تقنين للمياه في مخيمات الشمال السوري.. رغم الحر الشديد

15 اغسطس 2022
كمبات المياه الموزعة على النارحين لا تكفي احتياجاتهم (العربي الجديد)
+ الخط -

يُجبَر النازحون السوريون في المخيمات المنتشرة في شمال غرب سورية على تقنين كميات المياه المستهلكة يومياً لأدنى حدّ ممكن، نتيجة ظروف، منها توقف دعم قطاع المياه في عدد من المخيمات وصعوبة تأمين المياه مع ارتفاع تكاليف الحصول عليها.

ويحرص النازحون على ترشيد استخدام المياه لأدنى حد ممكن، بتقليل مرات الاستحمام وغسل الملابس، كون الكميات التي يحصلون عليها من الماء تكفي للشرب واستخدامات أساسية فقط، مثل النظافة الشخصية وغسل أواني الطبخ، ولا تكفي لغسيل الملابس والاستحمام.

وقال حمزة طالب، المهجر من ريف إدلب الجنوبي، لـ"العربي الجديد": "أقيم في مخيم (لمسة رحمة) بمنطقة دير حسان، وأكثر ما أعاني منه هو موضوع تأمين المياه التي تأتينا بالتنقيط في هذا الحر الشديد. لديّ ثلاثة  أطفال، الأطفال لا يوجد مكان يلعبون فيه إلا أمام المخيم، وبالتالي يتسخون ويحتاجون لتنظيف أنفسهم يومياً بالماء". 
وتابع طالب "يعبئون الماء مرة واحدة في الأسبوع لنا، وتكون حصتنا برميلين وهي لا تكفي ما بين شرب وغسيل، 440 لتراً من الماء لعائلة مكونة من 5 أفراد يستحيل أن تكفي، أهم شيء بالنسبة لنا الماء، وعدونا بزيادة الكمية. فالمخيمات في كللي ودير حسان وكفر لوسين كلها تعاني من نقص المياه".

تقوم المنظمات بتوزيع كميات محدودة من الماء على النازحين أسبوعياً (العربي الجديد)
تقوم المنظمات بتوزيع كميات محدودة من الماء على النازحين أسبوعياً (العربي الجديد)

وأشار مدير مخيم التح عبد السلام اليوسف، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أن موضوع المياه هو موضوع حساس بظل ارتفاع درجات الحرارة "نحن كأناس نعيش داخل المخيمات نحتاج لمياه الشرب ومياه النظافة يومياً، هناك قسم كبير من المخيمات لا تصلها المياه، والبعض الآخر تكون مخصصات الفرد فيها من الماء قليلة جداً، بمعدل 25 لتراً للفرد، يرشّد الناس استخدام المياه بشدة حتى تتوازى مع معدل الصرف، وهناك من يلجأ لتقليل كميات مياه الجلي عن طريق وضع الأواني بوعاء، ولغسيل الملابس يتم تجميعها لمدة أسبوع كامل من أجل غسلها جميعاً مرة واحدة".

المهجرة من ريف حمص الشمالي حسناء أم علي التي تقيم مع عائلتها في تجمع مخيمات دير حسان، تعاني كغيرها من أزمة المياه وتقوم المنظمة المسؤولة عن توفير المياه للمخيم بتزويد السكان مرتين أسبوعياً بالماء. 

وتقول أم علي لـ"العربي الجديد": "تزودنا المنظمة بالماء يومي الإثنين والخميس، ومهما اقتصدنا في استهلاك المياه فهي لا تكفينا، خاصة أن عائلتي مكونة من  ستة أفراد، نشتري المياه لباقي أيام الأسبوع، نتطلع أن يكون هناك حل لهذه الأزمة والمعاناة". 

ووفق "فريق منسقو استجابة سورية" تعاني 85 في المائة من المخيّمات العشوائية من عدم القدرة على توفير احتياجات سكانها من المياه. ويبلغ عدد المخيّمات المحرومة من المياه النظيفة والمعقّمة 590 مخيماً، وسط احتمال زيادة العدد في حال توقّفت مشاريع المياه عن مخيّمات أخرى.

المساهمون