تفاصيل خطة المغرب لإنقاذ الطفل ريان من الموت

04 فبراير 2022
عملية الإنقاذ في مراحلها الأخيرة (فرانس برس)
+ الخط -

فيما دخلت عملية إنقاذ الطفل ريان، العالق منذ أكثر من 66 ساعة في بئر عميقة لا يتجاوز قطرها 30 سنتمتراً، في ضواحي مدينة شفشاون، شمالي المغرب، صباح الجمعة، مرحلة حاسمة، تُثار أسئلة حول مدى نجاعة خطة السلطات المغربية لانتشال "طفل الجب".
وفي اليوم الرابع لوقوع المأساة، تُسارع فرق الإنقاذ الخطى لاستكمال تنفيذ خطة اعتمدتها السلطات المغربية، مباشرة بعد فشل محاولات إنقاذ الطفل ريان بالاعتماد على متطوعين ليل الأربعاء، وتقوم الخطة على إحداث حفرة موازية بنفس عمق المكان الذي علق فيه، ثم إحداث فجوة في البئر لانتشاله.
كما تعتمد خطة خلاص الطفل ريان من الموت على استعمال آليات ثقيلة للحفر بشكل متوازٍ ومائل مع الثقب المائي، بحذر واحتياط كبيرين، مخافة أن تتسبب عمليات الجرف في انهيار البئر.
ولجأ رجال الإنقاذ بعد انتهاء عملية الحفر العمودي في حدود الساعة الثانية من صباح الجمعة، إلى الانتقال إلى أصعب مرحلة في عملية الإنقاذ من خلال مباشرة الحفر الأفقي والاستعانة بأنابيب ضخمة من أجل إقامة نفق بطول ثلاثة أمتار لبلوغ مكان الطفل ريان وتجنّب وقوع أي انهيارات محتملة قد تفاقم الأزمة وتحول دون إنقاذه.

سباق ضد الزمن لإنقاذ طفل مغربي من بئر عميقة وضيقة جداً

وتركزت جهود الإنقاذ خلال الساعات الأخيرة على إنشاء حفرة موازية للبئر التي سقط فيها الطفل ريان، مع الاقتراب إلى العمق الموازي لمكان وجوده.
وكان الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، مصطفى بايتاس، قد كشف أمس الخميس، أنّ "لجان الإنقاذ المحلية وضعت 3 سيناريوهات تحت إشراف رئيس الحكومة عزيز أخنوش، ووزيري الداخلية عبد الوافي لفتيت، والصحة خالد أيت الطالب، من أجل إنقاذ الطفل".
وأوضح أنّ "السيناريو الأول يتمثل في توسيع البئر، مع الأخذ في الاعتبار احتمال سقوط الأحجار والأتربة، والثاني إنزال رجال الإنقاذ والذي جرى بالفعل ولكن دون جدوى بسبب اصطدامهم بعوائق".
وأضاف: "أما السيناريو الثالث فيتمثل في الحفر الموازي للبئر للوصول إلى الطفل عبر منفذ".

وصباح اليوم الجمعة، تواصلت أشغال الحفر العمودي لإنجاز الحفرة الموازية للثقب المائي الذي سقط فيه الطفل ريان، في حين كشف مصدر مسؤول أنّ أشغال الحفر مكّنت من تجاوز عمق 28 متراً في أشغال الحفر العمودي، مضيفاً أنّ الاستعدادات جارية أيضا للشروع في الحفر الأفقي مباشرة بعد بلوغ عمق 32 متراً.
وأضاف، في حديث مع وكالة الأنباء الرسمية، أنّ أشغال الحفر كانت تتوقف من حين لآخر من أجل أخذ القياسات اللازمة لكون عملية الإنقاذ وصلت إلى مرحلة معقدة، وللقيام أيضاً بالتدخلات الضرورية لتفادي انهيار التربة.
واستعانت فرق السلطات المغربية، منذ صباح الأربعاء، بـ6 آليات ثقيلة والعشرات من عناصر الوقاية المدنية والسلطات المحلية والقوات المساعدة ورجال الدرك، في عملية الإنقاذ، في حين أن آليات تقوم بالحفر بالموازاة مع الثقب المائي.

كما عملت أطقم الإنقاذ على إنزال كاميرا تستعمل في مهام الغوث للتأكد من الوضع الصحي للطفل ريان وللتواصل معه لإبقائه واعياً، كما تمّ إنزال أنبوبي ماء وأوكسجين، وتمّ تزويده بهاتين المادتين الحيويتين لإطالة صموده في انتظار إنقاذه.

المساهمون