تعرفي إلى 5 أنواع من سرطان الجهاز التناسلي تصيب النساء

رغم أن أمراض سرطان الجهاز التناسلي من أكثر أنواع السرطان التي تصيب النساء عالمياً، لكن غياب التوعية حول الأنواع والأعراض تزيد من انتشارها، وتؤدي في المحصلة إلى ارتفاع حصيلة الوفيات السنوية.

كشفت دراسات أجراها "الصندوق العالمي لأبحاث السرطان"، ومقره في بريطانيا، أن 8.8 ملايين امراة أصابهن أحد أنواع سرطان الجهاز التناسلي خلال عام 2020، من إجمالي مجموع إصابات عالمية بالسرطان بلغت 19 مليون إصابة، ووجدت دراسة استقصائية أجرتها مؤسسة The Eve Appeal الخيرية لأبحاث سرطان النساء، أن امرأة واحدة من كل ثلاث نساء، ليس لديها أي فكرة عن أنواع سرطان الجهاز التناسلي، وأن 2 في المائة من النساء فقط على معرفة تامة بأنواعه.
يطلق مصطلح سرطان الجهاز التناسلي على جميع الأنواع التي يمكن أن تحدث في الأعضاء التناسلية للنساء، بحسب تعريف المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، وفي حين لا يوجد اختبارات للكشف عن بعض أنواع السرطانات النسائية، تتشابه الأعراض مع أعراض أمراض عادية، مثل الشعور بالانتفاخ، أو الأوجاع التي تشعر بها النساء أثناء الدورة الشهرية.
ويقول أخصائي الأمراض النسائية، سليم أبي صالح، إنه "ينبغي التدقيق في الأعراض التي تتعرض لها النساء، والتي يمكن تقسيمها إلى عوارض مشتركة، وعوارض خاصة لكل مرض. العوارض المشتركة تبدأ في المرحلة الأولى للمرض، وتشمل انتفاخا في البطن، وقلة الشهية، وضعفا بالجسم، وأوجاعا في الحوض، وتزداد حدة مع تطور المرض، أما العوارض الخاصة فتشمل حصول نزيف، أو تغيير في شكل ولون الأعضاء".
ويلفت إلى وجود 5 أنواع من سرطان الجهاز التناسلي التي تصيب النساء، وهي سرطان عنق الرحم الذي يصيب الطرف السفلي الضيق للرحم، وسرطان بطانة الرحم الذي يصيب الرحم بأكمله، وسرطان المبيض الذي يصيب المبايض الموجودة على جانبي الرحم، وسرطان المهبل الذي يصيب القناة المجوفة التي تشبه الأنبوب بين أسفل الرحم وخارجه، وأخيراً سرطان الفرج الذي يصيب الجزء الخارجي من الأعضاء التناسلية الأنثوية.

أعراض سرطانات الجهاز التناسلي متباينة وبعضها غامض

ويضيف الطبيب اللبناني أن "كل نوع من أنواع السرطان النسائية فريد من نوعه، وله طرق وقائية مختلفة، وأيضاً طرق علاجية مختلفة، وجميع النساء معرضات لخطر الإصابة، وترتفع الخطورة مع التقدم في العمر، وتختلف عوارض أنواع سرطانات الجهاز التناسلي، فعند الإصابة بسرطان عنق الرحم مثلاً تظهر عوارض منها حصول نزيف مهبلي بعد الجماع، أو بين الدورات الشهرية، أو بعد انقطاع الطمث".
ويعد "سرطان عنق الرحم" من أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بين النساء في أنحاء العالم، وسجلت أكثر من 600 ألف إصابة جديدة في عام 2020، حسب بيانات منظمة الصحة العالمية، ومن بين ما يقدر بنحو 342 ألف وفاة بسبب سرطان عنق الرحم في عام 2020، حدثت 90 في المائة من الوفيات في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.
والنساء المصابات بفيروس نقص المناعة البشرية "إيدز" أكثر عرضة للإصابة بسرطان عنق الرحم بستة أضعاف مقارنة بالنساء غير المصابات، وفي البلدان ذات الدخل المرتفع، تتوفر برامج تمكن الفتيات من التلقيح ضد فيروس الورم الحليمي البشري، كما تمكن النساء من الفحص المنتظم، وتتيح لهن العلاج المناسب.
ولا تختلف عوارض "سرطان الرحم" كثيراً عن "سرطان عنق الرحم"، لكنها عادة ما تكون أكثر حدة، وتشمل النزيف، أو إفرازات مهبلية غير طبيعية، إضافة إلى ألم في منطقة الحوض، وحسب بيانات الصندوق العالمي لأبحاث السرطان، يصنف هذا النوع في المرتبة الخامسة عشرة من بين الأنواع الأكثر شيوعا للسرطان عالمياً، وسجلت أكثر من 417 ألف إصابة جديدة به في عام 2020.

