شددت السلطات العراقية الرقابة على عمليات ذبح الأضاحي لمنع الذبح العشوائي في عموم محافظات البلاد، في خطوة تأتي للحد من تفشي إصابات "الحمى النزفية" الآخذة في الانتشار.
وأعلنت وزارة الصحة العراقية، مساء أمس الجمعة، في بيان، تسجيل 3 إصابات جديدة بالحمى النزفية، مؤكدة ارتفاع العدد الكلي للإصابات إلى 340 حالة، بينها 39 حالة وفاة. وكانت الوزارة وجهت دوائرها الخاصة، قبيل العيد، للتعاون مع الأجهزة الأمنية لمنع ذبح الأضاحي بشكل عشوائي، الذي يتم داخل المناطق السكنية بدون فحص الماشية.
وحذّر الطبيب البيطري ستار النعيمي، من التهاون في تطبيق قرار منع الذبح العشوائي، وأن تكون هناك محاسبة قانونية شديدة للمخالفين، وقال لـ"العربي الجديد": "يجب أن تكون هناك سيطرة تامة لمنع الذبح العشوائي، فهناك مخاطر من انتشار المرض".
وأكد أن "يستمر تنفيذ القرار حتى بعد انتهاء فترة العيد، ليكون توجهاً عاماً في المحافظات، لمنع الذبح العشوائي، وبيع المواشي في الساحات غير المرخصة"، مؤكداً أن "الحد من انتشار المرض مرتبط بتطبيق القرار".
ووفقاً لشهود عيان في عدد من المحافظات، وجهت "الجهات الأمنية رسمياً بمنع ذبح الأضاحي داخل المناطق السكنية، أو في ساحات بيع المواشي غير المرخصة"، مؤكدين لـ"العربي الجديد"، أنه "حتى الآن توجد سيطرة على الوضع، وأن القرار تم تطبيقه عملياً، ولم تسجل حالات مخالفة"، وأشاروا إلى أن "دوريات الشرطة المتنقلة، تتابع تنفيذ القرار، وهددت المخالفين بالاحتجاز والإحالة إلى القضاء".
وأعلنت أمانة بغداد إنشاء أسواق خاصة لجزر الأضاحي وتشديد الإجراءات الرقابية لمتابعة المخالفين. وقال المتحدث الرسمي لأمانة بغداد، محمد الربيعي، في بيان، صدر أمس الأول الأربعاء، إنه "تم رفع العديد من التجاوزات ومصادرة الحيوانات من المخالفين"، وأكد "إنشاء أسواق خاصة نموذجية في أماكن مخصصة بإشراف وزارة الصحة ومحافظة بغداد، شملت أماكن لذبح المواشي والدجاج"، وكان المجمع الفقهي العراقي شكل قبل يومين لجنة خاصة لفحص أضاحي العيد، وأن اللجنة تضم طبيباً بيطرياً يقوم بعملية الفحص.
ويسجل المرض إصابات ووفيات في المحافظات الوسطى والشمالية، بعد أن كان منحصراً فقط بالمحافظات الجنوبية، على الرغم من الإجراءات الصحية التي اتخذتها المحافظات.
والحمى النزفية مرض فيروسي، ينتقل عبر الدواجن والماشية إلى الإنسان، ومن ثم ينتقل عن طريق العدوى من شخص لآخر، وتبلغ معدلات الوفيات للمصابين به نحو 40 بالمائة، بحسب منظمة الصحة العالمية.
ومن أعراض المرض، ارتفاع درجة الحرارة لدى المصاب، نحول عام، آلام في العضلات، غثيان وتقيؤ، وظهور البقع النزفية تحت الجلد وأماكن زرق الأبر وفي الفم والأنف، بعد خمسة أيام من المرض، خصوصا وأن المعدل العام لحضانة المرض من يوم واحد إلى 14 يوما، وأن أهم إجراءات الوقاية منه، رش المنازل بالمبيدات الحشرية، وتعقيمها، ومراقبة الحالات المشكوك فيها وإحالتها على الفحص المبكر في أسرع وقت ممكن.