تراجع الهجرة من تونس إلى إيطاليا

تراجع الهجرة من تونس إلى إيطاليا

02 نوفمبر 2023
مهاجرون أفارقة في تونس (ياسين قايدي/ الأناضول)
+ الخط -

تسجّل تدفقات الهجرة السرّية للتونسيين إلى إيطاليا تراجعاً واضحاً، بتأثير تطبيق السلطات إجراءات لتقييد عبور الحدود البحرية والبرية من خلال تنفيذ أجهزتها حملات أمنية استهدفت خصوصاً ورشاً لصنع قوارب معدّة للهجرة، ما كبح نشاط شبكات الاتجار بالبشر التي تتخذ من سواحل تونس معبراً مهماً للوصول إلى إيطاليا. وكشفت أرقام أصدرها المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية تراجع عدد المهاجرين التونسيين السرّيين الذين وصلوا إلى سواحل إيطاليا نحو 4 في المائة حتى 30 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.

ويوضح المتحدث باسم المنتدى رمضان بن عمر لـ"العربي الجديد" أن "عدد التونسيين الذين وصلوا إلى إيطاليا منذ يناير/ كانون الثاني الماضي حتى 30 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بلغ 15.759 مقابل 16.200 بلغوا الضفة الشمالية للمتوسط خلال الفترة ذاتها من العام الماضي، وهؤلاء لم يشكلوا إلا نسبة 11 في المائة من مجموع المهاجرين ذوي الجنسيات المتعددة الذين بلغوا سواحل تونس، ويقدّر عددهم بـ134.789". يتابع: "يحتل التونسيون المرتبة الثالثة في تصنيف جنسيات المهاجرين الذين استطاعوا اجتياز البحر الأبيض المتوسط بسلام والوصول إلى سواحل إيطاليا". ويؤكد بن عمر أن "طفرات المهاجرين التي تنطلق من تونس تراجعت في شكل لافت بنسبة 20 في المائة خلال أغسطس/ آب الماضي، ثم صعدت مجدداً في سبتمبر/ أيلول وأكتوبر/ تشرين الأول الماضيين، مفسراً هذا الانخفاض بـ"تقلب العوامل المناخية وتشديد السلطات التونسية قبضتها الأمنية". ويقول: "اعتمدت السلطات التونسية منذ النصف الثاني من العام الحالي على استراتيجية مشددة لمكافحة الهجرة السرّية شملت تدابيرها الإبعاد الممنهج للمهاجرين عن التواجد في محيط أماكن الانطلاق، خاصة في مدينة صفاقس أو المنطقة الساحلية بين صفاقس والمهدية". ويرجّح أن "يستمر تراجع تدفقات الهجرة حتى فبراير/ شباط المقبل بسبب العوامل المناخية وتنفيذ الإجراءات الأمنية" لكنه يستدرك بأن "حركات الهجرة لن تتوقف ما دامت أسبابها ودوافعها الخارجية والداخلية لا تزال قائمة". 

الصورة
تخضع سواحل تونس لرقابة أكثر تشدداً (حسن مراد/ Getty)
تخضع سواحل تونس لرقابة أكثر تشدداً (حسن مراد/ Getty)

ونهاية سبتمبر/ أيلول الماضي، قدّرت وزارة الداخلية التونسية حصيلة الضحايا والمفقودين في صفوف المهاجرين السرّيين بـ 1290، وعدد من شاركوا في عمليات اجتياز أحبطتها أجهزة الأمن التونسية في البر والبحر بـ 17.205. وفي يوليو/ تموز الماضي، وقعت تونس مع الاتحاد الأوروبي اتفاقاً لإرساء شراكة استراتيجية شاملة في التنمية الاقتصادية والطاقات المتجدّدة، ومكافحة الهجرة السرّية. وتضمن الاتفاق تقديم مساعدة لتونس بقيمة 105 ملايين دولار لمكافحة الهجرة السرية، إضافة إلى 150 مليون دولار لدعم الميزانية. ونهاية أكتوبر/ تشرين الأول، وقعت إيطاليا مع تونس اتفاقاً لاستقبال نحو أربعة آلاف عامل من تونس، بهدف إيجاد قنوات هجرة نظامية خاصة بـ"العمّال المؤهّلين" الذين يرغبون في المجيء إلى إيطاليا، وذلك في إطار وعود روما بمساعدة تونس في الجهود التي تبذلها لوقف مهرّبي المهاجرين، وتوفير فرص عمل للشباب.
وأورد الاتفاق أنّ "تونس معرّضة لضغوط هجرة قوية، خاصة من دول جنوب الصحراء الكبرى، وهي الدولة الأولى التي تستقبل العائدين من إيطاليا".

وفي وقت سابق، تحدث وزير الداخلية التونسي كمال الفقي عن وجود نحو 17 ألف مهاجر سري أفريقي في صفاقس، من إجمالي 80 ألف مهاجر في البلاد. وتُعَدّ صفاقس نقطة الانطلاق الأولى للمهاجرين السرّيين إلى السواحل الأوروبية لا سيما إيطاليا، سواء كانوا من جنسيات أفريقية جنوب الصحراء أو تونسيين. ويأتي المهاجرون إلى صفاقس غالباً عبر منافذ برية حدودية أو مسالك جبلية من الجزائر أو ليبيا.

المساهمون