تصاعد الجريمة في الداخل الفلسطيني: إضراب وحداد عام في طمرة

25 يونيو 2024
تصاعد الجريمة في الداخل الفلسطيني، يونيو 2023 (إكس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- مدينة طمرة تعيش حالة حداد وإضراب عام بعد مقتل أحمد خير ذياب، في ظل ارتفاع ملحوظ في جرائم العنف بالداخل الفلسطيني، مع تسجيل 97 ضحية منذ بداية العام.
- رئيس اللجنة الشعبية ينتقد تواطؤ الشرطة الإسرائيلية ويدعو لدور مجتمعي فعال في مكافحة الجريمة، مع خطط لتشكيل ضغط اجتماعي وميثاق مجتمعي لمقاطعة المجرمين.
- اللجنة الشعبية وبلدية طمرة تتخذ خطوات احتجاجية وتخطط لمواجهة العنف، مشيرة إلى أن مصدر السلاح هو مخازن الجيش الإسرائيلي، وتنتقد تقاعس الشرطة ومؤسسات الأمن.

تتوالى وقائع العنف والجريمة في الداخل الفلسطيني، حيث تشهد مدينة طمرة، اليوم الثلاثاء، حدادا وإضرابا عاما على خلفية مقتل الشاب أحمد خير ذياب (27 عاما)، والذي توفى ليلة أمس بعد إصابته بعملية إطلاق الرصاص في السادس من يونيو/ حزيران من الشهر الحالي حين كان يجلس في مكتبه في طمرة.

وأغلقت اليوم جميع المرافق التجارية والتربوية أبوابها في طمرة وتشهد البلدة حالة غضب عارم ومن المتوقع أن تكون جنازة الشاب ذياب في ساعات المساء من اليوم. وتشهد الجريمة في الداخل الفلسطيني ارتفاعا ملحوظا في البلدات العربية، وذلك في ظل تواطئ وتقاعس الشرطة الإسرائيلية، فمنذ بداية العام الحالي قتل 97 ضحية للعنف والجريمة والإجرام بينهم خمس نساء.

انتشار الجريمة في الداخل الفلسطيني

وفي حديث مع محمد صبح رئيس اللجنة الشعبية في طمرة قال لـ"العربي الجديد": "يخيم حزن شديد على بلدية طمرة وغضب أيضا بفعل مقتل الشاب أحمد خير ذياب والذي قتل بدم بارد حيث تم استهدافه دون أن يكون متورطا في أي تهمة"، مضيفا "في السابق، كان هناك حالات قتل لا نقلل منها ومن حجمها لكن كانت لأناس تواجدوا بالخطأ في مكان إطلاق نار. لكن في هذه الحالة نرى تصعيدا خطيرا إذ إنه تم دخول مكتب الشاب واستهدافه بشكل مباشر".


وعن دور شرطة الاحتلال الإسرائيلية في مكافحة الجريمة في الداخل الفلسطيني ومنع وقوعها أضاف صبح: "نحن نوجه أصبع الاتهام للشرطة المتواطئة مع العنف والجريمة ونرى أن هذا التواطؤ تنجم عنه هذه السلسلة من القتل ومن الدماء العربية الزكية التي باتت مباحة بالكامل". مشيرا إلى التناقض في تعامل شرطة الاحتلال مع وقائع القتل في البلدات اليهودية قائلا: "لا نرى هذه الجرائم في البلدات اليهودية وبحال حصلت جريمة كهذه نرى وصول الشرطة للجاني بكل سرعة من أجل ردع الجريمة القادمة".

وعن دور المجتمع قال صبح: "الجانب الثاني هو الدور المجتمعي إذ يجب تشكيل ضغط اجتماعي لكل من تسول له نفسه أن ينخرط ضمن عالم الإجرام، إما أن يعودوا إلى رشدهم أو سيتم تفعيل ميثاق مجتمعي يشمل مقاطعة اجتماعية وغير ذلك، وستتم صياغة هذا الميثاق في الفترة القريبة وجمع التواقيع عليه". مشيرا إلى أنهم "بصدد يوم دراسي من أجل الخروج بخطة استراتيجية تعالج هذه الحالة الأزمة التي نواجهها ضمن هذه الأدوات المتاحة لنا بصفتنا مؤسسات بلدية ولجنة شعبية ولجان أولياء أمور، وكل خطة سنقوم بها ليست بديلة عن دور المؤسسة الأمنية التي يجب أن تقوم بدورها".

واختتم صبح قائلا: "نعلم ونعرف علم اليقين أن مصدر هذا السلاح هو مخازن الجيش الإسرائيلي، وأن اليد مطلقة للمجرمين لحيازة هذا السلاح كونه موجها لصدر العربي بهذه البلاد، الشرطة وكل مؤسسات الأمن لا تأبه بهذا الفلتان الأمني، بنهاية المطاف هذا الرصاص يوجه للعربي الفلسطيني بالداخل كما يوجه للعربي الفلسطيني بكل أماكن تواجده".

وكانت بلدية طمرة قد عقدت اجتماعا طارئا ليلة أمس بعد اعلان وفاة الشاب ذياب نتيجة لإصابته بإطلاق الرصاص قبل أسبوعين. وعممت بيانا أعلنت فيه الإضراب والحداد، اليوم الثلاثاء، احتجاجا على مقتل ذياب جاء فيه: "هذه الخطوات هي الخطوات الأولية الاحتجاجية وصرخة من المجتمع الطمراوي للحد من ظاهرة العنف والجريمة في مدينة طمرة وفي مجتمعنا العربي النازف منذ سنوات بفعل هذه الآفة، تليها خطوات لاستئصالها في البعدين القريب والبعيد". 

المساهمون