تشيلي: 51 قتيلاً على الأقل بسبب حرائق الغابات

04 فبراير 2024
حرائق تشيلي (آل زولكيفلي/فرانس برس)
+ الخط -

لقي 51 شخصاً على الأقل حتفهم في حرائق الغابات التي تجتاح وسط تشيلي وجنوبها. وكان الرئيس التشيلي غابريال بوريتش قد أعلن أن 46 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم، مضيفاً أن هذه الحصيلة مؤقتة ومرشحة للارتفاع. وتتوسع رقعة الحرائق في منطقة فالبارايسو السياحية، حيث يقع منتجع فينيا ديل مار الساحلي الشهير.

وقالت وزيرة الداخلية كارولينا توها إن النيران أتت على زهاء 43 ألف هكتار السبت، وخصوصاً عند ساحل المحيط الهادئ. وأعلن بوريتش، بعد تحليقه بمروحية فوق المنطقة، أن "أربعين شخصاً لقوا حتفهم في الحرائق وستة آخرين قضوا متأثرين بحروقهم. نحن نعلم أن هذه الأعداد سترتفع".

من جهته، قال المتقاعد لويس فيال (69 عاماً)، وهو يبكي أمام أنقاض منزله في منطقة فيلا إندبندنسيا على تلال فالبارايسو حيث عُثِر على 19 ضحية: "في غضون دقيقة، فقدنا كل شيء". وقالت ماكارينا ريبامونتي، رئيسة بلدية فينيا ديل مار الواقعة على بُعد نحو مئة كيلومتر إلى الغرب من سانتياغو: "هذه كارثة غير مسبوقة، ولم تشهد منطقة فالبارايسو أبداً وضعاً بهذا الحجم".

وأشار صحافيون إلى أن رياحاً عنيفة أدت إلى تأجيج النيران لافتين إلى أن سحابة من الدخان الأسود غطت الشوارع. وفرضت السلطات حظراً للتجول ليلاً لتسهيل إمداد فرق الطوارئ بالوقود، وهي "أولوية" بحسب وكيل وزارة الداخلية مانويل مونسالفي.

وأطلِقت دعوات جديدة للإخلاء من دون أن يكون من الممكن معرفة عدد السكان الذين بقوا في منازلهم. في المجمل، كان هناك 92 حريقاً نشطاً حتى منتصف نهار السبت، بينها 40 حريقاً تحت السيطرة، معظمها في منطقة فالبارايسو، لكن أيضاً في وسط البلاد وجنوبها، كما أعلنت وزيرة الداخلية.

على تلال فالبارايسو، حيث تمتلئ الشوارع بمئات السيارات المتفحمة، تمكن الآلاف من تفقّد منازلهم المدمرة صباح السبت. وقال رودريغو بولغار، وهو سائق فقد منزله في إل أوليفار، إحدى المناطق الأكثر تضرراً بالنيران، إن الوضع "كان جحيماً، انفجارات. حاولت مساعدة جاري على إطفاء سيارته، وبدأ منزلي يحترق من الخلف. لقد أمطرت رماداً".

ويكافح رجال الإطفاء بلا كلل منذ الجمعة لإخماد العشرات من بؤر الحرائق في مناطق فالبارايسو وأوهيغينز في الوسط، ومولي وبيوبيو ولا أراوكانيا ولوس لاغوس في الجنوب. وأعلنت وزيرة الداخلية أن "الأولوية هي الحرائق في منطقة فالبارايسو، نظراً إلى قربها من المناطق الحضرية".

وتقع هذه المناطق على بُعد يُراوح بين 80 و120 كلم شمال غرب سانتياغو، وهي غنية بصناعة النبيذ والزراعة والغابات، وتشهد تدفقاً للسياح في هذه الفترة بسبب قربها من المحيط الهادئ. وأعلن الرئيس بوريتش حالة الطوارئ الجمعة بغية "توفير كل الوسائل اللازمة" في مواجهة تطور الحرائق. وجرت تعبئة 14 سفينة وخمس مروحيات لمكافحة النيران.

وقالت إيفون غوزمان في وقت سابق: "تلقينا تنبيها على الهاتف الخلوي وبدأ هطول أمطار من الرماد المحترق". وهذه المرأة (63 عاماً)، التي تركت منزلها في مدينة كويلبوي الواقعة على بعد 90 كيلومتراً شمال شرق سانتياغو، وجدت نفسها عالقة ساعات عدة في سيارتها مع حماتها التسعينية، بسبب العدد الكبير من الناس الذين حاولوا مثلها الهروب من النيران.

ومنذ الأربعاء، قاربت الحرارة معدل 40 درجة في وسط تشيلي والعاصمة سانتياغو. وترجع الحرائق إلى موجة حر صيفية وجفاف يؤثران على الجزء الجنوبي من أميركا الجنوبية بسبب ظاهرة النينيو الجوية، وسط تحذيرات العلماء من أن ارتفاع درجة حرارة الأرض يزيد من مخاطر الكوارث الطبيعية مثل الحرارة الشديدة والحرائق. وبينما تواجه تشيلي وكولومبيا ارتفاعاً في درجات الحرارة، تهدد موجة الحر باجتياح الأرجنتين وباراغواي والبرازيل في الأيام المقبلة.

(فرانس برس)

المساهمون