كارثة تدمير سد كاخوفكا: غرق 14 ألف منزل والعطش يهدد مئات آلاف الأوكرانيين

08 يونيو 2023
غمرت المياه 600 كيلومتر مربع في منطقة خيرسون (أليكس بابينكو/Getty)
+ الخط -

ذكرت وكالة "تاس" الروسية للأنباء، نقلا عن أجهزة أمنية، اليوم الخميس، أن نحو 14 ألف منزل غرقت بعد انهيار سد كاخوفكا في أوكرانيا، مضيفة أنه تمّ إجلاء نحو 4300 شخص.

وانهار يوم الثلاثاء سد كاخوفكا الواقع على نهر دنيبرو، عند خط المواجهة بين الأراضي الخاضعة للسيطرة الروسية والأوكرانية.

وغمرت الفيضانات الناجمة عن تدمير سد كاخوفكا منطقة تزيد مساحتها عن 600 كيلومتر مربع في جنوب أوكرانيا، على الضفة اليمنى لنهر دنيبرو، التي يسيطر عليها الأوكرانيون، كما على الضفة اليسرى التي يحتلها الروس، وفق ما أفاد به حاكم أوكراني الخميس.

وقال حاكم منطقة خيرسون أولكسندر بروكودين على وسائل التواصل الاجتماعي: "غمرت المياه 600 كيلومتر مربع في منطقة خيرسون. 32% في الضفة اليمنى و68% في الضفة اليسرى".

ووفقاً لأوكرانيا، فإن الفيضانات ستتسبب في حرمان مئات الآلاف من مياه الشرب، وستغمر أراضي زراعية تصل مساحتها إلى عشرات الآلاف من الهكتارات.

يشكل نهر دنيبرو الواسع، الذي يقطع أوكرانيا، خط المواجهة في الجنوب. وشكل الخزان الضخم خلف السد أحد المعالم الجغرافية الرئيسية في البلاد، وكانت مياهه تروي أجزاء كبيرة من أوكرانيا، إحدى أكبر الدول المصدرة للحبوب في العالم، ومن بينها شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014.

وصرح المسؤول عن المساعدات في الأمم المتحدة مارتن غريفيث لمجلس الأمن، أمس الأربعاء، بأن "الحجم الهائل للكارثة لن يتضح إلا في الأيام المقبلة".

وتحظر اتفاقيات جنيف بشكل صريح استهداف السدود في الحروب. ولم يقدم أي من الجانبين أدلة علنية تكشف المسؤول عن انهيار السد.

المياه وصلت إلى الطابق الثالث لمبان سكنية

زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي، الخميس، منطقة خيرسون التي تجتاحها منذ الثلاثاء فيضانات جراء تدمير سد كاخوفكا في وقت أعلنت فيه السلطات المعينة من موسكو مقتل خمسة أشخاص في الكارثة.

ونشر زيلينسكي مقاطع فيديو الخميس تظهر لقاءه مسؤولين محليين في منطقة خيرسون، وتسجيلا آخر يظهر إجلاء سكان على نقطة عبور.

وكتب "أشكر عناصر الإنقاذ والمتطوعين! أشكر كل من شارك في هذا العمل!".

يستعين عناصر الإنقاذ بزوارق مطاطية وعربات برمائية لنقل الناس من مناطق غارقة بالمياه.

وقالت تيتيانا أوملشينكو (65 عاما) إنها انتظرت يومين قبل إجلائها من شقتها الكائنة في مبنى سكني، واضطرت إلى الخروج من نافذة محطمة للوصول إلى زورق إنقاذ. وشرحت: "في المبنى الذي أقيم فيه وصلت المياه إلى الطابق الثالث ولا يزال هناك أشخاص في الداخل".

وقاست الموظفة في وكالة الأرصاد في خيرسون لورا موسيان المستوى الحالي للمياه عند 5,33 أمتار فوق المستوى الطبيعي. وقالت "يبلغ ذلك المستوى ارتفاع طابقين، لا يمكن النجاة إلا على السطح".

وأضافت موسيان إن مستوى المياه "بدأ بالانحسار قليلا. وإذا استمر هذا المنحى فستكون تلك أنباء طيبة للسكان".

وصرحت أولينا (59 عاما) وهي تغطي وجهها بيديها: "هرتي في الشقة منذ ثلاثة أيام دون طعام، إنها تموت". لكن المبنى السكني حيث تسكن يقع في منطقة تشهد تيارات قوية لا يمكن لزوارق الإنقاذ عبورها.

ولم تعلن أوكرانيا عن خسائر بشرية محددة، وإن تحدث زيلينسكي عن "مقتل أشخاص ونفوق حيوانات" في الكارثة.

وارتفع منسوب المياه أيضا بنحو متر في مدينة ميكولاييف بالمنطقة المحاذية، حسبما قال رئيس البلدية أولكسندر سيينكيفيتش.

وجه زيلينسكي انتقادات على وجه الخصوص للأمم المتحدة والصليب الأحمر خلال مقابلة مع صحيفة "بيلد" الألمانية، وعبر عن "صدمته" لـ"عدم وجودهما في المكان".

وأعلن الأمين العالم لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ أنه سيترأس الخميس اجتماعا طارئا لتنسيق عمليات الإغاثة بعد "التفجير الشائن"، من المقرر أن يشارك فيه وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا.

بدورها أعلنت فرنسا عن إرسال مساعدات إلى أوكرانيا.

(رويترز، فرانس برس)

المساهمون