يترقب الأهالي في مدينة القامشلي السورية حلولاً لوضع حد لجرائم السرقة التي باتت حديث المدينة، مع مخاوفهم من تحول جرائم القتل لظاهرة أيضاً، ويقول الأهالي أن هناك لصوصاً امتهنوا السرقة وليس لديهم دوافع أخرى كالفقر والعوز، بل أصبحت مهنتهم.
توفيق شاوش، من سكان القامشلي، قلق من حوادث السرقة التي تتكرر في المدينة، وقال لـ"العربي الجديد": "للأسف حالات السرقة كثيرة عندنا في القامشلي بسبب الظروف الراهنة، خاصة بعد فشل المواسم الزراعية، هناك هجرة كثيرة من باقي المناطق إلى هنا، والوضع مترد جداً لذلك تكثر حالات السرقة، بالإضافة للكثير من المشاكل التي ازدادت خلال الفترة الأخيرة أيضاً. أتوقع أن ذلك نتيجة البطالة والفقر، وعدم مساعدة الشباب وتوظيفهم".
وأضاف شاوش "نرجو من الإدارة الذاتية تكثيف الدوريات وإنشاء نقاط مراقبة، ونطلب من الإدارة الذاتية أن تجد حلولاً اجتماعية لحالات السرقة التي تحدث في المنطقة"، وتابع "تتم السرقات في البيوت بالأكثر واللصوص لا يُحاسبون يجب أن يُحاسب اللصوص هنا".
ويعزو محمد البرو سبب ارتفاع معدل حوادث السرقة لوجود لصوص يمتهنون السرقة، كما قال لـ"العربي الجديد" موضحاً أن السرقات تطاول الأموال العامة، من "كابلات الكهرباء إلى كابلات الهواتف وما يتعلق بالصرف الصحي بالمدينة، وهؤلاء اللصوص لا يعجزون عن سرقة أي شيء" وفق قوله، كما أنهم يسرقون من الممتلكات الخاصة والمنازل.
وطالب البرو الإدارة الذاتية باتخاذ خطوات أكثر حزماً لمواجهة جرائم السرقة قائلاً "نرجو من الإدارة الذاتية أن تكثف الدوريات، وأن تنشئ نقاط مراقبة كما نطلب من الإدارة الذاتية أن تجد حلولاً اجتماعية لحالات السرقة التي تحدث في المنطقة".
جرائم السرقة ليست وحدها ما يشغل السكان في المدينة، فهناك جرائم القتل أيضاً، وآخرها جريمة القتل التي وقعت في حي الكورنيش، 3 أبريل/نيسان، وكانت ضحيتها امرأة خمسينية، وهي من الجرائم التي أثارت استهجان السكان في المدينة حيث طالبوا بملاحقة مرتكبي الجريمة.
علي، 52 عاماً، من سكان حي الكورنيش الذي وقعت فيه الجريمة، أكد لـ"العربي الجديد" أن الضحية هي "فيروز أم شيار وتلقت 11 طعنة في جسدها من قبل الجناة، وحتى الوقت الحالي لم تعرف دوافع الجريمة إن كانت بهدف السرقة أو بهدف آخر، وسكان الحي والمدينة استهجنوا الجريمة بشكل كبير".
وتعليقاً على الجريمة وتداعياتها، أضاف "جرائم السرقة تتكرر منذ عدة أعوام في المدينة، وهي شبه يومية، لكن جرائم القتل كانت قليلة، ونخشى اليوم أن تتطور وتصبح كما السرقات وهذا أمر مخيف للغاية، فمن يقتل لن يكون لديه أي رادع لتكرار جريمة قتل أو القيام بجريمة سرقة".
ويبلغ عدد سكان القامشلي بحسب احصائية 2007 نحو 88 ألفاً، ويقطن المدينة خليط من العرب والسريان والأرمن والأكراد، وتضم في الوقت الحالي نازحين من كافة المدن السورية، وتقع في شمال شرق محافظة الحسكة عند الحدود مع تركيا.