تشهد ولايات جزائرية عدة موجة حر شديدة وصلت إلى مستويات قياسية، سجلت فيها درجات الحرارة 49 درجة، وسط تحذيرات للمواطنين بعدم التعرّض لأشعة للشمس، ترافقت مع تخوفات من اندلاع حرائق في الغابات والمحاصيل الزراعية.
ووجهت هيئة الرصد الجوي، اليوم الاثنين، تحذيرات من استمرار موجة الحر التي ضربت البلاد منذ الجمعة الماضي.
وأعلنت الهيئة أن درجات الحرارة وصلت إلى 49 درجة مئوية في معظم ولايات الجزائر، خاصة الجنوبية، حيث تراوحت درجات الحرارة بين 36 و39 درجة تحت الظل.
ونبهت هيئة الرصد إلى استمرار موجة الحر القياسية حتى يوم غد الثلاثاء.
وشلت الحرارة المرتفعة الحركة في المدن والبلدات، خاصة في وسط وشرقي جنوبي البلاد، ففي مدينة ميلة (شرقاً) أثرت الحرارة بشكل كبير في حركة الشارع والسوق.
وقال محمد زموش، صاحب مطعم في وسط المدينة، لـ"العربي الجديد"، إن "الفترة الصباحية شهدت بعض الحركة للمواطنين، لكن وقت الظهيرة ومع ارتفاع درجة الحرارة ومستوى الرطوبة فضل الغالبية عدم مغادرة منازلهم إلا للضرورة، ما قلص حركة المرور في الشارع، وهذا انعكس على التجارة".
في المقابل، لفت زموش إلى أن "هذا الوضع انعكس إيجاباً على الشواطئ البحرية، حيث قصدها المواطنون، لا سيما المناطق الساحلية".
وأردف أنه "لوحظ تنظيم رحلات للأطفال وأفواج الكشافة والعائلات إلى الشواطئ هروباً من موجة الحر".
وفي الصدد، أصدرت هيئة الحماية المدنية لائحة تعليمات تتضمن حزمة إجراءات وقائية، وذلك إثر الارتفاع المسجل في درجات الحرارة، داعية إلى "تجنب الخروج والتنقل خلال هذه الفترة، إلا عند الضرورة".
كما دعت إلى "تفادي قطع مسافات طويلة خلال الأوقات التي تشتد فيها الحرارة، بالإضافة إلى عدم التعرّض لأشعة الشمس، خاصة بالنسبة للأشخاص المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة والأطفال".
وحثت على "توخي الحذر واتباع الإجراءات الوقائية لتجنب الأخطار المتعلقة بموجة الحر، وكيفية التعامل مع مثل هذه الظروف الجوية".
وتضمنت الإجراءات الوقائية تحذيرات للعائلات "من ترك الأطفال بمفردهم داخل المركبات، وإعطاء الماء بانتظام إلى الأشخاص المسنين والأطفال والمرضى، وتجنب الأعمال التي تتطلب جهوداً بدنية".
واستدعى هذا الوضع زيادة استهلاك الكهرباء، بسبب الحاجة إلى تشغيل المكيفات وتجهيزات التبريد.
بدورها، أعلنت شركة سونالغاز الحكومية، أن الاستهلاك الوطني للطاقة الكهربائية، سجل أمس الأحد ذروة تاريخية جديدة تقدر بـ17508 ميغاواط.
وأفاد المتحدث الرسمي باسم مجمع "سونالغاز"، خليل هدنة، بأن "هذه الذروة الجديدة بالاستهلاك تعود بسبب تسجيل درجات حرارة مرتفعة في مناطق عديدة من البلاد"، مبيناً في الوقت ذاته أنه "على الرغم من هذه الذروة وهذه الموجة الاستثنائية لم يحدث أي تذبذب في التوزيع".
وأكد المسؤول في شركة سونالغاز بأن الطاقة الكهربائية التي تنتجها وتوزعها الشركة "كافية وقادرة على تغطية جميع الاحتياجات الوطنية في كل الظروف مع ضمان الاستمرارية وجودة الخدمة"، مشيراً إلى "تحكم الشركة في الوضع بحجم الاستثمارات التي قامت بها الشركة في مجال الهياكل الطاقيّة، وكفاءة واحترافية المورد البشري المتخصص لكل شركات وفروع سونالغاز".
وتسجيل درجات الحرارة القياسية، استدعى تحذيرات السلطات من اندلاع حرائق تمس الغابات والمحاصيل الزراعية، إذ جددت وزارة الداخلية، مساء السبت، الدعوة إلى أهمية حماية الثروة الغابية والمحاصيل الزراعية من الحرائق عن طريق اتخاذ سبل الوقاية.
في حين، شددت على الصرامة في منع إشعال النار ومواقد الشواء بالمساحات الغابية حتى تاريخ 31 أكتوبر/تشرين الأول، لتجنب الحرائق والحفاظ على سلامة الأشخاص والممتلكات.
بينما نصبت لجنة وطنية لحماية الغابات تضم ممثلين عن 13 وزارة و11 مؤسسة وطنية معنية بحماية الغابات، واعتمدت تحديثاً لخطة المكافحة الوقائية والنشطة ضد حرائق الغابات.
وعانت الجزائر خلال العامين الماضيين من حرائق مهولة، خاصة في الولايات الشرقية، تسببت إضافة إلى الخسائر البشرية، بإتلاف آلاف الهكتارات من الغابات والمحاصيل الزراعية، ودمرت مساكن وحدائق عمومية.
وخلال صيف عام 2021، اندلعت سلسلة حرائق مهولة في 16 ولاية، تركّزت خاصة في ولايات منطقة القبائل، تيزي وزو وبجاية، وأتلفت الحرائق بحسب التقارير الرسمية أكثر من 100 ألف هكتار من الغابات، والمحاصيل الزراعية، وأشجار الزيتون التي تعرف بها المنطقة، ودمرت المئات من المنازل.
وفي عام 2022 أتلفت الحرائق التي تركزت في منطقة الطارف وعنابة وسكيكدة، شرقي البلاد، ما بين 30 و40 ألف هكتار.
لمعرفة حالة الطقس اليوم في بلدك ودرجة الحرارة، تابع هنا: حالة الطقس اليوم.