بعد انخفاض معدلات الإصابة بمرض الكوليرا في سورية في الأشهر الماضية، عادت إلى الارتفاع من جديد، الأمر الذي يهدّد بصورة مباشرة حياة الأهالي الذين يعيشون ظروفاً صحية وإنسانية صعبة في كلّ المناطق السورية.
يقول الممرّض أحمد الضعيف الذي يعمل في محافظة إدلب، لـ"العربي الجديد"، إنّ "شبكة الإنذار المبكر وثّقت 21 وفاة بمرض الكوليرا في مناطق شمال غربي سورية، بالإضافة إلى 567 حالة موجبة من بين الحالات التي جرى اختبارها، و48,330 حالة مشتبه فيها".
ويتخوّف سكان في محافظة إدلب من تفاقم الأوضاع الصحية وانتشار الكوليرا بصورة أكبر بعد الزلزال الذي ضرب شمالي سورية، كما جنوبي تركيا، في السادس من فبراير/ شباط الماضي.
ويخبر عز الدين عسكر المقيم في حارم، غربي إدلب، "العربي الجديد"، إنّه "قبل حدوث الزلزال، تعرّضت بعض ينابيع المياه للتلوّث نتيجة اختلاطها بمياه الصرف الصحي التي تسرّبت من الخطوط المهترئة، وامتنعنا عن استخدام المياه مدة من الزمن حتى تمكّن المجلس المحلي من إصلاح الخلل. لكنّنا نخشى من تعرّض الخطوط الرئيسية في البلدة لأضرار بعد الزلزال، الأمر الذي يعني اختلاط المياه الملوّثة بالمياه السطحية في المدينة، خصوصاً أنّ مدينة حارم تعتمد بصورة أساسية على المياه السطحية بالإضافة إلى الينابيع التي تشتهر بها". يضيف عسكر أنّ "أيّ اختلاط لمياه الصرف الصحي بالمياه العذبة سوف يؤدّي إلى تفاقم الأوضاع وانتشار مرض الكوليرا بين الأهالي".
وكانت وزارة الصحة التابعة للنظام السوري قد أعلنت أنّ العدد الإجمالي التراكمي للإصابات المثبتة بلغ 1,634، وقد تصدّرت محافظة حلب القائمة مع 998 إصابة، في حين بلغ عدد الوفيات 49 وفاة، وثّقت من بينها 40 وفاة.
وأوضحت الوزارة أنّها مستمرّة في حملة التحصين باللقاح الوقائي من المرض، وقد بلغت نسبة الوصول إلى الفئة المستهدفة في الحملة 95,3 في المائة في ريف حلب والرقة ودير الزور والحسكة. يُذكر أنّ هدف الحملة الموضوع مسبقاً هو الوصول إلى مليون و993 ألفاً و169 شخصاً يبلغون من العمر عاماً واحداً فما فوق، وقد تمكّنت الوزارة من تحصين مليون و901 ألف و142 شخصاً.
وكان نائب المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بيرتران بانفيل قد أفاد، في أكتوبر/ تشرين الأول 2022، بأنّ الوتيرة المقلقة لتفشّي الكوليرا في سورية ولبنان وخطر انتشارها إلى بلدان أخرى في المنطقة يتطلّبان اتّخاذ إجراءات فورية. أضاف أنّ توسيع نطاق الاستجابة للوقاية من المرض واحتواءه يتطلبان دعماً عاجلاً.