تقييد إقامات السوريين في ولايات تركيا ولا زيارة خلال عيد الأضحى

12 يونيو 2022
يشكل اللاجئون السوريون في تركيا 4.45 في المائة من عدد السكان (Getty)
+ الخط -

حسم وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، السبت، جدل السماح للاجئين السوريين بزيارة أهلهم داخل سورية خلال عيد الأضحى، مؤكدا أن منع السفر سيتواصل، مستثنياً حالتين، الأولى تخص اللاجئين الذين يبلغون عن ضرورة السفر بسبب حالة وفاة، والثانية للأشخاص الذين يريدون العودة بشكل نهائي.

وقال صويلو، أيضا، إنه "اعتباراً من الأول من يوليو/ تموز المقبل، سيتم تخفيض معدل الأجانب الذين يمكنهم الإقامة في الأحياء من 25 في المائة إلى 20 في المائة، وسيتم إغلاق 1200 حي أمام الإقامة"، مبرراً القرار بأنه سيضع حداً لتمركز الأجانب في مناطق معينة، بعد أن تم في السابق إغلاق 781 حيّاً تجاوزت فيها نسبة الأجانب إجمالي عدد المواطنين.

وكشف وزير الداخلية التركي أن نسبة من يصلون من دول لا تحتاج تأشيرات سفر إلى تركيا، والذين لا يعودون إلى بلادهم بعد انتهاء مدة إقامتهم، بلغت 28 في المائة من إجمالي المهاجرين غير الشرعيين، كاشفاً عن تشكيل لجنة لدراسة وضع قيود على جميع الأجانب الذين يتقدمون بطلب الحصول على تأشيرة، وأن أخذ البصمات بدأ تطبيقه في مطار إسطنبول، وسيتم تعميمه تدريجياً.

ويرى العامل السابق مع إدارة الهجرة التركية، شوكت أقصوي، أن بلاده "تساهلت مع إقامة السوريين في البداية، رغم أن قانون الحماية ينص على عدم إقامتهم في 11 ولاية، لكنها تركت حرية السكن مفتوحة، ولم تقيّد أو توزع حسب الحاجة والديموغرافيا، لكن كانت النتيجة غير صحية، فوجدنا تمركزا في بعض الولايات إلى حد فاق عدد الأتراك، ومنها (ولاية كيليس) التي بلغت نسبة السوريين فيها 74 في المائة، واليوم تحاول الحكومة تلافي تلك الأخطاء من خلال تقييد السكن".

وأضاف أقصوي لـ"العربي الجديد"، أن "الهدف من القيود ليس السوريين وحدهم، بل كل المقيمين بشكل غير شرعي، إذ تم القبض على 110 آلاف مهاجر غير نظامي منذ بداية العام الحالي، وقرارات وزارة الداخلية باتت تمنح صلاحيات لسائقي التاكسي بتفقد أذون السفر للاجئين والمهاجرين الأجانب بهدف منع الهجرة غير الشرعية، وتغريم السيارات والحافلات التي تقوم بنقل هؤلاء المهاجرين".

ويقول رئس تجمع المحامين السوريين في تركيا، غزوان قرنفل، إن "منع زيارة العيد هو عودة عن خطأ، فالسماح بالزيارة أصلاً خطأ قانوني، لأنه لا يحق لحامل بطاقة اللجوء نتيجة الخطر العودة إلى المكان الذي قال إنه يهدد أمنه وحياته، وإلا يفقد حق اللجوء".

ويضيف قرنفل، لـ"العربي الجديد"، أن تخفيض نسبة اللاجئين ببعض الأحياء هو "جزء من التضييق المستمر على اللاجئين"، لأن "اللاجئ سيكون عرضة للابتزاز من أصحاب العقارات الذين سيقومون برفع الإيجار بعد حصر الأماكن التي يحق للسوريين الإقامة فيها، وبعض القرارات التي تتخذها تركيا، وإن كانت قانونية، كان يتم غض الطرف عن تطبيقها، لكن هدفها حاليا التضييق على السوريين لدفعهم إلى العودة الطوعية".

ويشكل اللاجئون السوريون في تركيا 4.45 في المائة من عدد السكان، ويبلغ عددهم أكثر من ثلاثة ملايين و672 ألفا، ويعيش نحو مليون و414 ألفاً منهم في المناطق الحدودية، مثل غازي عينتاب، وهاتاي، وأورفة، وكيليس، لكن تبقى إسطنبول الولاية المفضّلة للسوريين، إذ يعيش فيها أكثر من 525 ألف سوري.

المساهمون