تعهدات دولية بصرف ثلاثة مليارات دولار لمكافحة كورونا

12 مايو 2022
ارتفع عدد الإصابات بكوفيد-19 في أفريقيا بنسبة 12% (ناصر طلال/الأناضول)
+ الخط -

تعهّد المشاركون في قمّة دولية افتراضية، اليوم الخميس، بصرف أكثر من ثلاثة مليارات دولار أميركي للتصدّي للأزمة الوبائية، بحسب ما أعلن البيت الأبيض الذي يواجه صعوبات في إقناع الكونغرس بتمويل سياسته لمكافحة كورونا. وسوف يُخصَّص مليارا دولار من المبلغ الإجمالي لـ"الاستجابة الفورية" لمكافحة الوباء، و962 مليون دولار لصندوق البنك الدولي المخصّص للوقاية من الأوبئة في المستقبل، بحسب الرئاسة الأميركية.

وكانت الولايات المتحدة الأميركية قد أعلنت عن زيادة مساهمتها في هذا الصندوق بمقدار 200 مليون دولار، ليصل بذلك إجمالي المساهمة الأميركية إلى 450 مليون دولار. جاء ذلك بالموازاة تجاوز إجمالي عدد الوفيات المرتبطة بفيروس كورونا الجديد (سارس.كوف.2) ومتحوّراته في البلد الأكثر تأثّراً بالوباء عتبة مليون وفاة، الأمر الذي دفع البيت الأبيض إلى حضّ الأميركيين والكونغرس على "عدم التهاون والحفاظ على إرادة سياسية قوية".

وفي بيان مشترك، كان وعد لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس الأميركي جو بايدن بالعمل معاً لحلّ المشكلات اللوجستية المتعلقة بإدارة اللقاحات المضادة لكوفيد-19 الممنوحة للدول النامية وسط الجائحة المستمرة.

وقد استضافت واشنطن القمة بالاشتراك مع ألمانيا التي ترأس حالياً مجموعة السبع وإندونيسيا التي ترأس مجموعة العشرين والسنغال التي ترأس الاتحاد الأفريقي وبليز التي ترأس رابطة دول الكاريبي. وسبق أن عُقدت نسخة أولى للقمة في سبتمبر/ أيلول 2021.

وقد حضّ حينها الرئيس الأميركي جو بايدن الدول الأخرى على الاستثمار من أجل تحصين 70% من سكان كلّ الدول في غضون عام. لكنّه هذه المرّة في موقف أضعف، بعدما فشل في الحصول على التمويل الذي يحتاج إليه من الكونغرس. فبايدن طلب من الكونغرس التصويت لمصلحة حزمة بقيمة 22.5 مليار دولار لتمويل طارئ لمكافحة كورونا، من بينها خمسة مليارات للاستخدام الدولي.

وقد أرسلت الولايات المتحدة الأميركية حتى الآن 500 مليون جرعة إلى أكثر من 100 دولة. لكنّ المفاوضات في الكونغرس قادت حتى الآن إلى تخفيض قيمة الحزمة إلى عشرة مليارات واستبعاد الأموال المخصّصة لمكافحة الفيروس على الصعيد الدولي. و

ركّزت المعارضة في الكونغرس على انتقاد الأموال المخصصة لمساعدة بلدان أخرى. ورداً على ذلك، حذّر البيت الأبيض من أنّه بدون تمويل إضافي "لن تكون الولايات المتحدة قادرة على شراء علاجات جديدة قادرة على إنقاذ حياة الأميركيين. وسوف تكون الولايات المتحدة أقلّ قدرة على الحدّ من انتشار المتحوّرات الجديدة من الفيروس الآتية من أنحاء العالم. وسوف تكون الولايات المتحدة أقلّ قدرة على الاستمرار في تحصين الناس... لإنقاذ الأرواح هنا وفي أماكن أخرى".

في سياق متصل، أعلنت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، أنّ إجمالي عدد الوفيات بكوفيد-19 المؤكدة المسجّلة في دول المنظمة في منطقة أوروبا التي كانت بؤرة للوباء، تجاوز عتبة مليونَي شخص. وتضمّ منطقة أوروبا في المنظمة 53 من الدول والمناطق، عدد منها في آسيا الوسطى. وتظهر بيانات المنظمة أنّ مليونَين وألفين و58 شخصاً قضوا بكوفيد-19 من بين 218 مليوناً و225 ألفاً إصابة مسجّلة في المنطقة.

من جهة أخرى، قال مدير التأهب والاستجابة للطوارئ في مكتب منظمة الصحة العالمية الإقليمي لأفريقيا عبد السلام جوي، اليوم الخميس، إنّ الزيادة الحالية في الإصابات بكوفيد-19 بمنطقة الجنوب الأفريقي تعود إلى المتغيّرات الفرعية من متحوّر أوميكرون بالإضافة إلى تخفيف إجراءات الصحة العامة. وشدّد جوي على أنّ "هذا الارتفاع في الحالات هو علامة تحذير مبكر نراقبها عن كثب. وقد حان الوقت الآن لكي تزيد الدول من استعدادها وتكفل التحرّك الفعّال في حالة حدوث موجة وبائية جديدة".

ويأتي كلام جوي في وقت أفادت فيه منظمة الصحة العالمية، في أحدث تقييم لها لجائحة كورونا، بأنّ عدد الإصابات الجديدة بكوفيد-19 المبلّغ عنها في كلّ أنحاء العالم يستمرّ في الانخفاض في حين ارتفع في الأميركيتَين (بنسبة 14%) وفي أفريقيا (بنسبة 12%). وقد حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس في هذا الإطار، من أنّ "الحالات المتزايدة في أكثر من 50 دولة تسلّط الضوء على تقلّب هذا الفيروس".

(فرانس برس، رويترز، أسوشييتد برس)

المساهمون