تحضير الجسم لتحمل الحرارة العالية: نوبات قصيرة وراحة ومكيّف هواء

تحضير الجسم لتحمل الحرارة العالية: نوبات قصيرة وراحة ومكيّف هواء

29 يوليو 2023
يستغرق الاعتياد على درجات مرتفعة وقتاً (أوسكار دل بوزو/ فرانس برس)
+ الخط -

في وقت "يشتعل" العالم وسط صيف حار جداً، يؤكد علماء قدرة حتى الأشخاص الذين لم يسبق لهم تجربة الحرارة الشديدة على التكيّف على تحملها بشكل أفضل.

يقول طبيب الطوارئ في كلية الطب بجامعة واشنطن والمتخصص في تغيّر المناخ والصحة لصحيفة "واشنطن بوست" ستيفان ويت: "الأجسام مهيأة جيدًا للتأقلم مع الحرارة، لكن الاعتياد على درجات مرتفعة يستغرق وقتاً، والمهم تجنب تنفيذ ذلك عبر الإصرار على مواجهة الحرارة العالية مباشرة لفترات طويلة، فمن يتعرض لحرارة مرتفعة من دون أن يملك القدرة على التأقلم بشكل مناسب، سيفتقر إلى الوسائل المناسبة للتكيّف، وقد يعاني من أمراض شديدة".

بدوره يقول أستاذ علم وظائف الأعضاء وعلم الحركة في جامعة بنسلفانيا، دبليو لاري كيني، إن "أفضل طريقة لبناء القدرة على التحمل هي تعريض الجسم بأمان لنوبات قصيرة من الحرارة والرطوبة، ثم زيادة مدة التعرّض تدريجاً، في عملية تُعرف بالتأقلم الحراري. وعندما يصبح الجسم أكثر اعتياداً على الحرارة تتعزز قدرته على التعرق بكفاءة أكبر لتبريد الجسم".

يتابع: "تشمل بعض ميزات التأقلم مع الحرارة الحفاظ على معدل ضربات قلب منخفض، وزيادة التعرّق خاصة في الذراعين والساقين.

وقد يستغرق التأقلم الكامل بين أسبوع وأسبوعين، علماً أن هذا الأمر يخضع أيضاً لتأثّر الجسم بعوامل العمر والحالات الطبية، وتناول أنواع معينة من الأدوية، وكذلك القدرة على تحسين اللياقة البدنية والبقاء رطباً، كما تقول المديرة في معهد "كوري سترينغر" بجامعة كونيتيكت، ريبيكا ستيرنز.

ويتضمن جدول تأقلم الأشخاص الذين يعملون في الهواء الطلق مع الحرارة العالية، والذي يوصي به المركز الأميركي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، ممارسة أنشطة بدنية أثناء التعرض للحرارة، والاستماع إلى الجسم لمعرفة التوقيت المناسب للتوقف.

ويقول كيني الذي درس حدود تأقلم الجسم وتكيّفه، إن "الناس لا يستطيعون التكيّف فيزيولوجياً مع مستويات معينة من الحرارة والرطوبة، حتى لو كانوا أصحاء".

وتلفت ستيرنز إلى أهمية الراحة "لأن الجسم يحتاج إلى وقت للتعافي من الإجهاد الحراري. ومن المثالي مثلاً النوم في بيئة باردة. ومن دون فترات تعاف يصبح الجسم أقل مقاومة للحرارة العالية التي قد يتعرض لها لاحقاً، ما يزيد خطر الإصابة بأمراض".

وبالعودة إلى كيني فهو يعتبر أن مكيّف الهواء هو الصديق الأفضل للجسم، حتى لو حاول الشخص جعل جسمه يعتاد على الحرارة. ويقول: "يعتقد كثير من الناس بأن البقاء بانتظام في أماكن مكيفات الهواء يشكل وسيلة سلبية لتكيّف الجسم مع موجات الحرارة، لكنه فعلياً الطريقة الأكثر أماناً لتجاوز موجات الحرارة، مع مواصلة التأقلم مع الحرارة عبر الخروج دورياً".

المساهمون