تظاهرات شعبية جنوبي العراق لحل أزمة الكهرباء

26 يونيو 2024
احتجاجات على أزمة الكهرباء قرب محطة الناصرية الحرارية، 24 يونيو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تظاهرات في جنوب العراق، خاصة في محافظة ذي قار، احتجاجًا على تراجع تجهيز التيار الكهربائي وسط درجات حرارة مرتفعة، مع إغلاق المتظاهرين لمباني حكومية مطالبين بحلول عاجلة.
- انقطاعات الكهرباء تفاقمت بسبب احتراق محطات وخطوط نقل بالإضافة إلى توقف خطوط إيرانية لأسباب مجهولة، مما أثار استياء المواطنين ودفعهم للتظاهر.
- الحكومة تتحرك لمعالجة الأزمة بإرسال وفد فني إلى ذي قار لتحسين جودة الطاقة والاتفاق على إنشاء محطة توليد جديدة، فيما تعلن هيئة الأنواء الجوية عن تراجع درجات الحرارة المتوقع.

انطلقت، الأربعاء، تظاهرات شعبية جنوبي العراق احتجاجاً على تراجع تجهيز التيار الكهربائي الذي تزامن مع وصول درجات الحرارة إلى نصف درجة الغليان، وسط تحرك حكومي لإيجاد معالجات للأزمة.

ومنذ نحو أسبوعين شهدت عدة محافظات في العراق تراجعاً ملحوظاً في ساعات تجهيز الكهرباء إثر احتراق محطات وخطوط نقل ومحوّلات بسبب الأحمال الزائدة وارتفاع درجات الحرارة، كما توقفت الخطوط الإيرانية (ديالى - ميرساد)، و(خانقين - سربيل زهاب)، لأسباب مجهولة من قبل الجانب الإيراني، فيما تسبب ذلك بخروج تظاهرات شعبية في عدد من المحافظات، خاصة الجنوبية.

تظاهرات شعبية جنوبي العراق لحلّ أزمة الكهرباء

واليوم الأربعاء، شهدت محافظة ذي قار خروج عشرات المتظاهرين المطالبين بحلول عاجلة لأزمة الكهرباء، وأغلق المتظاهرون مبنى إدارة المحافظة ومجلس المحافظة، مؤكدين أن تظاهراتهم سلمية وأنهم سيتراجعون عندما تتوفر المعالجات.

ولم تسجل التظاهرات أي صدامات مع عناصر الأمن ولا إغلاق طرق. ووفقا للناشط المدني في المحافظة حسن الركابي، فإن "التظاهرات تعبير عن حالة عدم الرضا إزاء الحلول التي وعدت بها وزارة الكهرباء لتجاوز الأزمة"، مبينا في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "الوزارة وعدتنا بأن يكون الصيف الحالي مختلفا وأن ساعات التجهيز ستكون أفضل، إلا أن ما حدث هو العكس، فقد تراجعت ساعات التجهيز بشكل كبير".

وأشار إلى أن "الأهالي يكابدون حرارة الجو من دون تيار كهربائي، وأننا هنا نطالب بأبسط حقوقنا وهي الكهرباء التي تعد من أقل الخدمات"، داعيا وزارة الكهرباء والحكومة المحلية إلى "تحمل مسؤوليتها إزاء الملف، وتسخير إمكانياتها لتجاوز الأزمة".

كما شهدت محافظة بابل، صباح اليوم أيضا، تظاهرات مماثلة طالبت بتوفير المياه إلى جانب الكهرباء.

مقابل ذلك، أرسل وزير الكهرباء زياد علي فاضل، اليوم الأربعاء، وفداً فنياً رفيعاً إلى ذي قار بصحبة جهد خدمي لتحسين جودة الطاقة الكهربائية في المحافظة. وأعلن رئيس مجلس محافظة ذي قار عبد الباقي العمري الاتفاق مع وفد وزارة الكهرباء في زيارته للمحافظة على الشروع بجدية بإنشاء محطة توليد لتعزيز الإنتاج ومنع الإطفاء عن بعد من قبل السيطرة المركزية مع منح مدراء الفروع صلاحيات أوسع لتسهيل حل المشاكل الآنية. وقال العمري في مؤتمر صحافي إن "الاجتماع مع وفد الوزارة خرج بعدة توصيات مهمة ستنعكس إيجابيا على تجهيز الطاقة لأبناء المحافظة".

إلى ذلك، أعلنت الهيئة العامة للأنواء والإرصاد الجوي في العراق عن تراجع في درجات الحرارة عما كانت عليه في الأيام الأخيرة، مؤكدة في بيان أن "حالة الطقس في مدن البلاد للأيام المقبلة ستشهد استقرارا وتراجعا بدرجات الحرارة"، مشيرة إلى "تصاعد غبار خفيف في بعض المناطق مع فرص لتساقط زخات مطر بالمناطق الشمالية".

وتعد أزمة تجهيز الطاقة في العراق من الأزمات المستعصية، خاصة في فصل الصيف، إذ تتسبب سنويا بموجات من التظاهرات الشعبية الغاضبة وبمطالبات بمحاسبة المسؤولين، وسط صعوبات تواجهها الحكومات المتعاقبة على البلاد منذ العام 2003 التي لم تستطع وضع المعالجات لهذا الملف الذي يلامس المواطنين مباشرة.

 

المساهمون