استمع إلى الملخص
- **فوائد التطعيم وتفاصيل اللقاحات**: التطعيمات تمنع انتشار الأمراض في المدارس، تقلل من الزيارات الطبية، وتشمل لقاحات الحصبة، السعال الديكي، التيفوئيد، التهابات الكبد، التهاب السحايا والإنفلونزا.
- **مخاطر عدم التطعيم ونصائح صحية**: عدم التطعيم يزيد من خطر الإصابة بأمراض خطيرة. نصائح صحية تشمل غسل اليدين، أخذ لقاحات الإنفلونزا، اتباع نظام غذائي صحي، والنوم الكافي.
يكتسي تطعيم الأطفال قبل المدارس أهمية كبيرة تتجسد في حمايتهم من الإصابة بعدة أمراض أحياناً تكون فتاكة. إذ تعمل اللقاحات على تحفيز الدفاعات الطبيعية في الجسم، مما يهيّئه لمكافحة الأمراض على نحو أسرع وأكثر فاعلية.
وفقاً لأرقام منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، فإن اللقاحات تنقذ حياة ما بين 2 إلى 3 ملايين شخص كل عام. إنها أدوات أساسية لحماية أنفسنا ومجتمعاتنا. وتشير التقديرات إلى أن لقاحات الحصبة وحدها حالت دون وقوع أكثر من 21 مليون حالة وفاة بين عامي 2000 و2017.
في ما يلي نسلط الضوء على أهمية تطعيم الأطفال قبل المدارس، من خلال إضاءات الدكتور محمد حذيفة، طبيب الأطفال وحديثي الولادة في مستشفى ميدكير الشارقة، في مقابلة له مع موقع صحتك.
تطعيم الأطفال قبل المدارس
يوضح الدكتور حذيفة أن تطعيم الأطفال قبل المدارس ضروري، مشيراً إلى أنه إذا لم يكن عمر الطفل أقل من 6 أشهر، أو كانت لديه أسباب طبية تمنعه من تلقي اللقاح، فمن المُستحسن أن يتم تطعيمه قبل بدء المدرسة. متابعا: "إن طفلك عرضة لخطر الإصابة بعدوى حادة مثل السعال الديكي الذي يمكن أن يسبب له ألماً شديداً ومعاناة وانزعاجاً إذا لم يتلق اللقاحات الخاصة به".
ويضيف: "هناك العديد من الأمراض التي لم تعد تتطور أو تنتشر بنفس الوتيرة التي كانت عليها سابقاً نتيجة لتحسن النظام الغذائي وخيارات نمط الحياة، والأهم من ذلك تلقي التطعيمات. ومع ذلك، فإن البكتيريا والفيروسات التي تسبب الأمراض ما تزال موجودة في البيئة. ومن شأن التطعيمات أن تحمي الأطفال وتقيهم من تلك البكتيريا والفيروسات في حال انتشرت مجدداً في البيئة".
اللقاحات اللازمة قبل موسم العودة إلى المدرسة
يؤكد الطبيب وفقاً لموقع "صحتك"، أن جميع التطعيمات المطلوبة والخاصة بكل فئة عمرية مذكورة في دفتر التطعيم لكل طفل، لكن لا بد من استشارة طبيب الأطفال إذا كنت تعتقد بوجود فجوات في جدول التطعيمات التي أخذها طفلك. وهناك بعض التطعيمات التي لا تعتبر إلزامية ولكن لها فوائد إضافية لتقوية جهاز المناعة للطفل ضد بعض البكتيريا والفيروسات مثل لقاحات التيفوئيد، والتهابات الكبد والتهاب السحايا والإنفلونزا.
فوائد تطعيم الأطفال
يعتبر الدكتور محمد حذيفة، أن أحد أهم أسباب تطعيم الأطفال قبل المدارس هو المساعدة في تجنب انتشار الأمراض الخطيرة التي يمكن أن تنتقل بسهولة في البيئات المدرسية. إن الأطفال في سن المدرسة هم أكثر عرضة للإصابة ونشر الأمراض المُعدية التي تمكن الوقاية منها. وعند تلقي اللقاحات، فإنهم لا يحمون أنفسهم فحسب، بل يحمون أيضاً زملاءهم في الفصل الدراسي، وكذلك المعلمين وأفراد الأسرة في المنزل، ويساعدون على حماية صحة الأشخاص من حولهم.
ويمكن أن يشكل تطعيم طفلك ضد الأمراض التي تمكن الوقاية منها طريقة ميسورة التكلفة لضمان صحته، إذ إن اللقاحات لا تقي من الأمراض المعدية فحسب، بل تقلل أيضاً عدد الزيارات الطبية وتناول الأدوية والدخول إلى المستشفيات لتلقي العلاج. وعلى المدى الطويل، تكون تكلفة تطعيم طفلك أقل بكثير من تكلفة علاج أي مرض قد يصاب به من هذه الأمراض المُعدية، وفقاً للمتحدث.
