بعد نحو شهر على افتتاح المرحلة الأولى من "ممشى أهل مصر"، بطول 1.8 كيلومتر، على كورنيش النيل في قلب العاصمة القاهرة، فوجئ الأهالي بمنعهم من دخول ما يزيد على نصف مساحة الممشى بحجة تخصيصها للمطاعم والمقاهي، مع وضع بوابات إلكترونية، وتكليف أفراد أمن يتبعون شركة حراسات خاصة بمنع المارة من الدخول.
ويمتد الممشى في مرحلته الأولى من جسر إمبابة حتى جسر 15 مايو، في مواجهة أبراج نايل سيتي وفندقي "فيرمونت" و"كونراد"، ويضم عشرات المطاعم والمقاهي المؤجرة لصالح الجيش بعيداً عن موازنة الدولة، والمقامة على مساحات واسعة جرى ردمها من نهر النيل، تحت إشراف إدارة المهندسين العسكريين.
وعلم "العربي الجديد" أن منطقة المطاعم في الممشى حددت سعر وجبة السحور للفرد بمبلغ يتراوح ما بين 750 جنيهاً (40 دولارا) إلى 1100 جنيه (60 دولارا) خلال شهر رمضان، وتزيد التكلفة إلى 1500 جنيه (80 دولارا) في وجبة الإفطار، في حين أكد رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، في تصريح سابق، أن "الممشى مخصص لأهل مصر من المواطنين البسطاء".
وضمت المنطقة المخصصة للمطاعم والمقاهي ثلاثة كراجات تتسع لنحو 150 سيارة، على مساحات مردومة بالكامل من النيل، بالمخالفة للدستور المصري الذي ألزم الدولة بـ"حماية نهر النيل، والحفاظ على حقوق مصر التاريخية المتعلقة به، وترشيد الاستفادة منه وتعظيمها، وعدم إهدار مياهه أو تلويثها، وحق كل مواطن في التمتع بنهر النيل، وحظر التعدي على حرمه أو الإضرار بالبيئة النهرية".
وتسبب الممشى في تشريد العشرات من أصحاب المراكب النيلية التي كانت تعمل في المنطقة، والحاصلة على تراخيص من محافظة القاهرة لتنظيم رحلات للبسطاء من المصريين.
ويعد "ممشى أهل مصر" جزءاً من مشروع تنفذه الحكومة حاليا، وتتهم بسببه بحجب نهر النيل عن المارة من مدينة حلوان جنوباً، وحتى القناطر الخيرية شمالاً، بطول 40 كيلومتراً، وتحويل الكورنيش إلى تجمعات تجارية ومطاعم ومقاه، بدلاً من تنزه المواطنين عليه بالمجان.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
