شحّ المياه يهدد مستقبل التلاميذ في مدارس أرياف تونس

25 سبتمبر 2024
تلاميذ بمدرسة غرب العاصمة تونس، في 15 سبتمبر 2021 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تأثير شح المياه على التعليم: يعاني تلاميذ مدارس أرياف تونس من نقص حاد في المياه، مما يزيد من نسب انقطاعهم عن الدراسة، خاصة في الشريط الغربي الذي يعاني من أزمة جفاف حادة. نحو 572 مدرسة تفتقر إلى المياه والمرافق الصحية الأساسية، مما يشكل 12% من مجموع مدارس البلاد.

- تأثير الجفاف على توفير المياه: الجفاف زاد من أزمة المياه في مدارس أرياف تونس، مما يجعل المدارس طاردة للتلاميذ، خاصة الإناث. نسبة التسرب المدرسي في محافظات القصرين والقيروان وسيدي بوزيد تعد من بين الأعلى وطنياً.

- إحصائيات وحلول مقترحة: 134 مدرسة في سيدي بوزيد ترتبط بالجمعيات المائية التي لا توفر الماء بانتظام، و48 مدرسة في القيروان و95 مدرسة في القصرين تعاني من انقطاع المياه. الدراسة تقترح إشراك مؤسسات تعليب المياه في توفير الإمدادات للمدارس.

يتحوّل شحّ المياه في مدارس أرياف تونس إلى عامل سلبي بالنسبة للتلاميذ، ما يزيد في نسب انقطاعهم عن الدراسة على الشريط الغربي للبلاد الذي يعد أكثر تضرراً من أزمة الجفاف. وأظهرت دراسة حديثة أصدرها المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية، أن غياب المياه في المؤسسات التعليمية في أرياف تونس تحوّل إلى سبب غير مباشر للتسرب المدرسي، بسبب عدم قدرة التلاميذ على قضاء وقت طويل داخل مرافق يغيب فيها الماء، باعتباره عنصراً مهماً وضرورياً. وكشفت الدراسة عن أن نحو 572 مدرسة في تونس يغيب عنها الماء والمرافق الصحية الأساسية، أغلبها في الأرياف، وتشكل 12% من مجموع مدارس البلاد.

تأثير شح المياه في مدارس أرياف تونس

ولم تتعرض الدراسات التي تصدر عن جهات رسمية أو مدنية في السابق، عن تأثيرات نقص المياه في المؤسسات التعليمية على نسب الترسب المدرسي التي تفسّر عادة بأسباب مادية أو نفسية تدفع نحو الانقطاع عن التعليم في سن مبكرة. ويقول عضو قسم العدالة البيئية بالمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، رامي بن علي، إن "غياب المياه في المؤسسات التعليمية من الأسباب الخفية التي تجعل المدارس ومؤسسات التعليم طاردة للتلاميذ في سن مبكرة"، وأشار في تصريح لـ"العربي الجديد" إلى أن "الجفاف زاد من أزمة المياه في مدارس أرياف تونس، حيث تراجع نسق التزويد عبر الصهاريج والجرارات التي كانت تتولى سابقاً توفير كميات محدودة لفائدة التلاميذ، بما يسمح لهم بالحصول على مياه الشرب واستغلال دورات المياه".

ولفت المتحدث إلى أن "الإناث غالباً ما يكنّ ضحايا نقص الماء في المدارس الريفية، فيصبحن مضطرات إلى الانقطاع المدرسي في سن مبكرة، نظراً لعدم قدرتهن على تحمّل تلك الأوضاع الصعبة". وتابع "في المناطق الريفية يقضي التلاميذ أغلب أوقاتهم داخل المؤسسات التعليمية نتيجة بُعد المسافات بينها وبين التجمعات السكنية، ومع ذلك لا يمكنهم النفاذ إلى مصادر مياه". وبحسب المصدر ذاته، تُعد نسبة التسرب المدرسي في المدارس الريفية في محافظات القصرين والقيروان وسيدي بوزيد من بين الأعلى وطنياً نتيجة تدني حقوق الأطفال في تلقي تعليم ذي جودة وضمن بيئة مدرسية صحية.

وبحسب الأرقام التي وردت ضمن دراسة المنتدى، فإن "من مجموع 322 مدرسة في محافظة سيدي بوزيد، ترتبط 134 مدرسة بالجمعيات المائية التي لا توفر الماء بشكل منتظم، بينما يصل عدد المدارس غير المزودة بالماء في محافظة القيروان إلى 48 مدرسة، ويرتفع رقم المدارس التي تشكو من انقطاع إمدادات المياه في محافظة القصرين إلى 95 مدرسة".

وتؤكد دراسات سابقة أجرتها منظمات مدنية أنّ الوسط الريفي يشهد النسبة الأكبر للانقطاع المدرسي، بنسبة تفوق 50% من عدد التلاميذ، خصوصاً في صفوف الفتيات، ويفضل بعض الآباء إخراج بناتهم من المدرسة بدلاً من الأبناء عند الاضطرار. وتستأثر المرحلة الثانوية بأكبر نسبة متسربين في تونس عموماً، إذ تصل إلى 47% من تلاميذ المرحلة الثانوية، أما نسبة التسرب في المرحلة الإعدادية فهي 42.7%، خلال السنوات الأخيرة، وفق إحصائيات رسمية. وتعتبر الدراسة الصادرة عن المنتدى أن إشراك مؤسسات تعليب المياه في توفير الإمدادات لفائدة المدارس في إطار المسؤولية الاجتماعية يمكن أن يكون حلاً للحد من تأثيرات أزمة الماء بالمسارات التعليمية للطلاب.

المساهمون
The website encountered an unexpected error. Please try again later.