تقدر دراسات عدة بأن نحو 75 في المائة من البالغين يعانون من الصداع، أو يتعرضون لنوبات وجع في الرأس. وفي إبريل/ نيسان العام الحالي، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن باحثين حللوا نتائج 350 منشوراً لدراسات عملية، قولهم إن "52 في المائة من الأفراد حول العالم عانوا من اضطراب الصداع عام 2021".
وتتراوح درجات اضطرابات الصداع من مجرد الشعور بإزعاج إلى الإصابة بإعاقات بدنية، وتشمل الصداع النصفي، وذلك الناتج عن التوتر وغيرها. ويقدر باحثون بأن نحو 15.8 في المائة من الناس في أنحاء العالم يعانون من الصداع يومياً.
وتكشف بيانات اختلافات في أنواع اضطرابات الصداع، بحسب معايير مثل الجنس والمنطقة الجغرافية. وتشير إلى أن الإناث أكثر تعرضاً للصداع من الذكور، بنسبة 57.8 في المائة مقابل 44.4 في المائة للذكور، وأن 8.6 في المائة من الذكور أبلغوا عن إصابتهم بصداع نصفي، مقابل 17 في المائة من الإناث. ويسجل عدد أكبر من حالات الصداع لدى سكان البلدان ذات الدخل المرتفع، مقارنة بأولئك في البلدان المنخفضة الدخل.
الأسباب والخيارات
وتختلف أسباب الصداع، إذ يرتبط بعضها بعوامل وراثية، وأخرى بالروتين اليومي للناس على صعيد كمية الغذاء ونوعيته، وضغط العمل، وقلة النوم، وأسباب أخرى تؤدي إلى الإجهاد، وبالتالي إلى الإصابة بالصداع.
ويقول مختص الصحة العامة الدكتور سامر جرادي لـ"العربي الجديد": "إذا كان الصداع حالة مؤقتة يشعر بها الشخص بين حين وآخر، يمكن معالجة أوجاعه بطرق عدة، أما إذا تعلق بأمراض أخرى فلا بدّ من الخضوع لعلاجات طبية بدلاً من تلك العادية".
ويجمع الخبراء على أنه يمكن علاج الصداع الخفيف، أو غير المرتبط بأمراض مزمنة، أو ينتج من أورام في الرأس، بطرق بديلة، بعيداً من المسكنات الطبية، وبينها:
1- النظام الغذائي
"يساعد الابتعاد عن تناول الشوكولاتة تحديداً في تخفيف أوجاع المرضى، لأنها تحتوي على عناصر تضغط على الجهاز العصبي لهؤلاء المرضى، ما يزيد حدة وجع الرأس". هذا ما تقوله مختصة التغذية الدكتورة فاطمة حسون لـ"العربي الجديد"، مع تأكيدها أن تجنب المأكولات المصنّعة وتلك الجاهزة والمعجنات يساعد في هذا الأمر أيضاً.
2- النظام النباتي
يعد النظام النباتي، بحسب حسون، بين الأفضل لمساعدة الأشخاص في تخفيف أوجاع الرأس. وتقول: "يمكن أن تساعد عناصر غذائية، مثل الأعشاب أو الخضراوات الورقية، منها السبانج والروكا، في تخفيف الصداع لأنها تحتوي على عنصر الماغنيسيوم الذي يضبط درجة الصداع".
3- تناول الكافيين
"تساعد مادة الكافيين في ضبط تدفق الدم إلى الدماغ. ويشعر عادة من يعاني من صداع حاد أو نصفي، بتوسع الأوعية الدموية حول الدماغ، في حين يسهم تناول الكافيين في تضييق هذه الأوعية، ويقلل من تدفق الدم".
هذا ما تقوله مختصة التغذية سالي السيد.
4- شرب الماء
يخفف تناول ما بين 6 إلى 8 أكواب مياه يومياً الصداع، بحسب ما يرى جرادي، فيما تشير دراسة نشرها موقع "ميديكال نيوز توداي" الطبي البريطاني إلى أن "تناول كميات معتدلة من الماء يحقق التوازن في كميات السوائل والإلكتروليتات كي تعمل بشكل صحيح". وتعرف الإلكتروليتات بأنها المعادن، مثل البوتاسيوم والصوديوم، التي تنظم الوظائف المختلفة للجسم.
وتوضح الدراسة أن الجسم يفقد الماء يومياً من خلال أنشطة مثل التعرق والتبول. وفي حال عدم تناول كميات معتدلة من الماء، يتسبب ذلك بجفاف ذي مضاعفات صحية، بينها الصداع، ولذا يعتبر تناول الماء أساسياً لتخفيف أوجاع الرأس.
5- ممارسة الرياضة
"من المهم ممارسة رياضة لتخفيف الصداع. والأشخاص الذين يفعلون ذلك بشكل منتظم، خصوصاً في الهواء الطلق، أقل عرضة للإصابة بالصداع". هذا ما يتفق عليه جرادي وحسون.
6- النوم
يساعد النوم عملياً في تخفيف أوجاع الرأس. وقد ربطت دراسة نشرها موقع "هيلثلاين" الطبي بين الحصول على قسط كافٍ من النوم، وعدم الإصابة بالصداع. وأوردت أن النوم أكثر من 6 ساعات يومياً يخفف الأوجاع، في حين يزيد الحرمان من النوم إنتاج بروتينات تتسبب في الألم المزمن، وصولاً إلى الشعور بالصداع.
7- تجنب الروائح القوية
"لدى الأشخاص الذين يعانون من صداع فرط في الحساسية تجاه الروائح، وبالتالي تزداد أوجاعهم لدى استنشاقهم روائح قوية، ما يحتم تجنب أولئك الأكثر حساسية للروائح العطور ودخان السجائر، تمهيداً لتقليل فرص الإصابة بصداع نصفي". هذا ما توضحه مختصة التغذية السريرية وخبيرة الصحة سوزي سوير لصحيفة "ذي أندبندنت" البريطانية.