سجّل مخيم "البشير" الواقع قرب بلدة كللي بريف إدلب، شمال سورية، أكثر من 50 حالة تسمّم نتيجة تناول ساكنيه وجبات طعام قدّمتها منظمة تركية تعنى بتقديم الخدمات لمخيّمات "أبناء الشهداء" والأرامل في محافظة إدلب.
وقال الإداري في المخيّم حافظ مصطفى ثلجة لـ"العربي الجديد"، إن جمعية "القيم دار" "وزّعت وجبات طعام في المخيم غير مغلفة بمناسبة يوم عاشوراء، وهناك عائلات أكلتها على الفور، ويبدو أنها لم تخزن بشكل جيد، وفي اليوم التالي شعر أكثر من 50 شخصاً بآلام في البطن، نتيجة تناول هذه الوجبات".
وأوضح مصطفى أن المخيم الذي تقطنه نحو 325 عائلة، لا توجد فيه نقطة طبية، لذلك "نقلت سيارات مدنية بعض الحالات إلى مستشفيات ومراكز بلدة كللي الطبية، بينما نقلت فرق الدفاع المدني مصابين آخرين، لافتاً إلى أن جميع المصابين بالتسمّم خرجوا من المراكز الطبية، لكنّ بعضهم ما زالوا طريحي الفراش".
وبدوره، قال المتطوّع في الدفاع المدني السوري عبادة ذكرى لـ"العربي الجديد": "نقلنا المصابين بالتسمّم إلى مستشفى (مدينة للأمومة والطفولة)، وبحسب التقرير الطبي الصادر الذي صدر نتيجة معاينة الحالات، فإنها ناتجة عن تناول وجبات فاسدة حيث كانوا يعانون من مغص معوي".
وأوضح ذكرى أن هذه الحالات أصبحت ظاهرة في المخيمات، بسبب غياب أدنى الشروط الصحية لحفظ الطعام مع ارتفاع درجات الحرارة، وتناول الأطعمة المكشوفة، إضافة إلى عدم مراعاة الكثير من المنظمات التي تقدم الأطعمة في المخيمات معايير جودة هذه الأطعمة التي يتم تغليفها لساعات طويلة، ما يسرّع عملية فسادها بسبب الظروف الجوية والارتفاع الكبير في درجات الحرارة.
وفي تقرير أخير للفريق، أكّد أن أكثر من 38 بالمئة من العائلات التي تسكن مخيمات الشمال السوري تعتمد على وجبة طعام واحدة يومياً، في حين تحصل 53 بالمئة منها على وجبتين يومياً، وأشار إلى أن الأطفال لا يستهلكون 15 لتراً من الماء يومياً، وهي أقل من الحدود الدنيا عالمياً، لافتاً إلى أن 79 بالمئة من العائلات تعتمد على المساعدات الإنسانية فقط لتأمين الاحتياجات، في حين يوجد لدى باقي العائلات شخص واحد يعمل ضمن الحدود الدنيا للأجور، ولفت إلى زيادة في نسبة الاحتياجات الإنسانية في مختلف القطاعات بمقدار 11.3 بالمئة في يوليو/ تموز عن الشهر السابق، قوبلت أيضاً بنقص الاستجابة الإنسانية بنسبة 7.4 بالمئة.