تظاهرة مناصرة لغزة في باريس بعد فضّ اعتصام طلاب جامعة السوربون

تظاهرة مناصرة لغزة في باريس بعد فضّ اعتصام طلاب جامعة السوربون

29 ابريل 2024
من تظاهرة تضامن مع غزة أمام جامعة السوربون في باريس، 29 إبريل 2024 (فرانس برس، الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- قوات الأمن الفرنسية تدخل جامعة السوربون لإخراج ناشطين مناصرين للفلسطينيين، مما يعكس تزايد النشاط الطلابي في فرنسا تضامنًا مع فلسطين.
- فض الاعتصام بالقوة يؤدي إلى احتجاجات خارج الجامعة، تجمع حوالي 300 متظاهر معلنين تضامنهم مع فلسطين ومنددين بالحرب الإسرائيلية على غزة.
- الحراك الطلابي يمتد عالميًا إلى جامعات في الولايات المتحدة، بريطانيا، ألمانيا، وكندا، مما يشير إلى تنامي التضامن الدولي مع فلسطين وتأثير الحركات الطلابية في تشكيل الرأي العام.

دخلت قوات الأمن الفرنسية، اليوم الاثنين، إلى حرم جامعة السوربون المرموقة في باريس من أجل إخراج ناشطين مناصرين للفلسطينيين نصبوا خيماً في حرمها، وذلك في إطار تحرّك يأتي بعد أيام من آخر مماثل شهد توتّرات في جامعة سيانس بو الباريسية العريقة. وقد أُجلي نحو خمسين محتجّاً من المشاركين في اعتصام طلاب جامعة السوربون من الحرم الجامعي، ثمّ اقتيدوا في مجموعات تحت حراسة أمنية. ويأتي تحرّك هؤلاء الطلاب بالتزامن مع تحرّكات أخرى مماثلة في جامعات بدول عدّة، الهدف منها التضامن مع فلسطين وقطاع غزة خصوصاً ضدّ الحرب الإسرائيلية المدمّرة، والتنديد بالإبادة الجماعية التي تُرتكَب في حقّ فلسطينيي غزة.

وقال أحد المشاركين في اعتصام طلاب جامعة السوربون اليوم، اكتفى بالتعريف عن نفسه باسم ريمي وبأنّه يتابع دراسته في التاريخ والجغرافيا، "كنّا نحو خمسين شخصاً عندما وصلت الشرطة مسرعة إلى الحرم الجامعي". أضاف الطالب البالغ من العمر 20 عاماً، أنّ "العملية كانت عنيفة جداً، وقد سُحل نحو عشرة أشخاص، من دون توقيف أحد".

من جهتها، أفادت الشرطة الفرنسية بأنّ عملية فض اعتصام طلاب جامعة السوربون استغرقت "بضع دقائق" فقط، ونُفّذت "بهدوء ومن دون حوادث". وكان مقرّبون من رئيس الوزراء الفرنسي غابريال أتال قد نقلوا أنّ الأخير "يتابع الأوضاع عن كثب"، وقد "طلب إخلاء السوربون سريعاً" من المحتجّين تماماً كما فعل لإخراج المحتجّين من "جامعة سيانس بو، يوم الجمعة الماضي".

وأوضحت إدارة الجامعة لوكالة فرانس برس، في وقت سابق من اليوم الاثنين، أنّ "السوربون سوف تغلق أبوابها (اليوم الاثنين) عصراً بقرار من رئاستها"، مشيرة إلى أنّ "قاعات المحاضرات أُخليت قرابة الظهر". بحسب إدارة الجامعة، فقد تجمّع نحو 30 ناشطاً في حرم الجامعة حيث نُصبت 12 خيمة إلى جانب علم فلسطين. لكنّ أحد المحتجّين قال، في المقابل، إنّ ما بين 20 خيمة و30 نُصبت في حرم الجامعة.

