تقييم عالمي: واحد من كل 5 زواحف مُعرّض للانقراض

29 ابريل 2022
الزواحف بحاجة إلى دعم عاجل لمنع انقراضها (Getty)
+ الخط -

كشف تقييم عالمي - هو الأول من نوعه - لأكثر من 10000 نوع من الزواحف (حوالي 90% من الزواحف المعروفة على نطاق واسع)، أن 21% من هذه الأنواع بحاجة إلى دعم عاجل لمنع انقراضها.

وبرغم أن الكثير من الأشخاص يخشون الاقتراب من الزواحف، ويحاولون الابتعاد عنها قدر الإمكان بسبب خطورتها، مقارنة مع الطيور والبرمائيات والثدييات، إلا أن ذلك لا يعني أن الحفاظ على الحياة البرية بما تحتويه من مكونات حيوانية، من زواحف وقوارض على اختلاف أنواعها لا يشكل مسؤولية جماعية.

نتائج مدمرة

لفت التقييم الذي نشرته مجلة The Nature إلى أن نحو خمس أنواع الزواحف مهدد بالانقراض، الأمر الذي قد يكون له تأثير "مدمر" على الكوكب.

ووفق التقييم الذي قام به 52 خبيراً، فإن انقراض الزواحف بدءاً من السحالي إلى الثعابين فالتماسيح، يمكن أن تكون له آثار كارثية على النظم البيئية في جميع أنحاء العالم.

وصف الرئيس المشارك في الدراسة ومدير وحدة تقييم التنوع البيولوجي في الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (IUCN) ومنظمة الحفظ الدولية نيل كوكس نتائج هذا التقييم بالخطيرة والمدمرة على البيئة.

وبحسب ما نقلته صحيفة "ذي غارديان" البريطانية عن كوكس، أمس، فإن اختفاء الزواحف يمكن أن يغير النظام البيئي بشكل جذري، مع تأثيرات غير موفقة، مثل زيادة الحشرات.

على الرغم من أن العديد من الزواحف تعيش في بيئات قاحلة مثل الصحاري أو في الغابات، إلا أن ذلك لا يعني أنها بمنأى عن المخاطر، حيث تعاني من تهديدات عديدة، منها على سبيل المثال لا الحصر:

أولاً:  قطع الأشجار وتحويل المناطق الطبيعية إلى أراض زراعية. فقد وُجد مثلاً أن نحو 30% من الزواحف التي تعيش في الغابات معرضة لخطر الانقراض، مقارنة بـ14% في الموائل القاحلة. وتبين أن ملك الكوبرا المعروف باسم Ophiophagus Hannah وهو مُدرج أصلاً على أنه "ًضعيف عالمياً"، بات مهدداً بالاختفاء، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى فقدان موطنه في الغابات الآسيوية.

وعادة يساهم فقدان الموائل الناجم عن توسيع الأراضي الزراعية والتحضر وقطع الأشجار في زيادة خطر انقراض معظم الزواحف أكثر من أي عامل آخر.

ثانياً: الصيد العشوائي بهدف التجارة، يشكّل سبباً آخر في تهديد حياة الزواحف، خاصة عملية صيد السلاحف والتماسيح، التي يتعرّض الكثير منها لخطر الانقراض.

ثالثاً: التغيّر المناخي الذي يشكّل تهديداً لأنواع مختلفة من الزواحف. عادة تتدفأ الزواحف ذوات الدم البارد في الشمس، ولكن إذا تعرضت لأشعة شمس مرتفعة ودرجات حرارة عالية فوق الدرجة المثلى، فإن التمثيل الغذائي الخاص بها يكون أقل كفاءة وتحتاج إلى الانتقال إلى الظل لتبرد.

كما تؤدي زيادة درجات الحرارة العالمية إلى تقليل النوافذ المتاحة للزواحف للبحث عن الطعام يومياً، وبالنسبة لبعض أنواع الزواحف، تؤثر درجة الحرارة المحيطة على جنس النسل. تتسبب درجات الحرارة الأكثر برودة في تحول العديد من الأجنة داخل بيض السلاحف إلى ذكور، وقد يؤدي تغير المناخ إلى موت ذكور السلاحف.

يرى رئيس قسم استعادة الحياة البرية بجمعية علم الحيوان بلندن مايك هوفمان، وأحد العلماء المشاركين في الدراسة، أن نسبة انقراض الزواحف مرتفعة مقارنة مع أنواع مختلفة من الحيوانات والطيور أو أسماك المياه العذبة، وهو ما يشير إلى الحاجة لمزيد من العمل لحمايتها.

في أستراليا التي تعد موطناً لنحو 10% من الزواحف حول العالم، تواجه القوارض عدداً متزايداً من التهديدات، بحسب نيكي ميتشل، من كلية العلوم البيولوجية بجامعة غرب أستراليا، والذي ساهم أيضاً في الدراسة، ويقول: "تراجعت معظم الزواحف الأسترالية المهددة بسبب فقدان الموائل والافتراس من قبل القطط والثعالب الغازية".

جهود عالمية

على الرغم من أن الزواحف تثير الرعب في النفوس، إلا أنها تعد ذات أهمية أساسية في الحفاظ على التوازن البيئي، إضافة إلى عوامل أخرى، منها:

أولاً: مكافحة الجرذان والبعوض والآفات الأخرى، التي يمكن في حال تكاثرت أن تتسبب في حدوث كارثة بيئية تطاول حياة الناس.

ثانياً: تساعد الزواحف في إثراء المجال الطبي وتطويره. فعلى سبيل المثال، ساهم سم الأفعى في اكتشاف أدوية مهمة، بما في ذلك لعلاج ارتفاع ضغط الدم، بحسب ما يؤكده الخبير هوفمان.

يؤكد رئيس مخبر علم الحيوان المشارك في التقييم بروس يونغ، وهو كبير علماء الحفظ فيNatureServe  (منظمة أميركية غير حكومية تُعنى بالطبيعة)، أن الزواحف تتطلب جهوداً مباشرة وعالمية لحمايتها. من المقرر أن تعقد اتفاقية الأمم المتحدة بشأن التنوع البيولوجي المرحلة الثانية من Cop15 في كونمينغ الصينية في وقت لاحق من هذا العام، حيث ستتفاوض الحكومات على أهداف جديدة لحماية التنوع البيولوجي، بما في ذلك الزواحف.

وقال: "نحن بحاجة إلى خطط حماية قوية، واتفاق سياسي عالمي، وأن تستثمر البلدان بالكامل في التغلب على أزمة التنوع البيولوجي التي تلوح في الأفق إذا أردنا منع كارثة الانقراض المستمرة".

 

زواحف انقرضت

بحسب ما نقله موقع "ذي كونسرفيشن" The conservation، أمس، انقرضت مثلاً "التواتارا"، وهي نوع من الزواحف لونها بني مخضر ورمادي، يصل طولها إلى 80 سم من الرأس إلى الذيل ولها قمة شوكية على ظهرها، كانت منتشرة في جميع أنحاء نيوزيلندا، لكنها انقرضت على الجزر الرئيسية منذ حوالي 200 عام، وهو الوقت نفسه الذي انقرضت فيه الفئران الغازية التي جلبها المستعمرون الأوروبيون إلى هناك.

ووفقاً للتقييم الجديد، تضم مناطق كل من جنوب شرق آسيا وغرب أفريقيا ومدغشقر ومنطقة البحر الكاريبي ضعف عدد الزواحف المهددة بالانقراض، ويعيش أكثر من نصف أنواع الزواحف المهددة في الغابات حيث يشكل تدمير الموائل تهديداً يلوح في الأفق.

المساهمون