باشرت الدول الـ194 الأعضاء في منظمة الصحة العالمية، الأحد، اجتماعا في جنيف، للبحث خلال الأسبوع، في سبل بناء نظام صحي عالمي فعّال، وأكثر عدلا، بعد أن أظهرت جائحة كورونا الثغرات القائمة، فضلا عن التداعيات العالمية للحرب في أوكرانيا.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في الخطاب الافتتاحي للجمعيّة: "أينما حلّت الحرب تلحق بها المجاعة والمرض"، مستعيداً ذكرياته كطفلٍ عايش الحرب في بلده إثيوبيا، وشدّد على أن "السلام عنصرٌ أساسي لتأمين الصحّة".
ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعضاء المنظمة لاعتماد مشروع قرارٍ، الثلاثاء، طرحته أوكرانيا، ويدين الهجمات التي تشنها روسيا على المنظومة الصحية، والعواقب الخطرة للغزو والحصار المفروض على الموانئ الأوكرانية على الإمدادات العالمية، وعلى الارتفاع الكبير في أسعار الحبوب.
ويقول دبلوماسي أوروبي إنّ هذا القرار "يدين روسيا بشدّة، إلا أنّه لا ينصّ على طردها في أيّ حال من المنظّمة"، ويرى عدد من الدول أنّ التعاون الصحي هو مجال منفصل يجب الحفاظ عليه.
وشدد ماكرون على أن هذه الحرب "يجب ألا تجعلنا ننسى أن أوضاعا ملحة في مناطق أخرى من العالم يجب أن تحظى باهتمامنا، على رأسها الجائحة".
وضمن غيبريسوس التجديد له لخمس سنوات إضافية كمدير لمنظمة الصحة العالمية، رغم مشاكل اعترت ولايته الأولى، لا سيما موقفه الذي اعتبر متساهلا حيال الصين في بداية تفشي كوفيد-19، وردّه البطيء على فضيحة استغلال جنسي ارتكبها عاملون لدى المنظمة في جمهورية الكونغو الديمقراطية بين 2018 و2020. وسيستمر في شغل هذا المنصب كونه المرشح الوحيد.
.@DrTedros is now presenting the World Health Organization Director-General’s Global Health Leaders’ Award at the #WHA75https://t.co/I22i1A3kmZ
— World Health Organization (WHO) (@WHO) May 22, 2022
واعتبارًا من الإثنين، سيتعاقب وزراء الصحة في الدول الأعضاء في المنظمة على المنبر خلال أول لقاء لجمعية الصحة العالمية يُعقد حضوريًا منذ بداية الجائحة، وسيطرح التمويل المستدام لمنظمة الصحة العالمية باعتباره أحد أكثر المواضيع دقّة وصعوبة.
وتبلغ ميزانية منظمة الصحة العالمية على سنتين نحو 6 مليارات دولار. ويعود سبب ذلك إلى كون المساهمات الثابتة لميزانية المنظمة التي تدفعها الدول الأعضاء، لم تشكّل سوى 16 في المائة من ميزانية عامي 2020 و2021، أمّا الباقي فهي مساهمات طوعية يظل التخطيط لها أصعب، ويتطلّب جهودا حثيثة، وغالبًا ما يحصل لأهداف محدّدة.
وستتمكّن منظمة الصحة العالمية من لعب دورها بشكل أفضل إذا رُفعت نسبة الرسوم الإلزامية إلى 50 في المائة من ميزانيتها على مدى عشر سنوات تقريبًا، لكن سيبقى عليها إجراء إصلاحات أيضًا.
وسمحت جائحة كوفيد-19 بالكشف عن مكامن الخلل في نظام الصحة العالمي. لذلك، ستنظر الجمعية في تجديد اللوائح الصحية الدولية للسماح بتوفير استجابة سريعة وفعالة أكثر لحالات الطوارئ.
وسيتوجّب على الجمعية أيضًا اتّخاذ قرار بشأن إنشاء لجنة دائمة للطوارئ منبثقة من المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية، وتفعيلها في غضون 24 ساعة عند حدوث حالة طوارئ صحية دولية، أي أعلى مستوى من التأهب.
بموازاة ذلك، أُطلق العمل على اتفاق دولي جديد حول الصحة العالمية، يجب أن يكون ملزمًا لمؤيديه، على أن يُكمّل اللوائح الصحية الدولية. وشُكّلت مجموعة تفاوض حكومية في ديسمبر/كانون الأول، للعمل على الاتفاق.
وفيما بدأ تفشي مرض جدري القردة الفيروسي غير الخطر حتى الآن في أميركا الشمالية وأوروبا، يسيطر على السلطات الصحية طيف أزمة صحية جديدة محتملة واسعة النطاق.
(فرانس برس)