حذرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية ونادي الأسير الفلسطينيّ، اليوم الأربعاء، من معطيات خطيرة حول مستوى الجرائم بحق الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي تهدف لقتلهم.
وقالت الهيئة والنادي في بيان صحافي مشترك، "انّ معطيات بالغة الخطورة ترد عن اقتحامات وعمليات تنكيل واسعة تجري لأقسام الأسرى في سجن (نفحة)، خلالها استخدمت قوات القمع القنابل الصوتية والغاز".
وأضافت الهيئة والنادي في البيان المشترك، أنّ المعطيات التي وردت حول عمليات الاقتحام الواسعة لسجن (نفحة)، وما رافقها من اعتداءات جماعية على الأسرى، هي جزء من سلسلة عمليات اقتحام طالت كافة الأسرى في سجون الاحتلال على مدار شهر كامل، وهي في تصاعد كبير.
وتابعت الهيئة والنادي، إنّ احتمالات ارتقاء المزيد من الشهداء في السّجون تتصاعد، خاصة أنّ مستوى عمليات التعذيب والتنكيل التي تصل للمؤسسات من خلال أسرى ومعتقلين أفرج عنهم مؤخرًا من السجون، وكذلك من بعض المحامين الذين تمكّنوا من الزيارة، تؤكد ما أعلنت عنه الهيئة والنادي سابقًا أن الاحتلال ينتهج هذه الإجراءات لقتل الأسرى، وتنفيذ عمليات اغتيال بحقّهم عن سبق إصرار.
وفي هذا الإطار قالت هيئة الأسرى ونادي الأسير،" لن نتوجه بأي نداء للمؤسسات الحقوقية الدولية العاجزة في إحداث أثر أمام هذه الجرائم، وأمام العدوان الشامل على الشعب الفلسطيني، والإبادة المستمرة في غزة، وأمام تواطؤ القوى الدولية ودعمها لجرائم الاحتلال، وما نؤكده فقط هو مطالبنا للأحرار في العالم الذين خرجوا تأييدًا للحق الفلسطيني، بأن يواصلوا دعمهم لرفع صوتنا".
عوائل الأسرى قلقون على أبنائهم
من جهة أخرى، يعاني عوائل وذوو الأسرى بالداخل الفلسطيني من حالة قلق وخوف على أبنائهم الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلية، حيث منع الاحتلال الزيارات منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، عقب اندلاع الحرب على غزة.
تقول آمال الكيلاني والدة المعتقل محمد زيد الكيلاني (21 عاما) من أم الفحم لـ"العربي الجديد":"لا أعرف أي معلومة عن ابني، نحن نموت كل يوم مائة موتة.أعتقل ابني محمد قبل 6 أشهر وهو طالب جامعي يدرس الهندسة، وأنهى تعليم هندسة كهرباء ولم يتم الحكم عليه بعد".
تهمة محمد كما تقول والدته" ابني متهم بأنه لعب لعبة البابجي مع ناس من غزة، قبل سنة ونصف كنا في العمرة واقتنى خاتما مكتوبا عليه محمد رسول الله وهذا بالنسبة لهم خاتم داعش"، مضيفة "لا أعرف عنه أي معلومة، سوى أنه معتقل بسجن مجيدو وآخر مرة زرته قبل شهرين".
أوضحت والدة محمد أنه تم تأجيل جميع جلسات المحكمة، قائلة" نعلم أنهم محرومون من الفورة، وعندما نرسل لهم المال عبر الكانتين لا يصل إليهم، محمد دخل السجن بفترة الصيف لا يوجد عنده ملابس شتاء"، واصفة معاناة أهالي الأسرى قائلة" الله يعلم بحالنا، هم في سجن صغير ونحن بسجن كبير، نفسيا وعقليا نحن مسجونون حالتنا صعبة، أنا متأكدة أن ابني بريء وسيخرج من السجن. أنا أستيقظ بنصف الليل كل ليلة من خوفي على ابني".
من جهتها قالت نهاد محاميد وهي والدة لثلاثة أسرى لـ"العربي الجديد":" أنام كل ليلة خائفة، أرجف على أبنائي، نتصل على السجن لا أحد يرد علينا، لا نعرف عنهم شيئا منذ شهر ونصف الشهر. وعلمنا أن الزيارات ممنوعة، وأيضا الكانتين، وسمعنا بأنهم لا يسمحون لهم بالاستحمام".
تضيف محاميد" نفسيتي مرهقة جدا وكذلك والدهم، خاصة بعدما شاهدنا فيديو مرعبا يعذبون فيه أسرى من الضفة، ويمنعون عنهم الكهرباء".
وتبقى زيارة الأسير هي المتنفس الوحيد للتواصل مع ذويه والتي يستمد منها المعنويات العالية لآلام الفراق، والسبيل لإطمئنان العائلات على ذويها.
وكان الاحتلال قد منع الزيارات منذ منتصف سبتمبر/ أيلول وحتى أكتوبر تزامنا مع الأعياد اليهودية، وضاعف من معاناة ذوي الأسرى تصريحات وزير الأمن الإسرائيلي المتكررة بشأن عدم التسامح مع الأسرى.