سمحت الحكومة التركية، الثلاثاء، لمرضى السرطان، شمال غربي سورية، بدخول أراضيها من معبر باب الهوى لتلقي العلاج بالمشافي الحكومية وبالمجان، بعد توقف ومنع دام ستة أشهر، بحسب ما أكد مدير مكتب التنسيق الطبي في معبر باب الهوى، بشير إسماعيل خلال تصريحات صحافية صباح اليوم.
وكشفت إدارة معبر باب الهوى الحدودي، عبر بيان مرئي لها، اليوم، موافقة تركيا والسماح للسوريين الذين يعانون من مرض السرطان، بالدخول إلى الأراضي التركية لمتابعة مسيرة علاجهم، اعتباراً من غد الأربعاء.
وأوضحت أيضاً أنه كان للحملة التي أطلقها نشطاء وإعلاميون، خلال الأيام السابقة تحت شعار "أنقذوا مرضى السرطان" دور في تسريع استجابة الحكومة التركية التي وجهت لها إدارة المعبر السوري الشكر.
وكانت حملة شعبية وإعلامية واسعة قد انطلقت، أخيراً، بعنوان "أنقذوا مرضى السرطان" لفتت أنظار العالم إلى أكثر من 3 آلاف مصاب بالسرطان في الشمال السوري المحرر، الذي يفتقر بحسب الطبيب إبراهيم شحود إلى البنية التحتية والعلاج، مضيفاً أن إصابات السرطان في تزايد لافت بالشمال السوري بعد وقف دخول المصابين لتركيا في فبراير/شباط الماضي، إذ تم تسجيل 608 إصابات وزيادة الحالات التي بحاجة ماسة للعلاج، ليصل عدد المصابين إلى نحو 3200".
ويرى الطبيب شحود خلال اتصال مع "العربي الجديد"، أن للحملة الإعلامية دورا كبيرا في تسليط الضوء على معاناة المرضى الذين ساءت أحوال معظمهم وفارق بعضهم الحياة، كما أن لمناشدة الأب الذي فقد ابنه كليته وعينه جراء السرطان، خلال اليومين الأخيرين، دورا إضافيا في تصعيد الحملة وبالتالي استجابة الحكومة التركية.
وتركّزت مطالب الحملة التي أطلقها إعلاميون ونشطاء من الداخل السوري المحرر، على إيصال صوت مرضى السرطان من أجل إدخالهم إلى المشافي التركية أو أي بلد آخر، وتجهيز مشفى أو مركز مختص بتشخيص وعلاج المرضى في شمال غرب سورية، بالإضافة للسماح بإدخال أجهزة التشخيص والعلاج الشعاعي وتوفير الجرعات اللازمة لمصابي السرطان.
وكثّف ناشطون في إدلب ودول أوروبية وعاملون في منظمات المجتمع المدني وقطاع الصحة، حملة "أنقذوا مرضى السرطان" لتصل الرسائل والاستغاثات للمنظمات الإنسانية والحقوقية والصحية الدولية، منها نداء إلى الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية لتأمين علاج للمصابين.
كما امتدت الحملة إلى الداخل التركي، إذ نقل الصحافي، يشار ياووز مناشدة لمواطن سوري للرئيس رجب طيب أردوغان، بالتدخل لصالح مرضى السرطان في الشمال السوري.
ونشر الصحافي والناشط التركي ياووز تغريدة تضم مناشدة لمواطن سوري جاء فيها: "تلقيت اليوم اتصالاً من صديق لي يقطن في المنطقة الآمنة شمالي سورية، وقال لي: يوجد في المنطقة حالياً قرابة 3,100 مصاب بالسرطان، مشيراً خلال مناشدته إلى وفاة طفل ووصول حالة آخرين للحرجة. خاتماً تغريدته والرسالة للرئيس التركي: "لا يوجد هنا مركز لعلاج السرطان، أطلب منكم إطلاع الرئيس أردوغان على هذا الأمر".
كما انتشرت مقاطع مرئية على وسائل التواصل الاجتماعي تبيّن الوضع الحرج للمصابين، حمل بعضها مناشدات للرئيس التركي وعقيلته، أمينة أردوغان.
وعانت مناطق شمال غرب سورية من قصف مستمر من طيران بشار الأسد وروسيا، ما هدم عشرات المشافي والمراكز الصحية، ليجهز الزلزال الذي ضرب المنطقة في فبراير/ شباط الماضي، على مراكز أخرى.
وبحسب بيان سابق لـ"منسقو استجابة سورية"، فإن 45% من البنى التحتية تعرضت لأضرار خلال الزلزال، شملت المدارس والمنشآت الطبية وعددا من المنشآت الخدمية الأخرى، منها دمار 950 مبنى كليا، ونحو 2900 مبنى مدمر بشكل جزئي، في حين بات أكثر من 11 ألفا و893 مبنى آخر غير صالح للسكن، كما ظهرت التصدعات بمختلف أنواعها -الخطرة والعادية- على 7632 منشأة أخرى.
وقال مدير صحة إدلب، زهير خراط، في تصريح لوكالة "الأناضول"، إنهم يعملون مع شركاء محليين ودوليين على مشروع إنشاء مشفى لمعالجة مرضى السرطان في المنطقة، لكنه لن يكتمل إلا بعد عام ونصف.
وأفاد بوجود 323 مريض سرطان يتلقون العلاج في تركيا، مشددا على أن عدد المرضى يفوق بكثير إمكاناتهم، وهو عبء لا تستطيع أن تتحمله تركيا لوحدها.
وأوضح خراط أنه يوجد 608 مرضى سرطان يحتاجون إلى علاج فوري، مشيرا إلى عدم توفر أدوية ومعدات للعلاج الكيماوي والإشعاعي. محذرا خلال تصريحات سابقة لوكالة "الأناضول" من أن تأخر علاج مرضى السرطان يجعلهم محكومين بالموت، لأن الإمكانات بالداخل محدودة وهم بحاجة إلى مراكز خاصة للعلاج، وهو أمر مكلف.
وكان تسجيل دخول مرضى السرطان إلى تركيا قد توقف بعد وقوع الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سورية في السادس من فبراير/شباط الماضي، رغم بلوغ الإصابات المسجلة، بحسب مديرية صحة إدلب، 3200 مصاب، 65% منهم نساء وأطفال، نصفهم يتلقى العلاج داخل مشافي الشمال.