تفاعل تركي بعد طعن وقتل الشاب السوري فارس محمد العلي

04 سبتمبر 2022
لم يتمكّن فارس العلي من البدء في دراسته الجامعية (فيسبوك)
+ الخط -

أعلن والي هاتاي رحمي دوغان، في بيان، إلقاء القبض على مجموعة من الشبّان الأتراك الذين شاركوا ليل أمس السبت، في طعن وقتل الشاب السوري فارس محمد العلي، في منطقة نارلجا بمدينة أنطاكيا جنوبي تركيا، وتحويلهم إلى السلطات القضائية المختصة.

من جهته، أجرى وزير الداخلية سليمان صويلو اتصالاً هاتفياً بعائلة القتيل، معزياً ومؤكداً القبض على القاتل واعتقال شابَين آخرَين شاركا في العملية، ومشدّداً على أنّ أقصى العقوبات سوف تطاول المجرمين الذين أقدموا على هذه الفعلة.

وبيّنت مصادر إعلامية أنّ الشاب السوري، البالغ من العمر 18 عاماً، تعرّض للطعن على يد هؤلاء الأتراك بعد خروجه من ملعب كرة قدم عند العاشرة من مساء أمس السبت.

وفي حين نسبت مصادر إعلامية سبب الطعن والقتل إلى تعثّر العلي بامرأة تركية خلال عمله، الأمر الذي دفع أولادها إلى ترصّده وطعنه، وأفادت مصادر أخرى أنّ الأمر متعلق بخلاف نشب بين القتيل المتحدر من معربليت في ريف محافظة إدلب وبين شاب تركي يعمل معه في محل للحلاقة الرجالية. وشرحت المصادر الأخيرة أنّ الشاب التركي ترصّد العلي ومعه شبّان آخرون، ثمّ عمدوا إلى ضربه وطعنوه في خاصرته، الأمر الذي تسبّب في نزيف، ما لبث أن فارق الحياة بعده.

وأكدت المصادر أنّ الشاب السوري توفي طعناً وليس من جرّاء أعيرة نارية، وأنّ إطلاق النار الذي سُمع في المنطقة ليلاً أتى خلال إلقاء الشرطة القبض على اثنَين من الجناة. ولفتت إلى أنّ العلي حصل على شهادة الثانوية العامة أخيراً، وكان يتهيأ للالتحاق بكلية الطب في جامعة إزمير التركية بعد أيام.

ونقلاً عن ذوي العلي، فإنّ "سبب قتله هو تعثّره بامرأة تركية هي رئيسة العمّال في معمل للصناعات الغذائية كان يعمل فيه المغدور لإعالة أسرته، وأنّ القاتل هو ابن تلك المرأة".

وقد لاقت جريمة قتل الشاب السوري تفاعلاً في وسائل الإعلام التركية اليوم، خصوصاً بعد الكشف عن أنّه يتيم الأب وقد لجأ مع أمّه وخمسة من إخوته إلى تركيا قبل تسعة أعوام، علماً أنّه الأكبر. وعرضت تلك الوسائل تفوّقه الدراسي.

يقول الناشط السوري طه الغازي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "تنامي الخطاب العنصري هو السبب الحقيقي لتصاعد جرائم الاعتداء على السوريين وقتلهم"، متسائلاً "لكن ما هو سبب ارتفاع نبرة الكراهية والعنصرية في الشارع التركي، خصوصاً في الفترة الأخيرة؟". ويضيف الغازي أنّ "غياب دور الحكومة التركية في محاسبة العنصريين والاكتفاء فقط بالإشارة إليهم (على سبيل المثال أوميت أوزداغ وتانجو أوزجان) هو السبب الحقيقي وراء الاستهتار بالسوريين وضربهم فقط لأنّهم سوريون. فغياب الرادع والقانون عظّم من الخطاب وحوله إلى حالة شعبوية".

ويتابع الغازي: "للأسف، بات الشارع التركي يدرك أنّ السوريين بلا سند ولا مدافع لصون كرامتهم والمحافظة على حقوقهم وحياتهم"، مقدّراً أن "تزيد في الفترة المقبلة جرائم قتل السوريين بعد تحميلهم وزر تردّي الواقع المعيشي، وانتشار المطالبات بترحيلهم، وهو ما تتّفق عليه الأحزاب المعارضة مع الحزب الحاكم".

ويكشف الغازي عن أنّ "عملية طعن أخرى وقعت صباح اليوم الأحد، تعرّض لها شاب سوري في ولاية بوصة (شمال غرب) على يد شبان أتراك، وهو يتلقّى العلاج في المستشفى".

تجدر الإشارة إلى أن ولاية هاتاي الحدودية مع سورية شهدت زيادة في التحريض على السوريين ومبالغة في أرقام اللاجئين والولادات، الأمر الذي دفع والي هاتاي رحمي دوغان إلى الرد. وقد بيّن في الشهر الماضي أنّ أعداد اللاجئين السوريين الذي يعيشون في هاتاي هو 370 ألفاً و 260 لاجئاً سورياً تحت بند الحماية المؤقتة من أصل مليون و670 ألفاً و 712 من السكان (العدد الإجمالي في الولاية)، مشيراً إلى أنّ ثمّة من يتلاعب بالأرقام بشكل مبالغ فيه ليشوّه الحقائق. وأكّد دوغان أنّ نسبة السوريين لا تزيد عن 18.14 في المائة من إجمالي عدد السكان.

وفي تصريحات صحافية سابقة، أوضح دوغان أنّ الادعاء بأنّ 70 إلى 80 في المائة من الأطفال المولودين في الولاية هم من السوريين هو خاطئ تماماً، ويُعَدّ تشويهاً وتلاعباً بالأرقام. وذكر أنّ أعداد الولادات في هاتاي بين يونيو/ حزيران 2021 ويونيو 2022 بلغ 32 ألفاً و782 ولادة، من بينهم 22 ألفاً و 779 طفلاً تركياً ونحو 10 آلاف طفل سوري. وبالتالي فإنّ الأطفال السوريين يشكّلون فقط ربع الولادات في الولاية.

المساهمون