وبعدما فضّت الشرطة الاعتصام الطالبي في حرم السوربون الجامعي، خرجت تظاهرة مناصرة لفلسطين أمام الجامعة. وبحسب صحيفة لو موند الفرنسية، فقد انتقل الاعتصام إلى الشارع أمام الجامعة، وقد تزايد عدد المشاركين فيه بدلاً من إخماده وبحسب ما كان مأمولاً. وحمل المتظاهرون، الذين بلغ عددهم نحو 300 عندما طوّقتهم الشرطة عصر اليوم، علماً فلسطينياً ضخماً، وأطلقوا هتافات مؤيّدة لفلسطين ومندّدة بالحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة لليوم 206.

وقد أطلق هؤلاء المتظاهرون الذين احتشدوا أمام الجامعة، بحضور ثلاثة من نواب الحزب اليساري الراديكالي "فرنسا الأبية"، هتافات من بينها "إسرائيل قاتلة والسوربون متواطئة". كذلك توجّه هؤلاء إلى سواهم من الطلاب، هاتفين "لا تنظروا إلينا، بل انضموا إلينا". وقد أكد طلاب من جامعة السوربون أنّهم "هنا استجابةً لدعوة الطلاب في جامعتَي هارفارد وكولومبيا" الأميركيّتَين.

يُذكر أنّ الشرطة الفرنسية نادراً ما تتدخّل في جامعة السوربون، إذ إنّ للصرح رمزية تاريخية في إطار الانتفاضات الطالبية. لكنّ تدخّل اليوم لفضّ اعتصام الطلاب أتى بعد ثلاثة أيام من توتّرات سُجّلت في جامعة سيانس بو، بعد تعبئة جزئية للطلاب في السياق نفسه.

في سياق متصل، أعرب "فرنسا الأبية"، الذي اتّهمته حكومة باريس والمعارضة اليمينية بصبّ الزيت على نار التحرّك الاحتجاجي، عن أمله بأن "يزداد زخم" التعبئة من أجل غزة، وذلك بالتزامن مع فضّ اعتصام طلاب جامعة السوربون اليوم. من جهته دعا اتحاد طالبي إلى "تعبئة في المدارس من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والاعتراف بدولة فلسطينية ووقف الاستيطان".

وتواجه المنظمات الشبابية الفرنسية المؤيّدة للتعبئة الفلسطينية تصلّب الحكومة التي لا تريد أن يمتدّ نطاق التحرّك في جامعات الولايات المتحدة الأميركية إلى فرنسا مع قرب انتهاء العام الدراسي. وفي هذا الإطار، قالت الطالبة لوريليا فيرغو لوكالة فرانس برس: "نحن هنا تلبيةً لدعوة أطلقها طلاب جامعتَي هارفارد وكولومبيا" الأميركيّتَين. يُذكر أنّ الحراك الطالبي الأميركي انطلق من جامعة كولومبيا في نيويورك، قبل 11 يوماً، في 18 إبريل/ نيسان الجاري، عندما نفّذ طلاب رافضون للحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين في قطاع غزة اعتصاماً في حرم جامعتهم، مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية وسحب استثماراتها في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية.

ومع تدخّل الشرطة الأميركية واعتقال عشرات من الطلاب المحتجّين إلى جانب عدد من الأكاديميين، توسّعت حالة الغضب لتمتدّ الاحتجاجات إلى جامعات تتوزّع في مختلف الولايات الأميركية، من بينها جامعات رائدة مثل "هارفارد" و"جورج واشنطن" و"نيويورك" و"ييل" و"نورث كارولينا" و"معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا". وفي وقت لاحق من شهر إبريل الجاري، توسّع زخم الحراك الطلابي، غير المسبوق في دعم فلسطين بالولايات المتحدة الأميركية، إلى جامعات أخرى في فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا وغرها. وقد سُجّلت في تلك الجامعات تحرّكات داعمة لاحتجاجات الطلاب في الجامعات الأميركية، ومطالبة بوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وبمقاطعة الشركات التي تزوّد إسرائيل بالأسلحة.

(فرانس برس، الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون