تدابير الجمعيات الإسلامية لتجاوز شغب اليمين البريطاني

29 اغسطس 2024
رجلا أمن أمام مسجد في لندن (هنري نيكولس/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **تدابير وقائية ودعم نفسي:** اتخذت منظمة الإغاثة الإسلامية في بريطانيا تدابير وقائية جديدة ودعماً نفسياً للعاملين بسبب أعمال الشغب اليمينية، بما في ذلك العمل من المنزل.

- **تأثيرات على الجمعيات الخيرية والمجتمعات الإسلامية:** تأثرت الجمعيات الخيرية والمجتمعات الإسلامية بشكل كبير، مما دفعها للتحول إلى العمل عن بُعد وإغلاق محلاتها، مع إطلاق أدلة للاستعداد لحالات الطوارئ.

- **استجابة الحكومة البريطانية:** خصصت وزارة الداخلية البريطانية 29.4 مليون جنيه إسترليني لتعزيز أمن المساجد والمدارس الدينية الإسلامية كجزء من خطة أوسع للأمن الوقائي.

في 12 أغسطس/ آب الجاري، أعلنت منظمة الإغاثة الإسلامية في بريطانيا أن شركاءها المحليين الصغار في أنحاء المملكة اضطروا إلى اتخاذ تدابير وقائية جديدة بسبب انتشار أعمال الشغب التي قادتها جماعات اليمين المتطرف
ويوضح عبدالله المأمون، مدير برامج منظمة الإغاثة الاسلامية في المملكة المتحدة، لـ"العربي الجديد"، أن المنظمة تعمل عن كثب مع شركائها الاستراتيجيين في أنحاء بريطانيا لتقديم الدعم اللازم للجمعيات المتضررة. ويلفت إلى أن هذه الأوضاع أثرت بشكل كبير على الصحة العقلية للعديد من العاملين والمتطوعين، ما دفع المنظمة إلى تقديم موارد وخدمات دعم نفسي عبر منصاتها الإلكترونية.
ويقول: "في العادة يجب أن يحضر الموظفون إلى المكتب في أيام محددة من الأسبوع، لكننا قررنا بعد أعمال الشغب أن نجعل العمل من المنزل اختيارياً لأن بعض الموظفين يخشون من التنقل والسفر في الأماكن العامة". 
ويشير إلى أنّ "النساء في المناطق المتضررة كنّ الأكثر عرضة للخطر، خاصة المحجبات. ويبدو واضحاً أن هناك حاجة لإجراء محادثات جدية حول الأسباب الجذرية للتوتر وتصاعد كراهية الإسلام والعنصرية، وندعو إلى توفير مزيد من التمويل والدعم في المناطق التي حصلت فيها أعمال شغب، ووضع استراتيجية طويلة المدى لدعم هذا المجتمع".
يُبدي مدير الشؤون الخارجية في مؤسسة دعم الضحايا الخيرية، ليكس مايز، لـ"العربي الجديد"، شعوره بالخوف من أعمال العنف وكراهية الإسلام التي شهدتها المملكة المتحدة في الأسابيع القليلة الماضية. ويصف أعمال الشغب والهجمات العنصرية على الأفراد والمجتمعات، بأنها مروعة وغير مقبولة على الإطلاق.
ويقول: "تعرض أفراد في مجتمعنا لأذى جسدي ونفسي ربما ليس في شكل مباشر، لكنهم عاشوا في خوف وقلق من مواصلة حياتهم اليومية. لا يجب أن يعيش أحد في حالة من الإذلال النفسي والجسدي الناجم عن جرائم الكراهية. نقف بحزم ضد الكراهية والتمييز، وندعم بكل فخر المتضررين".
في السياق، يقول الرئيس التنفيذي لمنتدى المنظمات الخيرية الإسلامية، فادي عيتاني، لـ"العربي الجديد": "أثّر الوضع الحالي في شكل عميق على الجمعيات الخيرية والمجتمعات الإسلامية، ما دفع العديد منها إلى التحوّل إلى العمل عن بُعد لضمان سلامة موظفيها". 

مواجهة بين الشرطة ومتطرفين يمينيين في بلايماوث (بهلول سيتنيكايا/ الأناضول)
مواجهة بين الشرطة ومتطرفين يمينيين في بلايماوث (بهلول سيتنيكايا/الأناضول)

ويؤكّد أنّ بعض الجمعيات الخيرية اضطرت إلى إغلاق محلاتها خوفاً من استهدافها، بينما ألغت أخرى فعاليات، ما يضع المزيد من الضغط على هذا القطاع التطوعي، ويجعله يحتاج إلى دعم من الحكومة المحلية والمركزية لمواصلة تقديم الخدمات الحيوية للمجتمعات الضعيفة".
يضيف: "أطلقت جمعيات دليلين حول الاستعداد لحالات الطوارئ والاستجابة لها، وتضمنا إرشادات لكيفية اتخاذ تدابير للحماية والتواصل مع الشرطة والسلطات المعنية من أجل الحصول على دعم. وهي تعمل حالياً على بناء قدرات المجتمع على الصمود، وستواصل استخدام منصاتها لرفع مستوى الوعي حول كراهية الإسلام المرتبطة بهذه الأحداث".
ويرى عيتاني أنه "سيجري الحكم على قدرة الحكومة على التعامل مع القضايا الأساسية التي أدت إلى هذه المشاهد المروعة، فجذور أعمال الشغب تمتد إلى مشاكل نظامية ظلّت من دون رادع فترة طويلة جداً، وشملت سنوات من السياسات المثيرة للانقسام، والتي أججت نيران الحروب الثقافية والجهل المحيط بالإسلاموفوبيا، والفشل في معالجتها. وفاقم كل ذلك تدابير التقشف التي وسّعت الحرمان". 

ويؤكّد الحاجة إلى إجراءات عاجلة لحماية المسلمين البريطانيين وغيرهم من المجتمعات الضعيفة في المملكة المتحدة. ويتطلب ذلك "الاعتراف رسمياً بكراهية الإسلام وتعريفها، وفتح تحقيق في كيفية السماح للمعلومات المضللة بالانتشار والتحريض على الكراهية إلى هذا الحدّ، رغم إدخال قانون السلامة على الإنترنت. ويجب أن تتخذ الحكومة إجراءات فورية لمعالجة التفاوتات الاقتصادية المتزايدة، والافتقار إلى الحراك الاجتماعي والاقتصادي ضمن فئات سكانية معينة".
في المقابل يقول ألفريد فيرني من مكتب الإعلام في وزارة الداخلية البريطانية، إنّ "الوزارة تعاملت بشكل كثيف مع هذه القضايا خلال الأسابيع الأخيرة، وأعلنت في 4 أغسطس الجاري تدابير أمنية جديدة تهدف إلى تعزيز حماية المساجد".
ويوضح بيان وزارة الداخلية أن خطة الاستجابة السريعة تتضمن توفير أفراد أمن إضافيين للمساجد التي تواجه مخاطر العنف، علماً أن هذه الخطة تشكل جزءاً من خطة أوسع للأمن الوقائي، حيث جرى تخصيص 29.4 مليون جنيه إسترليني هذا العام لتمويل أمن المساجد والمدارس الدينية الإسلامية.

المساهمون