تدهور القطاع الصحي في مناطق النظام السوري: مشفى الأسد يوقف عمليات القسطرة

16 فبراير 2022
واقع صحي صعب في مستشفيات سورية (Getty)
+ الخط -

يتفاقم واقع القطاع الصحي يوماً بعد آخر في مناطق سيطرة النظام السوري، لأسباب متعددة، منها توقف الخدمات وغياب الدعم أو نقص الأدوية والمواد الطبية، مثل ما حدث مؤخرا في مشفى "الأسد الجامعي"، أهم المشافي في العاصمة السورية دمشق، الذي توقف عن إجراء عمليات القسطرة القلبية، جراء عدم توفر المستلزمات الطبية، ما سيهدد حياة الكثير من المرضى الفقراء.

وفي السياق، قال مروان قطان (64 عاما)، مقيم في دمشق، لـ"العربي الجديد"، أنتظر منذ نحو شهر موعد عملية القسطرة القلبية في مشفى الأسد الجامعي بدمشق، لأنني لا أملك المال لعملها في مشفى خاص، لكن عندما حان الوقت، أخبرني الطبيب بأنه لن يتمكن من إجرائها بسبب عدم توفر المستلزمات الطبية للعملية في المشفى". 

وتابع "لا أستطيع أن أصف لكم شعوري، فحالتي الصحية تتراجع بشكل متسارع، والموت يقترب مني أكثر وأكثر"، ولفت إلى أن "الخيارات التي وضعها أمامي الطبيب هي إما الانتظار إلى أن يتم تأمين المستلزمات الطبية، وإما أن أشتريها على حسابي الخاص من السوق فهي متوفرة في المستودعات الخاصة، والخيار الأخير أن أجريها في أحد المشافي الخاصة، حيث يتوجب عليّ أن أدفع مئات آلاف الليرات وهي غير متوفرة". 

وجراء عجزه عن تغطية مصاريف علاجه، بيّن قطان أنه "قدّم العديد من الطلبات للجمعيات الخيرية للتكفل بالعلاج، إلا أن غالبيتها كانت تعرض تغطية جزء يسير من التكاليف، في وقت ليس لديه قدرة على سداد الباقي، فراتبه التقاعدي لا يؤمن له ولزوجته ما يحتاجانه من دواء وطعام". 

من جانبه، قال راجي فهد (38 عاما)، يعمل ضمن إحدى الجمعيات الخيرية، لـ"العربي الجديد"، "تزداد وتيرة طلب المساعدة الصحية يوما بعد آخر وخاصة منذ عامين تقريبا، في ظل تدهور إمكانات المشافي العامة، فغالبا ما تكون الأجهزة الطبية معطلة، وهناك نقص شديد في الأدوية والمستلزمات الطبية، ما يجبر المرضى على التوجه للقطاع الخاص، ما يعني تحمل أعباء مالية كبيرة جدا، وغالبية السوريين غير قادرين على تحملها، حتى الجمعيات الخيرية لم يعد لديها القدرة على سد الحاجة التي أصبحت تفوق إمكاناتها". 

وأضاف "القطاع الصحي من أكبر القطاعات المستنزفة للعمل الخيري اليوم، في ظل ضعف مداخيل غالبية المواطنين، والتي كانت مشافي القطاع العام تحمل تكاليفهم إلى حد كبير، واليوم الناس تخشى من انهيار القطاع الصحي في ظل تراجع تمويله من السلطة".  

بدورها، نقلت صحيفة "الوطن" المحلية، عن مصادر طبية لم تسمها، الأربعاء، أنه لا يوجد أي مشكلة في إجراء العمليات على الإطلاق في مشفى الأسد الجامعي، لكن المشكلة تكمن في عدم وجود مواد القسطرة، ولكن بإمكان المريض تأمينها ضمن تكاليف تعتبر أقل وتعفيه من التوجه إلى القطاع الخاص لدفع مبالغ مضاعفة وكبيرة. 

وأضافت نقلا عن مصدر طبي آخر، أنه يفترض في وزارة التعليم العالي التدخل بشكل فوري وعاجل لمعالجة الأمر وتأمين مختلف المواد والتجهيزات والمستلزمات الخاصة بعمل المشافي، لكي لا يتسبب هذا الأمر في إحداث أي ضغط على مشافٍ أخرى تخصصية، وبالتالي مزيد من الانتظار على المريض، أو تكبد تكاليف وأجور إضافية خاصة بالنسبة للحالات التي قد لا تحتمل التأجيل، وخاصة أن هذا الأمر يختلف حسب قدرة المريض وإمكانات عائلته المادية. 

ولفتت إلى أن مصدراً مسؤولا أفادها بأن سبب نقص الأدوية والمواد يعود لمسألة شراء الأدوية والمواد والتجهيزات وخاصة ما يتعلق بالعقود والتوريدات، بسبب الحصار والعقوبات على سورية. 

من جهة ثانية، انتشرت الإصابات بـ"الليشمانيا" في منطقة "عين القريبة" التابعة لمنطقة الهامة بريف دمشق، وهي من مناطق المصالحات التي سيطر عليها النظام قبل عدة سنوات، جراء سوء الخدمات وتدني مستوى النظافة العامة وتلوث المياه، بحسب ما أفادته مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، لافتة إلى أن الوضع يسوء بسبب عدم توفر كوادر طبية كافية في المستوصف الصحي". 

وبينت أن "المنطقة تعاني من إهمال كبير، حيث لا تتوفر المياه الصالحة للشرب، وحتى عمليات ترحيل القمامة لا تتم بشكل منتظم، ما حوّل المنطقة إلى بيئة مناسبة للحشرات والقوارض". 

وكان المجلس المحلي في الهامة، قال عبر صفحته الرسمية، في وقت سابق من الأسبوع الجاري، إنه تلقى الكثير من الشكاوى من سكان المنطقة المذكورة بانتشار حالات مرضية عديدة، بالإضافة لانتشار ذبابة الليشمانيا جراء استخدامهم لمياه غير صالحة للشرب". 

المساهمون