أعلنت شبكة "الإنذار المبكر والاستجابة"، اليوم الاثنين، عن تسجيل أول ثلاث حالات ثبتت إصابتها بالكوليرا في محافظة إدلب، شمال غربي سورية، في وقت بدأ فيه القلق من انتشار المرض بشكل أوسع ينتاب سكان مخيمات النازحين.
وقال الدكتور محمد الجاسم، مدير الشبكة، لـ"العربي الجديد": "كشفت فحوصات الجهات الطبية المختصة عن إصابة طفلتين ورجل بمرض الكوليرا في مخيم للنازحين بمنطقة كفرلوسين، شمالي محافظة إدلب"، موضحاً أن "عوامل الخطر التي أدت لوقوع الإصابات، هي سوء وضع مياه الصرف الصحي".
وأشار الجاسم إلى أن عدد المصابين بمرض الكوليرا في مناطق شمال غرب سورية وصل إلى 42 شخصا، 15 منهم في مدينة جرابلس، وثلاثة في مدينة الباب، واثنان بمدينة عفرين، شمال حلب، دون تسجيل أي حالة وفاة نتيجة المرض.
وتضم منطقة كفرلوسين المئات من مخيمات النازحين، حيث تفتقر للمياه النظيفة ومياه الشرب وتنعدم فيها وسائل الصرف الصحي السليمة، التي تعتبر بيئة مناسبة لانتشار مرض الكوليرا بشكل واسع.
مخاوف من انتشار المرض
هيثم المحمد، وهو أحد سكان مخيم "أهل التح"، قال لـ"العربي الجديد"، إن السكان "يعيشون ظروفاً إنسانية صعبة، حيث يفتقر المخيم لوسائل النظافة الصحية، وكل ثلاث عائلات بالمخيم تستخدم خزان مياه واحداً، وجميع دورات المياه مشتركة بين جميع سكان المخيم".
وأضاف المحمد أن "كمية المياه التي تقدم من بعض المنظمات للعوائل داخل المخيم لا تتجاوز الـ25 لتراً يومياً، وهي غير كافية للوقاية من مرض الكوليرا، الذي بات من أبرز المخاوف التي نعيشها، بعدما تمكّنّا من الخروج من وباء كورونا".
وطالب المحمد "المنظمات الإنسانية والجهات المعنية في القطاع الطبي والخدمي بإدلب بالإسراع في توفير وسائل الوقاية، وتأمين مستلزمات النظافة، قبل فوات الأوان ووقوع الكارثة داخل المخيم".
وسبق أن حذر فريق "منسقو استجابة سورية" من انتشار الكوليرا في مخيمات النازحين، شمال غربي سورية، حيث تفتقر تلك المخيمات لمقومات الوقاية من المرض.
ويبلغ عدد المخيمات التي تعاني من نقص بمياه الشرب أكثر من 566 مخيماً، فيما تبلغ نسبة العجز في القطاع الطبي 86 بالمئة.
وبلغ عدد الإصابات بالكوليرا في مناطق نبع السلام الخاضعة لسيطرة "الجيش الوطني" المعارض إلى 44 إصابة مؤكدة، دون تسجيل أي وفاة حتى الآن، وفق شبكة "الإنذار المبكر والاستجابة".
مراكز عزل تتسع لـ200 مريض
من جانبه، قال مسؤول شعبة الصحة المجتمعية والأمراض المعدية بـ"مديرية صحة إدلب" مؤيد الرحمون إنه "تم إرسال فرق خاصة إلى المخيمات التي ثبت وجود إصابات بها، وتم أخذ عينات براز للسكان المجاورين، بهدف التأكد من سلامتهم".
وأكد الرحمون أن "هناك خطة لإنشاء مراكز عزل تتسع لـ200 مريض، وسوف تخصص لاستقبال الحالات الأكثر حراجة والشديدة"، مشيرا إلى أن المديرية سوف تعمل وفق الإمكانيات المتاحة والاستجابة العالمية من قبل الجهات المانحة، مضيفا "هناك أكثر من منظمة متخصّصة بالقطاع الصحي تحاول أن تبدأ عملها في برنامج إقامة مراكز عزل خاصة بمرضى الوباء".
ووصل عدد الإصابات بمرض الكوليرا في مناطق سيطرة قوات النظام السوري إلى 338 إصابة، معظمها في مدينة حلب، بينما سجلت وفاة 29 شخصاً، بحسب ما أعلنت "وزارة الصحة" التابعة للنظام السوري، يوم أمس الأحد.
كما وصل عدد الحالات المشتبه بإصابتها بمرض الكوليرا في مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية (قسد) إلى 4017 حالات، وبلغ عدد الإصابات المؤكدة 107، وتوفي 17 شخصاً متأثراً بالمرض منذ بداية تفشي الوباء.