تخفيض التمويل يحدّ من إمكانات مشافي شمال غربيّ سورية

17 يناير 2023
نقص التمويل أثر سلباً بتقديم الخدمات الطبية في الشمال السوري (رامي السيد/Getty)
+ الخط -

انعكس تخفيض التمويل المقدم لمنشآت طبية في ريف إدلب شمال غربيّ سورية، سلباً على واقع القطاع الصحي والأهالي المستفيدين من هذه المشافي، وهي مشافي "أرمناز، أطمة الخيري، مشفى أطمة للنسائية والأطفال"، حيث سبّب تخفيض التمويل إغلاق عيادات وإيقاف عمل كوادر في هذه المشافي.

إبراهيم العطية نازح يقيم في مدينة أرمناز، وهو أحد المستفيدين من مشفى المدينة الذي شمله تخفيض التمويل، أوضح لـ"العربي الجديد" أن انقطاع الدعم عن مشفى أرمناز، وخاصة عن قسم الأطفال، سيسبب كارثة، قائلاً: "اليوم أنا كمهجر بحال تخطيت أجور النقل لن أكون قادراً على أخذ ابني إلى مشفى خاص، فالتكاليف عالية في النهاية، وانقطاع الدعم كارثة لأكثر من 200 ألف مستفيد تقريباً".

جاء تقليص الخدمات بسبب خفض التمويل الذي واجهته منظمة "يداً بيد للإغاثة والتنمية" التي تدعم بدورها هذه المنشآت الصحية، التي بيّن المنسق الطبي فيها إياد رعدون لـ"العربي الجديد" أن المنظمة دأبت على تقديم خدمات متكاملة في منطقة أطمة بريف إدلب من خلال مشفى أطمة الذي يقدم الرعاية الطبية المتخصصة للأمهات والأطفال، إلى جانب مشفى أطمة الخيري الذي يقدم خدماته بمجال الأمراض الداخلية والجراحية وبعض الاختصاصات النوعية.

وأضاف رعدون أن التقليص الدائم في التمويل المقدم للعمل الإنساني من قبل المانحين في الشمال السوري بشكل عام، أدى إلى خفض الطاقة الاستيعابية للخدمات وإيلاء الأولوية للخدمات الطبية الأساسية في الوقت الراهن ضمن الموارد المتاحة.

أما المشافي التي خُفض بعض خدماتها، فهي مشفى يداً بيد للإغاثة والتنمية للنسائية والأطفال في أطمة، ومشفى أطمة الخيري، ومشفى القدس بالدانا، ومشفى أرمناز الجراحي بأرمناز، ومشفى حريتان بدير حسان، واستُغني في هذه المشافي عن 172 من الكوادر العاملة في القطاع الصحي، بالإضافة إلى إغلاق بعض العيادات.

بدوره، يقول ياسين الأسعد، وهو نازح يقيم في تجمّع مخيمات دير حسان لـ"العربي الجديد": "خلال الأعوام الخمسة الماضية من وجودي في منطقة دير حسان قلّ عدد الأطباء، وأيضاً عدد المراكز الصحية والخدمات المجانية. نرجو ألا يسوء الوضع أكثر ونخسر العلاج المجاني لنا ولأبنائنا الذي تقدمه بعض المشافي".

وكانت مديرية صحة إدلب، شمال غربيّ سورية، قد أعلنت في وقت سابق من يناير الماضي، أنّ 14 مستشفى في المحافظة انقطع عنها الدعم المادي منذ ثلاثة أشهر، ما يهدد حياة مئات آلاف المدنيين ويحرمهم الرعاية الصحية المجانية خلال الفترة القادمة.

ويأتي توقف الدعم عن المستشفيات في وقت تشهد فيه محافظة إدلب ارتفاعاً في معدل الفقر، وتردياً في الأوضاع المعيشية للسكان، فضلاً عن ارتفاع الأسعار، الأمر الذي يحول بين المواطنين والعلاج في المستشفيات الخاصة.

المساهمون