ويرى حذيفة أن العديد من الأمراض التي تمكن الوقاية منها باللقاحات قد تسبب مشكلات صحية كبيرة، بما في ذلك الحاجة إلى إدخال الطفل للمستشفى للمعالجة، وفي بعض الحالات الشديدة قد تؤدي إلى الوفاة. وبالتالي، فإن تطعيم الطفل يحميه من الإصابة بهذه الأمراض الضارة. فالحصبة، على سبيل المثال، يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالالتهاب الرئوي وتلف الدماغ والموت.
وبالمثل، قد يسبب السعال الديكي مضاعفات خطيرة، بما في ذلك الالتهاب الرئوي والنوبات وتلف الدماغ والموت. ولذلك، يمكن للقاحات أن تحافظ على سلامة طفلك من بعض الأمراض الخطيرة. وتتميز اللقاحات بأنها آمنة وفعالة للأطفال في أي عمر، فهي تخضع لدراسات معمقة وأبحاث سريرية قبل ترخيصها للاستخدام، وتقوم مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بمراقبتها ورصدها باستمرار للتأكد من سلامتها وفعاليتها.
الهدف من التطعيم قبل المدارس.. وهل هو كافٍ؟
إن الهدف من اللقاحات هو السيطرة على المرض، إذ تعمل عن طريق تنبيه الجهاز المناعي للشخص بالاستجابة وحماية الجسم من فيروس أو بكتيريا معينة. وفي حال الإصابة بمرض ما، يعمل اللقاح على حماية الجسم من التعرّض لمضاعفات خطيرة. أي أنها تساهم في تعليم جهازنا المناعي كيفية إنتاج الأجسام المضادة التي تحمي الجسم من الأمراض.
يتابع الطبيب: "من الأسلم لجهازك المناعي أن يتعلم ذلك من خلال التطعيم بدلاً من الإصابة بالعدوى والمرض. بمجرد أن يدرك جهازك المناعي كيفية مكافحة المرض، يمكنه أن يوفر لك في الغالب حماية مدى الحياة. لكن على الرغم من أن اللقاحات ضرورية، فإنها لا تعتبر كافية إذا لم تترافق مع النظافة الشخصية والرعاية الصحية الجيدة والتهوية المناسبة".
هل يحتاج الأطفال إلى تطعيم الإنفلونزا؟
ينصح الطبيب بتطعيم الأطفال ضد الإنفلونزا قبل بدء المدرسة، إذ يقي التطعيم من الإصابة بارتفاع في درجة الحرارة أو احتقان في الأنف أو السعال، مما قد يؤثر على أدائه في المدرسة وعلى تحصيله العلمي.
ويشدد المتحدث على أن اللقاحات تقلل خطر الإصابة ببعض الأمراض المُعدية من خلال تعزيز دفاعات الجسم الطبيعية. يستجيب جهازك المناعي للقاحات، ومن شأن تحصين طفلك أن يحميه ويحمي الآخرين. ويُعرف هذا النوع من الحماية باسم مناعة المجتمع (أو مناعة القطيع)، وتعمل مناعة المجتمع على إبقاء معدلات المرض منخفضة في المجتمع بشكل عام، وعلى حماية الفئات الأكثر ضعفاً مثل الرضع، والمرضى الذين يتلقون علاجات طبية محددة، وأولئك الذين لديهم أجهزة مناعية ضعيفة من الإصابة بالمرض.
مخاطر عدم تطعيم الأطفال قبل المدارس
بحسب توضيحات الطبيب، فإن الأطفال الذين لا يحصلون على جميع التطعيمات في الموعد المحدد هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض تمكن الوقاية منها باستخدام اللقاحات مثل التهابات الكبد، والسل والسعال الديكي والدفتيريا. وبدون تطعيمات، يكون طفلك معرَّضاً للإصابة بمضاعفات خطيرة أو ربما الاستسلام لأمراض الطفولة. الأفراد الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة هم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى والمرض من أولئك الذين لديهم استجابة مناعية قوية.
الحالات التي يُمنع فيها تطعيم الأطفال
يتم إعفاء الأطفال الذين يعانون من حالات صحية حادة أو كامنة أو لديهم ضعف في جهاز المناعة من أخذ اللقاحات.
نصائح صحية لعودة آمنة إلى المدرسة
يقدم الطبيب حذيفة مجموعة من النصائح والتوجيهات من أجل ضمان عودة صحية آمنة لمقاعد الدراسة، وأهمها:
- توعية الأطفال بأهمية الحفاظ على نظافة جيدة عن طريق غسل اليدين بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل.
- التأكد من أخذ الأطفال لقاحات الإنفلونزا الإلزامية.
- اتباع نظام غذائي صحي.
- التأكد من حصول الأطفال على قسط وافر من النوم.
- الحرص على بقاء الطفل في المنزل إذا ظهرت عليه علامات الإصابة بأي مرض أو أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا لمنع انتقال العدوى إلى زملائه.
- توعية الأطفال حول أهمية شرب كميات كافية من الماء لأن قلة ترطيب الجسم تسبب الخمول وضعف المناعة.