوقت الحالي، أفكر في الهرب من البلاد، لا سيما إذا لم تسمح طالبان للمدارس بفتح أبوابها".
وتعرب لطيفة عن حزنها لما آل إليه القطاع التعليمي في أفغانستان، وعدم تلبية الحركة المطالب الشعبية والدولية بفتح مدارس الفتيات، مؤكدة أنّ "طالبان تقتل جيلاً بكامله إذا لم تسمح للمدارس بفتح أبوابها". وتطالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، وتحديداً الولايات المتحدة الأميركية، بعدم الاعتراف بحكومة "طالبان" إلّا في حال إعادة فتح مدارس الفتيات والسماح للمرأة بالعمل.  

المرأة
التحديثات الحية

وقبل أيام، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" أنّ "طالبان أعربت عن استعدادها لفتح مدارس البنات". وقال  نائب المدير التنفيذي للمنظمة عمر عبدي إنّ "طالبان أبلغته أنها ستعلن قريباً جداً السماح لجميع الأفغانيات الالتحاق بالمدارس الثانوية". كما أبلغه وزير التعليم العالي في حكومة "طالبان" عبد الباقي حقاني، أن "الحركة تعمل على وضع خطة للسماح لجميع الفتيات بمواصلة تعليمهن بعد الصف السادس"، متوقعاً الإعلان عن الأمر خلال شهر أو شهرين. ورأى أنّ "طالبان قد تفرض بعض الشروط المتعلقة بعودة الفتيات إلى المدارس"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن ملايين الفتيات فقدن، منذ سيطرة "طالبان" على سدة الحكم، حقهن في التعلم، مناشداً الحركة والمدارس بعدم الانتظار.
في هذا الإطار، يقول القيادي وعضو اللجنة الثقافية في "طالبان" إنعام الله سمنغاني، لـ "العربي الجديد"، إنّ الحركة "لا تمنع الفتيات من التعليم أبداً، وهذا أمر ضروري لمستقبل البلاد، لكنها في صدد وضع إطار وتهيئة بيئة مناسبة من أجل المضي قدماً والسماح للفتيات بالذهاب إلى المدارس". ويؤكد أن "البلاد تشهد تحولاً كبيراً، وأن المدارس كانت مغلقة لأشهر بسبب تفشي فيروس كورونا الجديد. بالتالي، لا يجب إثارة ضجة لإقدام طالبان على إغلاق المدارس فقط من أجل ترتيب الأوراق وخلق أجواء مناسبة لتعليم الفتيات".

فتحت مدارس الفتيات أبوابها في مدينة مزار شرف في ولاية بلخ الأفغانية (سيد خضيبردي سادات/ الأناضول)
فتحت مدارس الفتيات أبوابها في مدينة مزار شرف في ولاية بلخ الأفغانية (سيد خضيبردي سادات/ الأناضول)

في المقابل، تقول المديرة في إحدى المدارس الخاصة في كابول، محمودة عبد الخبير، لـ"العربي الجديد"، إنّ "طالبان، ومن خلال تسويفها القضية، تدمر المدارس من الناحيتين العلمية والاقتصادية، وإن 50 في المائة منها على وشك السقوط، وتحديداً المدارس الخاصة. والسبب أنّ التلميذات، في حال لم يأتين إلى المدارس، لن يدفعن الأقساط، في حين أن المدارس تدفع رواتب المدرسات وغيرها ولو بنسبة أقل. كما أن المشكلة الأساسية التي يواجهها الكادر العلمي أنه محروم من الرواتب منذ أشهر".
وفي ما يتعلّق بخطّة "طالبان" تقول مسؤولة الحملة الإعلامية التي دشنتها نساء في كابول وتدعى وحيده أميري، إنه ما من خطة لدى الحركة، وأن التحقيقات التي أجرتها الحملة تشير إلى أنّ طالبان لا تعمل حالياً على أي خطة، ولا نعرف سبب التسويف".
وتؤكد أميري في حديثها لـ "العربي الجديد" أن "النساء أطلقن الحملة في كابول من أجل جذب أنظار العالم إلى قضية تعليم الفتيات في البلاد، والضغط على الحركة لقبول مطلب الشعب بفتح المدارس. وتتضمن الحملة نشاطات مختلفة، منها اجتماعات للمدرسات داخل المدارس بعيداً عن أنظار وسائل الإعلام، وإرسال خلاصات النقاشات وأقوال المعلمات إلى وسائل إعلامية مختلفة محلية ودولية، بالإضافة إلى الجهات الدولية المعنية بقضية تعليم الفتيات".
وتواجَه المتظاهرات بعنف من قبل مسلحي "طالبان"، على غرار ما حصل قبل أيام حين خرجت نحو عشر نساء لتسجيل موقف على مقربة من وزارة الخارجية الأفغانية. ولم تسمع الحركة لوسائل الإعلام بالاقتراب منهن وتغطية المسيرة، التي طالبت بفتح مدارس الفتيات، بالإضافة إلى أمور أخرى. 
يذكر أنّ "طالبان" لم تسمح علناً بفتح مدارس الفتيات، لكنّها وعدت بأن تفعل ذلك في القريب العاجل. وبشكل غير رسمي، فتحت مدارس الفتيات في ست ولايات حتى الآن، هي بلخ وجوزجان وسمنغان في الشمال الغربي، وقندوز في الشمال الشرقي، وأوروزغان في الجنوب الغربي، بالإضافة إلى زابل في جنوب البلاد. واتخذت الإدارات المحلية في تلك الولايات القرار بفتح المدارس، ما قد يشير إلى أنّ الحركة لن تعارض تعليم الفتيات، كما كان عليه الحال في تسعينيات القرن الماضي.

ويشار إلى أنّ الجامعات الأفغانية الحكومية ما زالت مغلقة حتى الآن، وذلك منذ سيطرة "طالبان" على سدة الحكم. إلّا أنّ حقاني أعلن في 23 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري أن الحركة في صدد إعلان فتح كلّ الجامعات أمام البنين والبنات.

المساهمون