تقطع السبل بآلاف النازحين في السودان بسبب السيول.. ومخاوف من الكوليرا والملاريا

30 يوليو 2024
يسير الناس في طريق غمرته المياه في القضارف شرق السودان، 26 يوليو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تفاقم معاناة النازحين بسبب الأمطار الغزيرة:** الأمطار الغزيرة في كسلا، شرق السودان، قطعت السبل بآلاف الأشخاص وزادت معاناة مليون سوداني فروا منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، مما أدى إلى تدمير الملاجئ والطرق.

- **تزايد عدد النازحين وأزمة إنسانية متفاقمة:** يتجاوز عدد النازحين داخل السودان عشرة ملايين، مع تركز 765 ألفاً في القضارف و255 ألفاً في كسلا. فر 165 ألف شخص من سنار، ووصل أكثر من عشرة آلاف إلى كسلا.

- **مخاطر صحية وتحديات إغاثية:** الحكومة وعمال الإغاثة يستعدون لمواجهة ارتفاع الأمراض المنقولة بالمياه مثل الكوليرا والملاريا، مع نقص في العقاقير. الأمطار دمرت منازل ومرافق صحية، مما يزيد من احتمالية المجاعة.

تقطعت السبل بآلاف الأشخاص في شوارع مدينة كسلا بشرق السودان بسبب هطل أمطار غزيرة فاقمت معاناة أكثر من مليون سوداني فروا إلى المنطقة بحثاً عن ملاذ منذ الحرب المستمرة منذ 15 شهراً.

وألحق موسم الأمطار الذي بدأ في وقت سابق من هذا الشهر الضرر بالملاجئ وجعل الطرق غير صالحة للاستعمال، كما سيعرض الملايين لخطر الإصابة بأمراض تنقلها المياه الراكدة في مناطق واسعة من البلاد.

تزايد عدد النازحين داخل السودان

ويأتي ذلك وسط استمرار تزايد عدد النازحين داخل السودان، والذي يتجاوز حالياً عشرة ملايين، إذ تسيطر قوات الدعم السريع شبه العسكرية على المزيد من المساحات خلال الحرب الدائرة بينها وبين قوات الجيش.

واندلعت الحرب في إبريل/ نيسان 2023 وأثارت تحذيرات من مجاعة وكذلك ما وصفته الأمم المتحدة بأكبر أزمة إنسانية في العالم. ويقيم نحو 765 ألف نازح في ولاية القضارف، وأكثر من 255 ألفاً آخرين في ولاية كسلا التي قالت الأمم المتحدة إنها تعرضت لأسوأ هطل للأمطار مطلع هذا الأسبوع.

وفي الموجة الأحدث من النزوح، فر 165 ألف شخص من ولاية سنار، حيث فر كثيرون منهم سيراً على الأقدام وسط الأمطار في الأسابيع القليلة الماضية. ووصل أكثر من عشرة آلاف شخص إلى مدينة كسلا ليتكدسوا في عدد قليل من المباني كان به أماكن بما في ذلك فناء مدرسة ومستودع فارغ، ولكن هذه الأماكن سرعان ما غمرتها المياه.

وقالت النازحة ندى عمر: "حتى الآن لم نجد مكاناً نستقر فيه، الشمس فوق رؤوسنا، لكن عندما يأتي المطر لا نحتمل، ندخل هنا فيخرجوننا، صاحب هذا المطعم يسمح لنا بالدخول لكنه يخرجنا مع أذان الفجر، رغم أن معنا الأطفال".

وينتظر النازحون الآن تحت مظلات المتاجر أو يستظلون بأقمشة من المشمع في الشارع، مع توقعات باستمرار هطل أمطار غزيرة أكثر من المعتاد حتى سبتمبر/ أيلول. وقال مسؤول حكومي وعمال إغاثة إن بعض النازحين رفضوا خطة لنقلهم خارج المدينة، حيث لن تكون هناك سوى فرص قليلة للدخل.

وقال حسين عبده، وهو نازح آخر "فوجئنا بالمياه... وسقط منا طفلان وامرأة كبيرة استشهدوا... وأصبحنا جالسين في الشارع ولم نجد مكاناً نستقر فيه". ووفقاً للأمم المتحدة، رصدت تقارير مقتل خمسة أشخاص على الأقل بسبب الأمطار.

والذين جاؤوا في وقت سابق من الخرطوم أو ولاية الجزيرة، أو من ولاية القضارف الأكثر جفافاً قليلاً، ليسوا أفضل حالاً بكثير، فهم ينامون على الأرض في المدارس التي لا تتوفر فيها إلا خدمات قليلة ومراحيض مؤقتة غمرتها المياه أيضاً.

وقال محمد قزلباش من منظمة بلان إنترناشيونال، إنه لم يجر الاستعداد لمثل هذا الوضع إلا قليلاً. وقال لرويترز "وصلنا إلى نحو 500 يوم من الحرب والجميع منهكون... إنها مأساة تلو الأخرى".

مخاطر الكوليرا والملاريا

وتستعد الحكومة وعمال الإغاثة للارتفاع المتوقع في الأمراض المنقولة بالمياه، بما في ذلك الكوليرا والملاريا وحمى الضنك، مع قلة العقاقير لعلاجها. وقال الدكتور علي آدم، مدير إدارة الصحة بالولاية، "نحن نتقاسم ما عندنا، لكن الوضع فوق طاقتنا".

ويؤثر موسم الأمطار على معظم أنحاء البلاد. ودمرت الأمطار الأسبوع الماضي أكثر من 1000 منزل و800 مرحاض في مخيم زمزم في شمال دارفور، وهو أحد المواقع في البلاد التي يقول الخبراء إن المجاعة محتملة فيها.

ولم يتوقف تقدم قوات الدعم السريع التي قالت أمس الاثنين، إنها وصلت إلى منطقة تبعد نحو 180 كيلومتراً عن القضارف، وهي إحدى الولايات التي يلوذ بها أكبر عدد من الناس. ولا تملك كسلا، وهي الولاية المجاورة الوحيدة التي يسيطر عليها الجيش، القدرة على استيعاب الناس من القضارف، ولا تستطيع ذلك أيضاً بورتسودان التي أصبحت كالعاصمة في ما يخص الجيش. وقال أحد المتطوعين في غرفة طوارئ القضارف: "الناس خائفة، لكن ليس لديها خيارات، ينتظرون قدرهم".

 

(رويترز)

المساهمون