صحة

التحديثات الحية

التدخين والكحول من أبرز مسببات السرطان عالمياً

ويعد التقدم في السن، والإصابة بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري من عوامل الإصابة بمرض "سرطان المهبل"، والذي تشمل أعراضه نزيفا مهبليا غير طبيعي، أو الشعور بوجود كتلة في المهبل، وحسب بيانات الجمعية الأميركية للسرطان، فإنه مرض نادر يمثل 1 إلى 2 في المائة من عدد سرطانات الجهاز التناسلي، وجزءا صغيرا جدًا من السرطانات بشكل عام، ويحدث بشكل رئيسي عند النساء المسنات.

ويصيب "سرطان المبيض" العضوين الصغيرين اللذين يخزنان البيض اللازم لإنجاب الأطفال، ويؤثر في الغالب على من تزيد أعمارهن عن 50 سنة، وعادة ما تشمل الأعراض انتفاخا في المبيض، وحدوث أوجاع مؤلمة في المنطقة السفلى من البطن، وحسب الجمعية الأميركية للسرطان، فإن خطر الإصابة بسرطان المبيض يهدد واحدة من بين كل 78 امرأة.
وعادة ما يتشكل "سرطان الفرج" على شكل كتلة أو قرحة في الفرج تسبب الحكة، كما يتغير لون الجلد، مع حصول نزيف مهبلي غير منتظم، وهو يشكل نحو 6 في المائة من السرطانات التي يتم تشخيصها في الأعضاء التناسلية الأنثوية، وأقل من 1 في المائة من جميع سرطانات النساء، وتم تشخيص ما يقدر بنحو 45240 إصابة بسرطان الفرج في عام 2020.

طرق علاج سرطانات الجهاز التناسلي للنساء

ويقول الطبيب سليم أبي صالح إنه يوجد ثلاث طرق لمعالجة الأنواع المختلفة من السرطانات، إما جراحي عبر الاستئصال، سواء الكلي أو الجزئي، او باستخدام العلاج الكيميائي، وهناك أيضاً العلاج بالأشعة، مضيفاُ أنه "في بعض الحالات قد تستخدم طريقتان للعلاج معاً حسب الحالة الصحية ومدى انتشار المرض، وبالنسبة للجراحة، فهناك نوعان، هما الجراحة الراديكالية أو المحافظة، وذلك بحسب سن المرأة، وانتشار المرض، ورغبتها في الإنجاب".
ويتابع: "في النوع الأول، يتم استئصال العضو، وخصوصاً في سرطان المبيض، وبالتالي تصبح السيدة غير قادرة على الإنجاب، كما يمكن استئصال جزء من الأعضاء المصابة بالمرض، وإضافة إلى ذلك، تخضع المرأة للعديد من العلاجات، بما في ذلك العلاج الكيميائي، أو العلاج بالأشعة، وفي بعض الأحيان يمكن استخدام هذه العلاجات بدلا من إجراء جراحة".